عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي، وينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة .
نشأته ومعالم شخصيته : ولد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في مدينة الرياض ونشأ تحت رعاية والده، ولما اشتد عوده تعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد الشيخ القاضي عبدالله الخرجي من علماء الرياض، حيث عهد إليه الإمام عبدالرحمن بن فيصل بتعليم ابنه؛ فحفظ عبدالعزيز بعضًا من سور القرآن المجيد، ثم قرأه كله على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، كما درس جانبًا من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ الذي أعد لعبدالعزيز كراسًا دينيا جمع فيه بعض مسائل الفقه والتوحيد بالإضافة إلى المعارف الثقافية الأخرى التي اكتسبها بالخبرة والاحتكاك بالآخرين، خصوصًا ببعض العلوم العصرية التي استقاها من خلال المتابعة والمذاكرة والمناقشات.
ولع الملك عبدالعزيز بالفروسية وركوب الخيل منذ صباه وعرف عنه حركته الكثيرة وتنقله السريع، وكان حازمًا، ذكيا متفوقًا على أترابه، شجاعًا جريئًا مقدامًا، يجمع في طبيعته روح الحرب وروح السلم، يعالج الأمور بحكمه وحنكة ودراية، ويتحلى ببراعة سياسية لا يرقى الشك إليها، وكان يتمتع بخلق قويم وإرادة نافذة، بعيد المطامح، طويل الروية، وظل يعتقد أن الاستعداد للأمر ودراسته هما الوسيلتان المثليان للنجاح؛ فهو جندي ظافر، تقي ورع، جواد سخي، مهذب لطيف المعشر ورقيق المعاملة في المجالات الاجتماعية.
مما لا شك فيه أن حياة التنقل مع والده بين مضارب البادية – بعد رحيلهما عن الرياض – قد أثرت إلى حد بعيد في شخصيته، خاصة في مجال الحروب فقد تعود حياة البادية بما فيها من قساوة وشجاعة وأخلاق وتحمل للمسئولية، كما استفاد من إقامته في الكويت التي استقر فيها الأسرة السعودية بعض الوقت عقب الجلاء عن الرياض على أثر سيطرة آل الرشيد على كل البلاد النجدية .
فكانت حياة عبدالعزيز خليطًا من لوعة النزوح والتنقل وصرامة الحياة وقسوتها في ظل الهجرة والبعد عن الوطن الأم من جهة، وتجربة فقدان الملك والسيادة من جهة أخرى، ومر الملك عبدالعزيز خلال إقامته في الكويت بتجربة سياسية كبيرة من خلال مجالسة الشيوخ والأمراء والحكام ورجال الدولة، وقد ظهر أثر ذلك في فكره السياسي ومقدرته السياسية وأدائه السياسي فيما بعد، وكان يحب سماع قصص البطولات والمعارك، والتعرف على سير الأبطال، وتاريخ أسرته خاصة تاريخ جده فيصل بن تركي الذي عرف بتدينه وفكره السياسي الرصين وشجاعته وحنكته السياسية وتجربته الكبيرة في مجال السياسة والحكم والإدارة، وهو يعد من أقوى أئمة الدولة السعودية الثانية وأشهرهم، وهكذا نلاحظ أنه أخذ يهيئ نفسه لعمل كبير جدا ألا وهو استعادة ملك أجداده المسلوب.
استردد ملك الآباء والأجداد : يأتي مشروع توحيد البلاد العربية السعودية في مقدمة أعمال الملك عبدالعزيز ومنجزاته؛ فقد حاول دخول الرياض عام 1318 هـ، 1901م في الوقت الذي كان فيه الشيخ مبارك الصباح شيخ الكويت ومعه الإمام عبدالرحمن بن فيصل يحاربان ابن الرشيد في وقعة الصريف في 26 من ذي القعدة عام 1318 هـ، 17 مارس 1901م، وقد انهزمت القوات الكويتية في تلك الوقعة وترتب على ذلك عدم تحقيق هدف الملك عبدالعزيز آل سعود في استرداد الرياض من آل الرشيد عاصمة آبائه وأجداده.
