منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
مقالات وآراء

التغذية الوريدية الكاملة

15/ نوفمبر /2020
avatar admin
67
0

 

كتب : دكتور هشام محمد علي – استشاري التغذيه العلاجيه والطب التكميلي و النباتات الطبيه

 

يحتاج الجسم إلى طاقة حرارية باستمرار وعلى مدار الساعة للقيام بعملياته الحيوية ، فان لم يزود الجسم بمصادر الطاقة مثل السكريات والدهون يبدا الجسم بهدم ذاته للحصول على الطاقة ويعد سكر الجليكوجين الموجود في الكبد أول مخزون من السكر يستهلكه الجسم كمصدر للطاقة ، وبما أن هذا النوع من المخزون السكري ينفذ بسرعة فان مخزون الدهون يبدا بالتحول إلى طاقة لزوم الجهاز العصبي ، الى ان اجهزة اخرى في الجسم لا تعمل الى بالطاقة المتولدة من حرق الجلوكوز
وتحويله الى طاقة ، فان تعذرت التغذية الفموية ( التغذية عن طريق الفم) يلجا الأطباء الى التغذية الوريدية المحيطة وتتم عن طريق وريد تحت الجلد ، وان تعذرت التغذية المحيطية يتم اللجوء الى الملاذ الأخير ، وهو التغذية الوريدية المركزية الكاملة.

بدأت المحاولات في ادخال المواد الغذائية عن طريق الوريد المحيطي في أواسط القرن السابع عشر الميلادي ، بعدما تم اعادة وصف الدورة الدموية_ الصغرى والكبرى _ بواسطة العالم وليم هارفي عام 1628 م ، علما بان وصف الدورة الدموية الصغرى تم قبل ذالك بواسطة الطبيب العربي المسلم ابن النفيس المتوفي سنة 1288م .
ويشكل وصف الدورة الدموية الكبرى والصغرى اساسا للحقن الوريدي ، الامر الذي أدى في القرون اللاحقه الى اعطاء محاليل سكرية (جلوكوز ) وملحية وحليب بقر عن طريق الوريد المحيط ، الا ان الوريد المحيطي لايصلح للتغذية الكاملة التي تحتوي على تركيزات وكميات كبيرة من الجلوكوز ( سكر العنب ) والأحماض الأمينية وغيرها ، لما تحدثه من إنسداد أو التهاب موضعي ، بالاضافة الى كميات كبيرة من السوائل المذيبة ( 5 لترات يوميا ) ، وفي ذلك خطر على القلب.
بقي الأمر هكذا حتى جاء دودريك وزملائه في السنينيات من هذا القرن واستخدموا الوريد المركزي ، الوريد الأجوف العلوي الذي يصب في الأذين الأمين للقلب لادخال انبوب الأغذية الوريدية ، ويتميز هذا الوريد بسرعة جريان وتدفق الدم فيه مما يعطي فرصة إعطاء أغذية ومحاليل بتركيز أعلى وحجم أقل ، وكانت هذه الطريقة تستخدم في تغذية الرضع مدة تزيد على 6 أسابيع ، ثم تقدمت واكتملت هذه التقنية في السنوات الثلاثين الأخيرة .

تعريف التغذية الوريدية الكاملة

التغذية الوريدية الكاملة هي استخدام الوريد المركزي الواقع بين عضلة الصدر وعضلة الكتف الأيمن وبعمق 5 ، 2 سم تقريبا أو الوريد المحيطي لادخال انبوب تغذية ودفعه ياتجاه الأذين الايمن للقلب كطريق بديل عن الفم لصب جميع المواد الغذائية المطلوبة من احماض أمينية وجلوكوز ودهون تحتوي على احماض دهنية أساسية واملاح معدنية نادرة وفيتامينات في مجرى الدم مباشرة .

فوائد التغذية الوريدية الكاملة

تعمل التغذية الوريدية الكاملة على تزويد الجسم بالطاقة المطلوبة للعمليات الحيوية ، ومن عملية هدم البروتين أو ايقافها ، وتعويض الفاقد منه ، ثم بناء بروتينات جديدة ، حيث ان هدم البروتين في الجسن يتبعه مشاكل صحية خطيرة ، مثل:ضمور عضلات الجسم ، وتاخر التآم الجروح ، وانهيار جهاز المناعة بسبب ان الخلايا والأجسام المناعية والانزيامات وغيرها من الافرازات والمواصلات العصبية تتكون من البروتين .

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.