admin 
قصيدة :لحسنة أولهاشمى – المغرب
وأنا في رحم أمي
قالت الرأس للأقدام :
أنا من سيحملك
حين تهزأ المسافات من موت ظلك
تلجم الأرض صوتها
وتتسابق صغار الريح
لتعمرثقوب نايات الطريق في قارة جسدك
قالت الأقدام للرأس :
صبي في إناء موتي بعض صمتي
ففي صمتي نصبت آلهة الكلام
طريق معبدك
بزواياه أقترف نسك وحدتي
وأحفر بمعولها شهوق انمحائي ..
وأنا طفلة
لم تكن أمي تعرف
أن تثبت لي وردة في ضفيرتي كما تفعل الجارة
كانت فقط تعلمني كيف أحزم خيوط حذائي
الآن أصبحت أمي تعرف فقط كيف تثبت
لي وردة في ضفيرة قلبها
ولا تعلمني أبدا كيف أحزم الحذاء !!
حين كنت برحم أمي
كانت
تقضم قطع الفحم المربعة بنهم
كنت أشاكس صغار الفراش
المنبعث من دمها
الفحم تحول الآن
إلى شجرة بنظارة سوداء
ساقها مبتور
حول عنقها وشاح تتوسطه
رسوم النجمة الثمانية السومرية
على حواف الرسوم
جف عشب الكلام
اصطكت أسنان الكون
واستشهدت آلهة الحب
قطع الفحم المربعة
حين كانت أمي تقضمها
تحت خصر شمس الربيع
على سطوح بيتنا القديم
تمرر أصابعها المرتجفة على حبوب القمح
الممددة على الحصيرالأصفر
كانت
مبللة بدموع ساخنة
مدسمة بدندنات أمازيغية حزينة
كافية لتجعل ظلالي الآن
تتأبط عتمات مائلة
كساعات ” دالي ” في لوحة ” إصرار الذاكرة “
كالحلم المتشظي في معصم
النساء العابرات
لدم المرأة الأسود التي أصبحتُ
تلك المرأة
المرأة التي ..
كانت
قبل أن تكون ..
حين تطعمني أمي بأصابعها
أصير أما لعصافير يتيمة
عصافير متمردة
فوق يد الأرض
ترسم دوائر الضوء
الضوء يصبح
سلة جنون
أحملها
أصير سماء
السماء
إن هي إلا عرائس من قُبل
والقبل
أيائل من صمت
على قرونها
يشرب العالم دوخة العدم
يستفيق الحب
يستفيق
أبدا
لا يستكين ..