حاول عبدالعزيز استرداد الرياض مرة أخرى وذلك في عام 1319 هـ، 1902م، وكانت هذه المحاولة أكثر رسوخًا وأدق تخطيطًا، وقد نجح الملك عبدالعزيز هذه المرة واسترد الرياض من عجلان أمير آل الرشيد بعد قتله واستسلام الحامية الرشيدية في 5 شوال 1319 هـ، 15 يناير 1902م، ونودي بأن الملك لله ثم لعبدالعزيز آل سعود، وبهذا الحدث التاريخي بدأ ظهور الدولة السعودية الحديثة وقيامها وريثة شرعية للدولتين السعوديتين الأولى والثانية ومن ثم بدأ تاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود كمؤسس أول وحقيقي لتلك الدولة.
المبايعة وتوحيد البلاد : تسلم الملك عبدالعزيز مقاليد الحكم والإمامة بعد تنازل والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل له عن الحكم والإمامة في اجتماع كبير عقد بالمسجد الكبير بالرياض بعد صلاة الجمعة عام 1320 هـ، 1902م، وظل الأب يشرف على أعمال ابنه طوال حياته، وظل الابن يجل والده ويقدر آراءه ويحترمها.
شرع عبدالعزيز يوحد مناطق نجد تدريجيا فبدأ بتوحيد المناطق الواقعة جنوب الرياض بعد انتصاره على ابن الرشيد في بلد الدلم القريبة من الخرج، فدانت له كل بلدان الجنوب؛ الخرج والحريق والحوطة والأفلاج وبلدان وادي الدواسر .
ثم توجه إلى منطقة الوشم وحارب ابن الرشيد وانتصر عليه، ودخل بلدة شقراء، ثم واصل زحفه صوب بلدة ثادق فدخلها أيضًا ثم توجه إلى منطقة سدير ودخل بلدة المجمعة، وبهذا الجهد العسكري تمكن الملك عبدالعزيز من توحيد مناطق الوشم والمحمل وسدير وضمها إلى بوتقة الدولة السعودية الحديثة .
تابع الملك عبدالعزيز مشروعه لتوحيد البلاد، فتمكن من توحيد منطقة القصيم وضمها إلى الدولة السعودية الناشئة بعد أن خاض مجموعة من الوقعات الحربية ضد ابن الرشيد وأنصاره العثمانيين؛ منها واقعة الفيضة في 18 ذي الحجة 1321 هـ، 10 مارس 1904م، والبكيرية في 1 ربيع الثاني 1322 هـ، 1904م، والشنانة في 18 رجب 1322 هـ، 1904م، وهي من المواقع الفاصلة في تاريخ البلاد، ووقعة روضة مهنا التي قتل فيها الأمير عبدالعزيز آل الرشيد في 18 صفر من عام 1324 هـ، 14 أبريل 1906م.
ومثلت القصيم منطقة حيوية واستراتيجية للملك عبدالعزيز آل سعود، خصوصًا في صراعه ضد ابن الرشيد بعد توقيع صلح بينه وبين متعب بن عبدالعزيز آل الرشيد في اعقاب وقعة روضة مهنا، حيث اعترف الملك عبدالعزيز لمتعب بن الرشيد بالإمارة على حائل ومنطقة جبل شمر .
استعاد الملك عبدالعزيز آل سعود منطقة الأحساء بكاملها عام 1331 هـ، قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، ورحل الحاميات العثمانية التي كانت موجودة فيها إلى البصرة، وأقر العثمانيون بالأمر الواقع، وفاوضوا الملك عبدالعزيز واعترفوا رسميا به واليًا على نجد، ومتصرفًا على الأحساء، وأهدوه النيشان العثماني الأول ورتبة الوزارة في أواخر عام 1332 هـ (أوائل عام 1914م)، ولقبوه بصاحب الدولة، إلا إن هذا الاتفاق وهذا التقارب العثماني تجاه الملك عبدالعزيز لم يخرجا إلى حيز التنفيذ بل ظلا مجرد حبر على ورق.
