كتب : دكتور هشام محمد علي استشاري التغذية العلاجية والطب التكميلي و النباتات الطبية
تغذية هي أحد العوامل المؤثرة جدًا على الحمل وعلى المرأة الحامل.
ما الذي ينصح بأكله وشربه في فترة الحمل؟
ما هو النطاق الطبيعي للزيادة في الوزن وكيف يتم التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة؟
ستجدون هنا إجابات على أسئلة تشغل بال كل أم مستقبلية.د. سارة كابلان، أخصائية الحمية الغذائية الرئيسية في “مئوحيدت”
توجد بين التغذية الصحيحة والحالة الصحية علاقة مباشرة في كافة الأعمار، في جميع فترات حياتنا وخاصة في فترة الحمل.
الحالة الصحية والغذائية لدى المرأة الحامل مهمة قبل الحمل وخلاله وهي تؤثر على تطور الجنين.
تحتاج التغييرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم المرأة إلى مكوّنات غذائية وطاقة مناسبة ومتزنة.
من المعروف اليوم أن التغذية الصحيحة في فترة الحمل تخفف من خطر الإصابة بمرض سكري الحمل، تسمم الدم وارتفاع ضغط الدم،
كما ومن المحتمل أن تمنع الارتفاع المفرط في الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، لكون غذاء الجنين ناتج عن غذاء الأم، هنالك أهمية كبرى للتغذية التي تتلقاها الأم في فترة الحمل.
الاستنتاج هو أن تغذية الأم خلال الحمل مهمة لصحتها ولتطور الجنين السليم الذي ينمو في أحشائها.
التغذية الحكيمة
من المهم أن نعرف أنه في فترة الحمل تزيد الحاجة إلى المكوّنات الغذائية، وتحتاج المرأة الحامل الى نحو 440-350 سعرة حرارية إضافية.
المبادئ الأساسية للتغذية الحكيمة: وجبات منتظمة وغذاء وتنويع فئات الطعام، تصبح أكثر أهمية في فترة الحمل من أي فترة أخرى.
من المستحسن أن تنبع الزيادة في السعرات الحرارية من كل فئات الغذاء- الكربوهيدرات، البروتينات، الدهنيات، الخضار والفواكه.
لا حاجة للقول “الأكل من أجل شخصين” بل زيادة كل وجبة قليلا
كما سنفصل لاحقًا. القائمة الغذائية اليومية الحكيمة (حتى قبل الحمل)، مهمة من أجل صحة المرأة وصحة الطفل.
يجب أن تحتوي القائمة الغذائية، قبل الحمل وخلاله، على كافة فئات الطعام بما فيها الفيتامينات والمعادن الضرورية للطفل ولتطوره السليم
ماذا تختلف القائمة الغذائية في الحمل عن القائمة السابقة؟ (قبل الحمل)
في حال شدّدت على حمية غذائية صحّية قبل الحمل، من المفضل إجراء تغيير طفيف على القائمة الغذائية،
مثل زيادة كمية السعرات الحرارية اليومية (خاصة في الأطعمة الغنية بالبروتين، الحديد، حمض الفوليك والكالسيوم، في الخضار والفواكه).
ما هي زيادة الوزن المسموح بها؟
يتراوح معدل الارتفاع في الوزن خلال الحمل بين 13-8 كيلوغرام، في حال بدأت المرأة الحامل حملها بوزن طبيعي حسب الطول.
الزيادة في الوزن هي أمر شخصي ومتعلق، من بين أمور أخرى، بوزن الأم الأولي، وهذا يختلف بين امرأة وأخرى.
للزيادة القليلة نسبيًا في وزن الأم الحامل علاقة بولادة طفل يكون وزنه قليل أيضًا ولها علاقة بالولادة المبكرة أيضًا.
من ناحية أخرى، فإن الارتفاع الكبير في وزن الأم يزيد من خطورة الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم وتعقيدات في الولادة.
إضافة إلى ذلك، يكون مستوى مواليد النساء البدينات منخفضًا في سلم أبغر وهم معرضون ليكونوا أولادًا بدينين في المستقبل.
