حروب الجيل السادس

بقلم :  المستشار خالد السيد ​مساعد رئيس حزب مصر المصريين للشؤون القانونية

أول من أطلق هذا المصطلح «حروب الجيل السادس» الجنرال الروسى فلاديمير سليبتشينك، حين قال للعالم أجمع إن الحروب التقليدية قد عفا عليها الزمن، وأن كل الحروب بعد ذلك ستدار بأنظمة ذكية، وستحصد نتائج ذكية أيضًا. حيث تعمل هذه الحروب على تجنيد كامل لشبكة الإنترنت وتخلق عصابات مهمتها الاحتيال وسرقة الهويات وممارسة العمليات الإجرامية،

وهى حروب جمعت ما بين الإرهاب والإدارة عن بعد، وتستخدم الأسلحة الذكية التي تشمل أمور متعددة منها على سبيل المثال الصاروخ القابل للتوجيه عن بعد، القنبلة الذكية المجهزة للتوجيه كما حدث مع الطيارة الروسية التي اسقطت في سيناء،

نظام إرشاد عبر الأقمار الاصطناعية، نظم الدفاع الصاروخي، الأسلحة الذكية التي تعتمد على التوجيه الذاتي، الطائرات بدون طيار، الألغام التي يتم تفعيلها أو تعطيلها تلقائيا عبر الأقمار الصناعية، جمع المعلومات الاستخبارية

ومن أهم مظاهر هذا الجيل من الحروب هو التجنيد الكامل لشبكة الاتصالات العالمية والنظم المعلوماتية، سواء باستهداف منشآت الدول ونظمها العسكرية أو المؤسسات والأفراد معا،

صناعة تشكيلات عصابية عالمية تدار من خلال الشبكة، سرقة الهوية والاحتيال والتسبب في خسائر تريليونات من الدولارات، الجمع بين شبكة الإنترنت مع الشبكات الإرهابية وادارة حروب كاملة عن بعد،

الدخول على الهواتف الأرضية أو الخلوية والكمبيوترات الخاصة والتلفزيون الكابلي واجهزة الريسيفر. تلتقي عقيدة حروب الجيل السادس مع قاعدة الحرب الصينية التي وضعها “سون تروز” قبل اكثر من عشرين قرناً في كتابه (فن الحرب) والتي تنص:

 “الحروب تستند الى الخذلان، فعندما نكون جاهزين للهجوم؛ يتوجب علينا ان نبدوا على خلاف ذلك، وعندما نستخدم القوة يجب ان نتصرف بخمول، وعندما نهم بالاقتراب من الخصم يجب ان نظهر وكأننا بعيدون عنه وعندما نبتعد عنه علينا ان نقنعه بأننا قريبون

. وفي ظل تراجع أهمية الأسلاحة التقليدية التي تعتمد على القوى البشرية، امام تقدم التقنيات الرقمية الحديثة التي تعتمد على نسب الذكاء العالية والمهارات العقلية للأفراد،

 تسعى الدول الى رعاية الأذكياء والموهوبين، وتوظيف إبداعاتهم في مجال تعزيز منظومات أمنها الوطني، والحفاظ على وتيرة التنمية من خلال انشاء مراكز متخصصة للدفاع الالكتروني،

 كما حدث في اميركا وفرنسا والصين وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل وغيرها، الامر الذي يدفعنا الى التساؤل عن موقع العراق في ساحات حروب الجيل السادس ومشاريعه المستقبلية في هذا المجال.