أفاد الملك عبدالعزيز كثيرًا من عودة منطقة الأحساء إلى دولته؛ لأنه قد وسع بذلك حدود دولته لتشمل جزءًا مهما من الجزيرة العربية يطل على ساحل الخليج العربي، وله أهميته السياسية والاقتصادية والتجارية، وغدا لدولته الناشئة منفذ بحري ممتاز أخرجها من عزلتها وانغلاقها داخل الأراضي النجدية، وأصبح الملك عبدالعزيز وثيق الاتصال بالدول الكبرى، خصوصًا بريطانيا ذات السلطة والشأن في منطقة الخليج، ورغبت بريطانيا في دفع الملك عبدالعزيز إلى الدخول في حرب ضد الدولة العثمانية بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، لكنه حاول قدر استطاعته أن يظل على الحياد برغم موقفه المعادي للأتراك بسبب مساعدتهم وتشجيعهم لآل الرشيد، وبسبب الموقف العثماني العام المعادي للدولة السعودية في جميع أدوارها ومراحل حكمها.
جرت اتصالات رسمية بين الملك عبدالعزيز وبعض المسئولين البريطانيين في الخليج أمثال الكابتن شكسبير القنصل البريطاني في الخليج، والسير برسي كوكس، الذي وقع مع الملك عبدالعزيز معاهدة في دارين بالقطيف عرفت بمعاهدة دارين عام 1334 هـ، 1915م وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى وقد ألغيت فيما بعد، وزار الملك عبدالعزيز بعدها البصرة بدعوة من السير برسي كوكس فكانت أول زيارة يقوم بها الملك عبدالعزيز خارج بلاده عام 1334 هـ، 1915م، وقدم الملك عبدالعزيز أثناءها تعازيه لشيخ الكويت جابر بن مبارك الصباح في وفاة أبيه الشيخ مبارك الصباح، وشارك في مؤتمر عقدته بريطانيا في الكويت في 23 محرم 1335 هـ، 20 نوفمبر 1916م للتباحث في شأن الموقف العام للحرب العالمية الأولى، وفي أعقاب ذلك عقد مؤتمر في الرياض عام 1339 هـ، 1920م حضره الأمراء والعلماء ورجال الدولة وشيوخ العشائر وغيرهم وقرروا فيه بالإجماع أن يكون لقب عبدالعزيز الرسمي هو سلطان نجد وملحقاته.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى تمكن سلطان نجد من استرجاع منطقة جبل شمر بعد عدة مناوشات ووقعات خاضتها القوات السعودية ضد القوات الرشيدية، استسلمت بعدها مدينة حائل عاصمة الجبل في صفر من عام 1340 هـ، 1921م، وعامل ابن سعود آل الرشيد معاملة كريمة تليق بمقامهم، كما تمكن السلطان عبدالعزيز من ضم منطقة عسير إلى أجزاء دولته بعد حروب طويلة مع آل عائض حكام منطقة عسير، وكان ذلك عام 1338 هـ، 1920م، وعامل عبدالعزيز آل عائض ومن وقف معهم من الأهالي في عسير معاملة طيبة كعادته في معاملة خصومة بعد انكسارهم واستسلامهم، وتمكن من توحيد إمارة الأدارسة وضمها إلى بوتقة دولته، وأصبحت جزءًا من الدولة السعودية الحديثة عام 1351 هـ، 1932م، كما وحد عبدالعزيز منطقة الحجاز مع باقي مناطق الدولة السعودية الحديثة بعد معارك خاضتها القوات السعودية ضد قوات الأشراف ويأتي في مقدمة تلك المعارك معركة تُرُبة التي انكسرت فيها قوات الشريف حسين بن علي أمام القوات السعودية في ليلة 25 شعبان عام 1337 هـ، 1919م، وتعد بلدة تربة مفتاح الطريق إلى باقي المدن الحجازية، وقد تهلهل وضع قوات الشريف كثيرًا في أعقاب تلك الوقعة، ويسَّر ذلك عملية ضم مدينة الطائف – المدينة الحجازية الاستراتيجية – إلى الدولة السعودية عام 1343 هـ، 1924م، بعد ذلك واصلت القوات السعودية زحفها نحو الهدا واشتبكت هناك مع قوات الشريف في وقعة فاصلة، هي وقعة الهدا في 27 صفر عام 1343 هـ، 1924م، وكانت نتائج تلك الوقعة وخيمة على قوات الشريف إذ أصبح الطريق إلى مكة المكرمة بعدها مفتوحًا أمام القوات السعودية، وتنازل بعدها الشريف حسين بن علي لابنه الشريف علي في 4 ربيع الأول 1343 هـ، 1924م.