الزيادة في وزن الأمهات تزيد من خطورة حدوث NEURAL TUBE DEFECTS لدى الأولاد، من دون علاقة باستهلاك حمض الفوليك.
علينا أن لا ننسى أن معظم النساء يرغبن في إتمام الحمل والعودة إلى الوزن السليم،
ولذلك فإن الزيادة المعتدلة والصحيحة في الحمل تزيد من فرصة العودة إلى الوزن السابق بسرعة وبسهولة أكبر.
يجب على المرأة الموجودة تحت الوزن الطبيعي زيادة وزنها بنحو 12.5 كيلوغرام (+- 5 كيلو)،
بينما يُفترض أن المرأة التي بدأت حملها بوزن زائد أن يرتفع وزنها نحو ما معدله 8 كيلوغرام.
هل من الصحيح أنه يجب الأكل في فترة الحمل من أجل شخصين؟
ما زالت التوصيات الدقيقة بالنسبة لزيادة السعرات الحرارية موضع خلاف بسبب المعطيات المتناقضة حول ارتفاع الأيض في الجسم،
تكدس طبقة الدهنيات وانخفاض في اللياقة البدنية مع تقدم الحمل.
من الواضح أن هنالك حاجة إلى زيادة السعرات الحرارية وفقًا لوزن المرأة الحامل الأولي، ولكن لا حاجة للأكل من أجل شخصين.
تهدف التوصيات القائمة اليوم إلى المدى المطلوب في زيادة الوزن خلال الحمل بما يتلاءم مع الـ BMI قبل الحمل:
BMI مؤشر كتلة الجسم، الناتج عن قسمة الوزن (بالكيلوجرام) على الطول (بالمتر المربع).
بالنسبة لـ BMI الأقل من 19.5 (ما دون الوزن الطبيعي) – من المفضل زيادة الوزن بـ 12.5 كيلوغرام (18-12.5) خلال الحمل.
بالنسبة لـ BMI من 25-19.5 (الوزن السليم) – من المفضل زيادة الوزن بـ 11.5 كيلوغرام (16-11.5) خلال الحمل.
وبالنسبة لـ BMI من 30-26 (الوزن الزائد) – من المفضل زيادة الوزن بـ 8 كيلوغرام (11-7) خلال الحمل.
بالنسبة لـ BMI الذي يزيد عن 30 (سُمنة) من المفضل زيادة الوزن حتى 6 كيلوغرام.
تم تحديد التوصيات المذكورة أعلاه في أعقاب تحليل إحصائي لولادات كان وزن المولود فيها هو الأمثل، ولم تعاني الأم من تعقيدات في الولادة وخفض الوزن بعد الولادة.
هل يسمح بانتهاج حمية غذائية لخفض الوزن خلال الحمل؟
إن الارتفاع الكبير في الوزن يزيد من رغبة المرأة بخفض وزنها.
من المهم أن نعرف أن خفض الوزن بواسطة حمية قليلة جدا بالسعرات الحرارية في فترة الحمل والإرضاع من المحتمل أن تقلل كمية الحليب وجودته
وبذلك من الممكن أن تلحق الضرر بصحة الطفل وسرعة نموه. من ناحية أخرى،
فإن الحمية المعتدلة والمتوازنة،التي تحتوي على كافة فئات الطعام
والتي تتم مراقبتها من قبل أخصائية حمية غذائية، يمكن أن تساهم في تحسين النظرة الذاتية ومنع البدانة المفرطة.
الفيتامينات والمعادن في فترة الحمل
ترتفع الحاجة إلى الفيتامينات والمعادن خلال فترة الحمل. يمكن توفير جزء منها بواسطة تغذية منوّعة
تحتوي على الخضار، الفواكه، اللحوم، الدجاج، السمك، الحليب ومشتقاته، الحبوب والبذور.
أحيانًا، لا يكون بالإمكان توفير الكمية المطلوبة من الغذاء، لذلك يجب تناول إضافات التغذية
(يجب استشارة الطبيب أو أخصائية التغذية).