“أنورقرقاش” لا يمكن أن يكون عالمنا العربي وعواصمه مشاعاً للتدخل الإقليمي دون حساب أو عقاب

“أنورقرقاش” لا يمكن أن يكون عالمنا العربي وعواصمه مشاعاً للتدخل الإقليمي دون حساب أو عقاب

“التاريخ  سيحكم بقسوة على من فرّط في سيادته ومن يستقوي بالقوى الإقليمية لهوى حزبي أو متذرعاً بضعف النظام العربي”

انضم لعضوية مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ أربعة عشر عاما ؛ وبالتحديد في العام 2006 م عندما وقع عليه الإختيار ليصبح وزيرا للدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي ؛ ونظرا لنجاحاته المتتالية وأدائه الوزاري المميز تم اختياره أيضا ليشغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى جانب منصبه السابق بداية من شهر فبراير لعام 2008 م …

وبذلك تمكن الوزير “الدينمو” الدكتور أنور بن محمد قرقاش ؛أن يصبح لاعبا أساسيا فى أداء منظومة العمل الحكومي بالدولة ؛ لاسيما أنه يشغل مهام وزارتين فى غاية الدقة والحساسية ؛ الأولى تهتم بشكل كبير بضخ دماء الحيوية الدائمة فى جسد الاتحاد للدولة الفتية والعمل دائما على زيادة تماسك ذلك الجسد وحمايته بكل أنواع المضادات الحيوية ضد أى محاولات لفيروسات  الفتنة وشق الصف ؛ أما مهامه فى الوزارة الثانية فلا تقل أهمية ؛ حيث مثلت وزارته الجناح الثاني  للطائر المحلق بالسياسة الخارجية لدولة الإمارات …

حمل الرجل مسئولياته بمنتهى الحزم والقوة وخطى بخطى ثابتة نحو تحقيق التألق الوزارى ؛ كوزير نشيط ومخلص فى عمله فكان النجاح والتوفيق حليفه فى أغلب الأحيان ؛ وتشهد بذلك أعماله وانجازاته الوزارية على صعيد الوزارتين الهامتين…

وقد أسند  للرجل عدة مهام أخرى بالدولة ؛ إضافة إلى عمله بسلك التدريس الجامعي لسنوات ؛ وكان له العديد من الاسهامات والمحاضرات والمؤلفات المطبوعة فى هذا المجال …

مولده ورصيده التعليمي

ولد الدكتور أنور قرقاش ؛ بدبي في 28 مارس 1959 م درس في المدرسة الأحمدية وأكمل دراسته بثانوية دبي ثم ثانوية جمال عبدالناصر بدبي…

ثم حصل على  درجتي البكالوريوس والماجستير بتخصص العلوم السياسية من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة في الأعوام 1981 و1984 ثم حصل على الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة كامبريدج، بالمملكة المتحدة عام 1990م ..

مهام ومناصب حساسة

أسند للرجل العديد من المهام والمناصب المهة فى الدولة ؛ إضافة إلى مهام منصبه الوزاري ؛ وقد تم الإستعانة به فى هذه المناصب نظرا لكفاءته  وعطائه المميز الذى يكلل بالنجاح دائما …

فقد شغل ” قرقاش”  منصب رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، حيث قام بالإشراف على الانتخابات التي عُقدت في دولة الإمارات عام 2006 وعام 2011 وعام 2015م ..

هذا إلى جانب رئاسته للجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، ورئيس فريق عمل دولة الإمارات العربية المتحدة للمراجعة الدولية لحقوق الانسان، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية، وهو عضو في مجلس أمناء الأكاديمية الإمارات الدبلوماسية…

بداية مشواره الوظيفي

تدرج ” قرقاش” فى الوظائف والمهام الحكومية ؛ فاكتسب مهارات وخبرات ليست بالسهلة أهلته دون أدنى شك بأن يضطلع بمهام مناصبه الوزارية ؛ بل ومكنته من بلوغ النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة…

فبداية انطلاقته الوظيفية الأولى ؛ كانت خلال الأعوام من 1990 و1995 حيث عمل في سلك التدريس الجامعي في جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين وقام بتدريس مواد حكومة وسياسة دولة الإمارات، ونظم المقارنة وكذلك تدريس القضايا المتعلقة بأمن الخليج….