واصل السعوديون زحفهم باتجاه مكة المكرمة فدخلوا سلمًا منكسي أسلحتهم وهم محرمون يتقدمهم عبدالعزيز بملابس إحرامه وذلك في 17 ربيع الأول عام 1343 هـ، 1924م، ثم توجهت القوات السعودية صوب ما تبقى من مدن الحجاز وموانئه، كميناء رابغ والقنفذة وينبع وغيرها، وقد استسلمت حامية المدينة المنورة في 19 جمادى الأولى عام 1344 هـ، 1925م . وبضم هذه المدن في منطقة الحجاز، تمكن السعوديون من تضييق الخناق على جدة مما اضطر معه الشريف علي بن الحسين إلى الاستسلام وطلب الصلح لمغادرة البلاد في الأول من جمادى الآخرة عام 1344 هـ، 17 ديسمبر 1925م، وانتهى بذلك حكم الأشراف في الحجاز .
التنظيمات والتعليمات الأساسية : اختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز شكل شعار الدولة وعلمها الحاليين، وقام دستور الدولة على القرآن ويقوم الحكم فيها على تطبيق أحكام الشرع الإسلامي المستمد من القرآن والسنة النبوية الشريفة وما أثر عن الصحابة وتابعيهم بإحسان، وما عليه الأئمة الأربعة وصالح سلف الأمة، وتطبق الدولة في المعاملات والأحوال الشخصية المشهور من مذهب الحنابلة.
أمر الملك عبدالعزيز آل سعود بوضع التعليمات الأساس للمملكة الحجازية بعد ضم الحجاز وتوحيدها في بوتقة الدولة السعودية الحديثة وهي تعريف بالدولة وشكلها وترتيباتها الإدارية، وقد نشرت تلك التعليمات الأساس في الجريدة الرسمية في 21 صفر عام 1345 هـ، 31 أغسطس 1926م، وبعد صدورها بثلاثة أشهر لقب الملك عبدالعزيز آل سعود بلقب ملك الحجاز ونجد وملحقاته، ثم بدل هذا اللقب بلقب أعم واشتمل هو ملك المملكة العربية السعودية في 21 من جمادى الأولى 1351 هـ، 2 من سبتمبر 1932م عند إعلان توحيد جميع أجزاء المملكة في دولة واحدة، وهو اليوم الوطني للمملكة.
