البحري المصطفى/ المغرب
سنلتقي
لكن
بعد أن تهدأ الريح
ريحُ العمر
سنلتقي كأي غريبين
ونحن نركب
المصعد الآلي
إلى الشقة السبعين
لا تكترثي
بشعري الأبيض
وعصافير وجهي التي ذبُلت
سنلتقي كأي غريبين
نتبادل على عجل
ما يشبه الحنين
كأيِّ غريبين تماما
تجلسين خلفي إلى فنجانك
في مقهى الميراسول
( أعرف أنك كنت تطلبينها سوداء خفيفة )
أجلس بعيدا
إلى قهوتي السوداء
وإلى دخان سيجارتي
( أعرف أنك كنت تكرهين رائحة التبغ )
الحياة
تحب المفاجآت ..
في آخر العمر
نلتقي
لكن كأي غريبين
( أعرف أنها تنظر إلي خِلسة )
يقترب النادل من طاولتي
أطلب فنجانا آخر
( كانت تحب
أشجار الصنوبر
كانت تقول لي إن الصنوبر
يجلب الحظ السعيد
كما علمتها جدتها
لذلك
كانت تحب الأخضر الفاتح
كثيرا )
يضع النادل على الطاولة
فنجان القهوه
تطلب أيضا
فنجانا ثانيا
في هذا الركن بالذات
كنا نَجلِس
كنا نُجلِس الصنوبر
إلى مائدتنا
لذلك
كانت تلبس الأخضر الفاتح
كلما قابلتني
(الأزرق لون البحر
كانت تكره أن ألبس البحر )
تجلس خلفي إلى قهوتها
تنظر إلي طويلا
تلبس معطفها الأزرق
ثم
تغادر مسرعة
[ سنلتقي
في آخر العمر
كأي غريبين
يلبسان البحر