ولكفاءة الرجل وتنوع خبراته ومهاراته  ؛ لم يقتصر عطائه فى الجانب الحكومي فحسب بل  قام  بالعمل بداية من الأعوام 1995 إلي 2006 في القطاع الخاص و كان عضوا في مجلس إدارة غرفة تجارة دبي و المجلس الاقتصادي بإماراة دبي و عضو مجلس إدارة أبوظبي للإعلام…

“قرقاش” مبدعا

لم يكن موظفا حكوميا عاديا ؛ يرتبط بعدد ساعات معينة فقط للعمل ثم يغادرإلى منزله ؛ لكنه كان قائدا موفقا فى مناصبه ؛وساهم بشكل كبير فى نجاحاته ؛ ذلك الجانب المضئ فى شخصيته الذى يعتمد على مخزونه الثقافي والإبداعي ؛ والذى بطبيعة الحال جعلته يقوم بأدوار إضافية تهتم بالإبداع والثقافة  إلى جانب مهامه الوظيفية …

فكان للدكتور “قرقاش” حضوره الطاغي فى العديد من المؤتمرات والندوات الثقافية والعلمية وذات الطابع الإبداعي ؛ هذا إلى جانب العديد من دراساته الأدبية والثقافية والسياسية المنشورة فى عدة مواقع وصحف ومجلات عربية ودولية …

وقد تولى الرجل  رئاسة تحرير سلسلة دراسات إستراتيجية التي تصدر باللغتين العربية والإنجليزية عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية…

كما شغل عضوية  مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام منذ انشائها ؛ وسبق له أن شغل عضوية مجلس إدارة مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر؛ إلى جانب كونه عضو مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية…

ويمتد التنوع ليختار عضوا بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي منذ العام 1997 وعضو في المكتب التنفيذي بالغرفة بالإضافة إلى كونه رئيساً للجنة الشؤون الاقتصادية بالغرفة…

الإمارات كما يراها

يؤكد الدكتور أنور قرقاش عبر تصريحاته الإعلامية والصحفية ؛ أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد نهضة تنموية وعلمية غير مسبوقة خلال هذه الآونة ؛وأنها تمثل نموذجا اتحاديا رائدا فى المنطقة العربية ؛ مكنها من الإنطلاق بعيدا نحو آفاق التميز والتفرد أيضا ؛ مرجعا كل هذه النجاحات إلى الأب الروحى المؤسس للدولة  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – وإلى القيادة الحكيمة للدولة من جانب سمو الشيخ خليفة بن زايد ..

وكان أخر هذه التصريحات حول هذا الصدد ؛ عندما غرد على حسابه  الشخصي على “تويتر” قائلا:  إن “الإمارات أصبحت محط الأنظار لأنها دولة ناجحة سبّاقة ومجتمع متنوع حيّ، هي محط الأنظار لأنها مركز الخبر ومصنع المستقبل، هي محط الأنظار لأن حضورها مؤثر وتوجهها سديد واقتصادها متفوق، حقائق تجعلنا في قلب المنطقة بكل ما يحمله ذلك من إيجابيات وسلبيات…

توقعاته عن المليشيات والمرتزقة

فى أكثر من مناسبة أو لقاء تليفزيونى ؛ يعلن الرجل صراحة استيائه ورفضه لتمدد الأجندات الأجنبية داخل بلدان الوطن العربي ؛ مستنكرا استعانة تلك الأجندات والايدولوجيات الدخيله بالعديد من الميليشيات والمرتزقة المسلحة لتنفيذ فكرها وتوجهاتها داخل بعض بلدان الوطن العربي ؛ معتبرا أن هدف تلك الميليشيات والمرتزقة هو اشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والسعي دائما إلى خلق بؤر صراعات مسلحة مشتعلة بشكل مستمر من أجل تقسيم وتفتيت وحدة الوطن الواحد إلى دويلات صغيرة …

وفى هذا الشأن يقولها صراحة : أنه “لا يمكن أن يكون عالمنا العربي وعواصمه مشاعاً للتدخل الإقليمي دون حساب أو عقاب”…

وتشهد تغريداته على تويتر على هذه الرؤية ؛ حيث أعلنت إحداها قائلة :”لا بد لزمن تدخل الحشود والميليشيات والمرتزقة الانكشارية أن يولّي، وأن التاريخ  سيحكم بقسوة على من فرّط في سيادته ومن يستقوي بالقوى الإقليمية لهوى حزبي أو متذرعاً بضعف النظام العربي”…