ونظم الملك عبدالعزيز دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطور المعاصر، فوزع المسئوليات في الدولة، وأسس حكومة منظمة في الحجاز بعد ضمها، وأنشأ منصب النائب العام في الحجاز وأسند مهماته إلى ابنه الأمير فيصل وكان ذلك عام 1344 هـ، 1926م، وأنشأ مجلس الشورى السعودي عام 1345 هـ، 1927م، وأسند رئاسته أيضًا إلى الأمير فيصل، وفي 19 شعبان 1350 هـ، 30 ديسمبر 1931م صدر نظام خاص بتأليف مجلس الوكلاء وأسندت رئاسته إلى الأمير فيصل بن عبدالعزيز، وأنشأ الملك عبدالعزيز عددًا من الوزارات في الدولة السعودية كتنظيم إداري متقدم خرج به عن نسق النظام الإداري التقليدي المتوارث من الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، فأقامت الدولة الحديثة آنذاك علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسميا، وعينت السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، كما اهتم كثيرًا بدعم الحركات التحررية العربية والإسلامية ودعم القضية الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومؤسساتها، وناصر جميع قضايا العالمين العربي والإسلامي بالدعم والمشورة والتأييد في المحافل الدولية والإقليمية، وانخرط في منظمة الدول العالمية بانضمام دولته إلى هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها.
أهم أعماله ومنجزاته : قام الملك عبدالعزيز بأول مشروع من نوعه لتوطين البدو، ليس في الجزيرة العربية فحسب، بل في العالم العربي كله، فأسكنهم في هجر زراعية مستقرة وأطلق عليهم اسم الإخوان من اسم الجماعة الأولى التي اعتنقت الإسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وكونت مجتمعًا إسلاميا في المدينة المنورة، وترابطت في الله وتعاونت دينيا ودنيويا بروابط التآخي، فتعلم البدو أمور دينهم وعلمهم أساليب الزراعة والعمل فيها، وشكل منهم جيشًا متطوعًا يكون تحت يده عند الحاجة وإعلان النفير العام، وعمل على تحسين وضع دولته الاجتماعي والاقتصادي، وجعل البدوي مطيعًا للدولة مما قوى دعائم الأمن الداخلي.
وجه الملك عبدالعزيز عنايته واهتمامه بالتعليم، ففتح المدارس النظامية والمعاهد، ووزع الكتب الدراسية، ووزع مساعدات مالية على الطلاب تشجيعًا لهم على مواصلة تعلميهم، واستقدم المدرسين من خارج البلاد، وأرسل البعثات إلى الخارج وأسس المكتبات العامة، وشجع طباعة الكتب وبخاصة الكتب الدينية والكتب التي تفيد في تدريس اللغة العربية وفهمها، ووزع كل ذلك دون مقابل، واهتم بالدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات، وكان ذلك هو الخط الفاصل الذي نهجته الدولتان السعوديتان الأولى والثانية، وأنشأ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزودها بالإمكانات والصلاحيات وأمر بتوسعة الحرم المدني، فشرع في ذلك قبيل وفاته، ووفر الماء والخدمات الطبية والوقائية لراحة الحجاج.
من الله على البلاد السعودية بغزارة النفط وكثرة المعادن وتنوعها فاستخرج النفط بكميات تجارية عام 1357 هـ، 1938 م في المنطقة الشرقية، مما ساعد على ازدياد الثروة النقدية التي أسهمت في تطوير البلاد السعودية وتقدمها وازدهارها، وبدأت العملة السعودية تأخذ مكانها الطبيعي بين عملات الدول الأخرى، وأنشئت لهذا الغرض مؤسسة النقد العربي السعودي، وضربت العملة السعودية ( الريال ) واشترت الدولة الآلات الزراعية ووزعتها على الفلاحين للنهوض بالزراعة، وأنشأت الدولة الطرق البرية المعبدة، ومد خط حديدي يربط الرياض بالدمام في المنطقة الشرقية، وربطت البلاد بشبكة من المواصلات السلكية واللاسلكية واستوردت أهم سبل المواصلات العصرية ووضعت نواة الطيران المدني، ومد خط أنابيب النفط من الخليج إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط ( التابلاين ) وافتتحت الإذاعة السعودية، ووضع نظام للجوازات السعودية وغيرها من المرافق العامة ذات الصلة بالمجتمع.
توفي الملك عبدالعزيز آل سعود في مدينة الطائف ونقل جثمانه إلى الرياض حيث دفن في مقبرة العود مع أسلافه من آل سعود .
نقلا عن مؤسسة الملك خالد