متابعة : طارق فتحى السعدنى
احتفل يوم أمس محبو السينما والفن في الوطن العربي، ، بذكرى ميلاد الفنان المصري الراحل أحمد زكي، كما وضع محرك البحث الشهير “جول” تصميماً يضم النجم الشهير ورموزاً معبرة عن أشهر أعماله كـ “النمر الأسود”، و”اضحك الصورة تطلع حلوة” بصدارة الواجهة الرئيسية له،
واحتفت الصحف والمواقع العربية بأسطورة التمثيل الذي رحل عن عالمنا عام 2005، وجاءت عناوينها مخلدة لذكراه، لكن هناك خطأ وقع فيه الجميع، حيث نشرت وسائل الإعلام، أن اليوم يوافق الذكرى الواحد والسبعين لميلاد أحمد زكي، والحقيقة أنها الأربعة والسبعين عاما.
ففي لقاء قديم لبرنامج “البيت بيتك” الذي كان يبث على شاشة التلفزيون المصري، حاور الإعلامي محمود سعد خلاله هيثم، نجل أحمد زكي، داخل منزل والده، وحينها عرض سعد بطاقة الهوية الشخصية لأحمد زكي، التي أوضحت أنه من مواليد 1946 وليس 1949.
وعلى الرغم من احتفاء جوجل بالفنان المصري فإنه وقع في الخطأ ذاته، بوضع تاريخ ميلاد غير صحيح في معلوماته عنه، حيث ذكر أنه من مواليد عام 1949. في مدينة الزقازيق المصرية، التي تقع على بُعد 50 ميلًا شمال القاهرة.
تخرج من المدرسة الصناعية في الزقازيق عام 1967، ثمّ سافر إلى القاهرة لدراسة السينما قبل تخرجه من معهد القاهرة للفنون المسرحية عام 1974.
كان متزوجا من الفنانة الراحلة هالة فؤاد ورُزقا بابنٍ وحيد هو الممثل هيثم زكي الذي شارك والده أحد أدوراه بتجسيده لشخصية عبد الحليم في شبابه. انفصل الزوجان بسبب بعض الخلافات، إذ أراد أحمد زكي من زوجته اعتزال التمثيل والعمل كمذيعة، وبسبب حبّها لعملها، رفضت ذلك وحصل الانفصال. وتزوجت هالة بعدها من الخبير السياحي عزت بركات واعتزلت بعد ولادتها لطفلها الأول. أما من حيث ديانة أحمد زكي ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية
ويعتبر الممثل المصرى الراحل أحمد ذكى من أعظم النجوم موهبةً في تاريخ السينما العربية , حيث أشتهر بموهبته الكبيرة وقدرته على انتحال الشخصيات ببراعة. اشتهر أيضًا بكثافة أدواره، وغالبًا ما ضرب زملاءه بشكلٍ حقيقي أثناء مشاهد التمثيل العنيفة ,
أبهرالراحل أحمد زكي خلال مسيرته الفنية الجماهير بأدواره الهزلية والرومنسية والمأساوية على المسرح والسينما والتلفاز. وكانت فرصة زكي الأولى للعمل بينما كان لا يزال يدرس في معهد الفنون المسرحية عام 1969، إذا أدى دورًا بسيطًا كعاملٍ في خدمة الغرف في مسرحيةٍ كوميدية بعنوان مرحبا شبلي،
إلّا أنّ الممثل الرئيسي لم يظهر في تلك الليلة، واستطاع الراحل أحمد زكي الذي كان يعمل بائع مشروباتٍ غازية استكمال الليلة، وتمكن من تقديم صورٍ هزلية مثيرةٍ للإعجاب، ولا سيّما انتحال شخصية الممثل الشرير محمود المليجي وتمكن من كسب رضا الجميع بموهبته تلك.
وقد أشاد الكثير بشخصية أحمد الشاعر في مسرحية “مدرسة المشاغبين” الكوميدية. وبدأت رحلة أحمد زكي نحو النجومية بحصوله على دور البطولة في المسرحية الكوميدية “العيال كبرت” عام 1978. ثم انتقل إلى التمثيل التلفزيوني مؤديًا دور عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل الأيام.
أول أفلامه كان “أبناء الصمت” عام 1974. وفي عام 1980 كان قد مثّل ستة أفلامٍ بما فيها “الإسكندرية ليه؟” وهو من إخراج المخرج العبقري يوسف شاهين. وتُقدّر أفلام أحمد بأكثر من 60 فيلمًا على مدار حياته.
كانت العديد من أفلامه للكاتب وحيد حامد، وقد صُور معظمها كرسالةٍ سياسيةٍ قوية، فعرضت الفساد الحكومي وفساد الشرطة. كما تألّق زكي في الثمانينيات في السلسلة الكوميدية التلفزيونية “هو وهي” التي شاركته بطولتها الممثلة القديرة سعاد حسني. كما قام بالعديد من الأفلام الناجحة خلال منتصف وأواخر التسعينات.
كان من أعظم أدواره تجسيده دور الرئيس المصري في فيلمين أصبحا من معالم السينما العربية. فلعب دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في فيلم “ناصر 56” عام 1996. وجسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات في فيلم “أيام السادات”، ويصوّر الفيلم 40 عامًا من حياة الرئيس الراحل أنو السادات. كما كان هناك احتمالٌ لتجسديه دور الرئيس حسني مبارك في فيلمٍ ثالث.
اعتُبر الراحل أحمد زكي متحدثًا باسم الشباب المصري وريثًا لفريد شوقي على الصعيد الفني.
كان مدخنًا من العيار الثقيل. نُقل إلى مستشفى دار الفؤاد فى الأول من أكتوبر وتوفي نتيجة مضاعفات سرطان الرئة، وذلك بعد أن عرض الرئيس الراحل حسني مبارك إرساله إلى فرنسا لتلقي العلاج المناسب على نفقة الحكومة، وكان ذلك أثناء تصوير فيلمه الأخير حليم.