أكدت أوساط تحليلية وسياسية في واشنطن أن موجة الحماسة التي تشهدها منصات التواصل الاجتماعي الأميركية، دعماً للمرشحة «الديمقراطية» للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، ترتبط على الأغلب بالتأييد اللافت، الذي يبديه لها الناخبون المنتمون إلى ما يُعرف بـ«الجيل زد»، الذي يضم من وُلِدوا بين عاميْ 1995 و2010.
فمنذ إعلان الرئيس «الديمقراطي» جو بايدن في الحادي والعشرين من يوليو تخليه عن مواصلة حملته الانتخابية ومباركته لأن تحمل نائبته شعلة الترشح بدلاً عنه، غمر كثير من المؤيدين الشبان لـ «هاريس» وسائل التواصل المختلفة، بمقاطع فيديو وصور ورسوم تعبيرية، يؤكدون من خلالها مساندتهم للمرشحة «الديمقراطية».
ووصف محللون، هذا النشاط الإلكتروني المكثف بأنه بات بمثابة «موجة حب ودعم لكامالا» على الشبكة العنكبوتية، تعكس تزايد آمال أنصار الحزب «الديمقراطي»، في الإمساك من جديد بزمام المبادرة على الصعيد الانتخابي، بعد شهور عِجاف بدا فيها أن المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب ومؤيديه أصبحوا أقرب لإحراز النصر في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل.
واعتبر المحللون أن المنافسة المحتدمة بين هاريس وترامب، على نيل أصوات أبناء «الجيل زد»، الذي يضم من وُلِدوا بين عاميْ 1995 و2010، ربما كانت من بين أبرز الأسباب، التي دفعت المرشحة «الديمقراطية» أخيراً، للتأكيد علنا على أنها لم تكن لتُنْتَخَب نائبة لرئيس الولايات المتحدة على بطاقة الرئيس بايدن عام 2020، لولا حصولها على دعم المنتمين لذلك الجيل.
وأشارت هاريس، خلال كلمة وجهتها لمؤتمر عقدته في مدينة أتلانتا منظمة ليبرالية تمثل «الجيل زد» وتحمل اسم «ناخبو الغد»، إلى أنها تدرك أن أصوات الناخبين الشبان شديدة الأهمية فيما يتعلق بحسم نتائج الانتخابات المرتقبة، وذلك من دون أن تغفل التحذير في الوقت نفسه، من مغبة تصور أن الفوز بدعم أبناء هذه الفئة العمرية صار «أمراً مفروغاً منه».
ولكن المؤشرات المستقاة من استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة، توحي بأن المرشحة «الديمقراطية»، ربما تبدي تحفظاً مبالغاً فيه في هذا الشأن. فقد كشف استطلاعان أُجريا حديثاً عن أن هاريس تتقدم بفارق يتراوح ما بين 18 و20 نقطة، عن غريمها «الجمهوري»، في أوساط الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
وتزامن ذلك مع إعلان 18 مجموعة أميركية شبابية – تضم منظمة «ناخبو الغد» وتكتلات مماثلة – تشكيل تحالف، يستهدف توحيد صفوف الناخبين الشبان خلف هاريس، قبل نحو مئة يوم من موعد التوجه إلى مراكز التصويت، لاختيار الرئيس السابع والأربعين للبلاد.
واعتبر محللون أميركيون أن هذا الإعلان يبرهن على ما وصفوه بـ«الدعم غير المسبوق» من جانب ناخبي «الجيل زد» لـ«كامالا هاريس»، وذلك على نحو يبدو الأكبر من نوعه، منذ إبداء الجيل الشاب من الأميركيين تأييده الكاسح للرئيس السابق باراك أوباما قبل أكثر من 16 عاماً.
ومن بين المؤشرات الأخرى على هذا المضمار، وفقاً للمحللين الذين تحدثوا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، الحجم الكبير من الأموال التي جُمِعَت خلال أسبوع واحد لضخ مزيد من الدماء في شرايين حملة هاريس، من جانب متبرعين أفراد يُقْدِمون على ذلك للمرة الأولى، بالإضافة إلى العدد الكبير من الأشخاص، الذين أعربوا عن استعدادهم للتطوع في صفوف الحملة الديمقراطية، فضلاً عن التزايد اللافت في عدد أسماء الناخبين المسجلين، في غضون أيام معدودة.
ويقول المحللون: إن جانباً كبيراً من حماسة أبناء «جيل زد» لـ«هاريس» يعود لكونها أول امرأة أميركية ملونة، تُرشح من جانب حزب رئيس لشغل المنصب الأرفع في الولايات المتحدة، بجانب تبنيها مواقف أقرب لتوجهات جيل الشباب إزاء القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عما اتسم به أداؤها منذ اختيارها لخوض انتخابات الرئاسة، من حيوية فائقة بعثت الأمل في صفوف «الديمقراطيين» مرة أخرى.
نقلا عن جريدة الاتحاد الإماراتية