الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة رحمه الله .. هرم الرياضة البحرينية

ضرب أروع صور البذل والعطاء لخدمة الحركة الرياضية في مملكة البحرين

هناك الكثير من الشخصيات المميزة الذين يتسمون بخصوصية تركيبتهم الإنسانية المؤثرة في النفس والعقل معا , فكل ميدان له فرسانه ومريدؤه ومشجعوه وممولوه , ومن أبرز أولئك الفرسان الذين تركوا بصمات خالدة في المجال الرياضي الذي كان ولا يزال النموذج الحقيقي الذي يحتذى به في ضرب أروع صور البذل والعطاء لخدمة الحركة الرياضية في مملكة البحرين بصورة خاصة والخليج العربي على وجه العموم، وهو الذي تبوأ في مؤسساتها الرياضية المختلفة مواقع عليا وترك فيها تاريخا زاخرا بالإنجازات الإدارية الرياضية التي جعلت منه “هرم الرياضة الخليجية ” كما وصفه بذلك سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية …

الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة من مواليد عام 1939م ولد بمدينة المحرق والتحق بكلية الحقوق في جامعة عين شمس وتخرج عام 1963 م

وكذلك عمل قاضيا في محاكم البحرين من العام 1963 وحتى 1968م ثم انتقل في 1968 إلى الحرس الوطني آنذاك كمستشار قانوني ، ثم نائبا للقائد العام بقوة دفاع البحرين، ثم وكيلا لوزارة الدفاع حتى العام 1976م ثم عين وكيلا لوزارة الإعلام منذ عام 1976 وحتى 1988م …

تقلد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة خلال مسيرة رياضية مميزة العديد من المناصب منها منصب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في العام 1988 بدرجة وزير وكان رئيسا لنادي البحرين الرياضي بالمحرق لعدة سنوات ثم رئيسا فخريا…

كما تولى رئاسة الاتحاد البحريني لكرة القدم منذ عام 1973 وعين رئيسا للجنة الأولمبية البحرينية، وكان عضوا في لجنة التحكيم الدولية باللجنة الأولمبية البحرينية…

تولى أيضا منصبي النائب الأول لرئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، والنائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة…

توهج أدبيا فكان رائدا في كتابة القصيدة الشعبية، التي كانت رافدا لنجاح الأغنية البحرينية، وله مساهمات أدبية وشعرية وثقافية…

إن من أعظم إنجازات  الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والتي ارتبطت باسمه ارتباطا وثيقا مبادرته التاريخية بالدعوة إلى “تنظيم دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم …

يعد من أهم الشخصيات الرياضية الخليجية التي سعت لتنظيمها وساهمت في انطلاقها عام 1970 بمملكة البحرين في أول دوراتها لتمثل أول مبادرة رياضية شعبية جامعة لأبناء الخليج العربي …

واستمر مواكبا وراعيا لمسيرتها على مدار أثنى وعشرون دوره حتى أصبح بتاريخه وعطائه المشرف سجلا إنسانيا لوقائعها وذكرياتها، ناهيك عن كواليسها وخفاياها وما كان يجري بعيدا عن الأضواء بين روادها

ولكي لا تضيع تلك الذكريات ولتبقى شواهد خالدة تنير الدرب لقوافل الرياضيين ومنارات مشعة ترشد قادة التنظيم المؤسسي الرياضي في دول الخليج العربي …

فيما يعد الشيخ عيسى نواة للإنجازات الرياضية الخليجية المتواصلة مما تحمله شخصيته من كاريزما خاصة تتجاوز الاهتمامات الرياضية لتتسع لبيئة الخليج العربي أجمعها…

فمن الرياضة إلى قمة الإبداع في الشعر العربي، إلى الاهتمام بالتاريخ والأنساب، إلى الذاكرة الموسوعية في رواية النوادر والطرائف وغيرها من مجالات الاهتمام التي جعلت منه شخصية مميزة بكل ما تحمل تلك الكلمة من معان سامية سطرها في ندواته وأمسياته الشعرية والتي كانت المحرق أرضها الخصبة والعزيزة على قلب ووجدان ابنها الشاعر الراحل عيسى بن راشد ..

هو أحد الرجالات والشخصيات التي كانت لها جهود كبيرة وبصمات واضحة في مجال الرياضة حصل على عدة أوسمة وجوائز تقديرية منها وسام الشيخ عيسى بن سلمان من الدرجة الأولى، ووسام البحرين من الدرجة الأولى، وسام الدفاع الوطني من دولة الكويت، والوسام الفضي من اللجنة الأولمبية الدولية، ووسام التميز الأولمبي الذهبي …

انتقل إلى رحمة الله، اليوم الخميس 22 / 3 / 2020 م الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة هرم الرياضة البحرينية والخليجية والعربية، والشاعر والأديب وفقدنا بفقده رمز من رموز الرياضة الخليجية …