مواقفه الصارمة من قطر

لا تعرف مواقفه من قطر سياسة الباب الموارب ؛ بل أنه دائما يقف لها بالمرصاد حيال قيامها بأي خطوة قد تهدد الأمن القومي الإماراتي أو العربي ؛ ففي يونيو 2017، شن هجومًا على قطر لاستضافتها القيادة السياسية لحركة حماس الفلسطينية ؛ واصفا وجود قيادة الحركة في قطر بأنه يمثل مشكلة للمنطقة بأكملها، وحذّر قطر من احتضانها لمن ينشر الفكر المتعصب والمتطرف في المنطقة…

ونسب للوزير الإماراتي تصريحات كثيرة حول موقف دولة الإمارات من قطر؛ حيث أكد  فى مناسبات عدة  على أن  الإمارات اختارت التدرج والشفافية والوضوح في نهجها ، مؤكداً رفض سياسة العداء لمصر والسعودية والإمارات وفرض الوصاية على العالم العربي…

معتبرا أن الإستغلال السياسي للقضايا الكبرى عنوان السياسة الإقليمية بكل أسف، فالقضية الفلسطينية يتاجر بها من لم يُعرَف بمساعدة الفلسطينيين، والديمقراطية يدعو لها من لم يعرف الانتخابات…

مواقف جريئة من الأزمة الليبية

أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي   بشأن ليبيا، على قلق دولة الإمارات المتزايد إزاء التدخل الأجنبي الإقليمي في ليبيا وما يشكله من تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك لعملية السلام في البلاد…

مشددا فى الوقت ذاته على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الملتزم والمؤيد لدفع عملية الحوار بين أطراف الصراع فى ليبيا من أجل التوصل لتسوية سياسية وسلام دائم فى ليبيا …

وأكد الوزير خلال كلمة بلاده حول الأزمة الليبية ؛ أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع؛ معلنا أن الإمارات تواصل  الدعوة إلى التوصل إلى اتفاق فوري وشامل لوقف إطلاق النار واستئناف حوارا سياسيا تقوده ليبيا، تحت رعاية الأمم المتحدة…

وأوضح “قرقاش” أن  وقف إطلاق النار والحوار السياسي يشكلان السبيل الوحيد لإنهاء السيطرة التي تتمتع بها الميليشيات في ليبيا، وضمان الأمن والاستقرار الدائمين فيها  وإنهاء معاناة شعبها…

معربا عن أسف دولة الإمارات حيال تدهور الوضع الأمني في ليبيا ؛ معزيا ذلك إلى التدخل الأجنبي  الإقليمي المستمر في الشؤون الداخلية  لها ؛ . محذراً أن التدخل الإقليمي وجلب المرتزقة إلى الساحة الليبية  يفاقم الصراع ويعتبر تهديد لأمن دولة عربية وتدخل فج في شؤونها الداخلية…

كما أشاد بدور مصر الذي تم التعبير عنه في “مبادرة القاهرة” لدعم تنفيذ نتائج مؤتمر برلين وحقها في الدفاع عن أمنها القومي…

إسرائيل تقوض عملية السلام

يؤكد الوزير قرقاش ؛ رفض بلاده لأى محاولات من جانب إسرائيل لضم مساحات من الضفة الغربية المحتلة تحت أى مسمي ؛ وأن مثل تلك الممارسات تعد خرقا للقانون الدولى وأيضا تقف حجر عثرة أمام تحقيق عملية السلام فى الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينين وتعمل على تقويض فرص تحقيقه …

موضحا أن دولة الإمارات تطالب إسرائيل بالكف عن إطلاق التهديدات بعملية  الضم غير الشرعية لمساحات بالضفة الغربية المحتلة….

وكانت تغريداته عبرحسابه الشخصي على تويتر تؤكد ذلك الموقف من التهديدات الإسرائيلية بضم مناطق من الضفة الغربية المحتلة ؛ حيث قال فى تغريده له : “الحديث الإسرائيلي المستمر عن ضم أراض فلسطينية يجب أن يتوقف وأي تحرك إسرائيلي أحادي سيكون انتكاسة خطيرة لعملية السلام، وسيقوض حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وسيشكل رفضاً للإجماع الدولي والعربي بشأن الاستقرار والسلام”…