نص : قبل الوصول لأقرب مقبرة…
المصطفى المحبوب المغرب
أستمتع بالفوضى التي تأتي من نافذتي
لصوص بأشكال غريبة يتخاصمون على قسمة مسروق ،
أمد عنقي لأعرف المزيد من التفاصيل
أتفاجأ حينما أجد كلابا ظريفة تفصل بينهم
وتفر إلى بيوتها..
كلما دق مستخلص فواتير الماء والكهرباء بابي
أهرب إلى الأودية القريبة من بيتي ..
أشرب ما يكفيني من الماء
أنظف كل ملابسي مستعينا بأشعة الشمس
لا أظن أنها طلبت مني مقابلا ، لكنها تبعث لي
ابتسامات طويلة وتنصحني بالعودة الى بيتي..
أتذكر جيدا أيام البرد حينما كانت أمي تبعثني
إلى مستوصف الحي كي أفوز بدوري في طابور المرضى
أصادف أشخاصا وعجزة ونساء ، الكل هنا من اجل
الاستشفاء ..، رغم صغر سني كنت أكتشف
أني دائما أنسى إحضار مذكراتي لأرسم الحوادث
التي تطل من وجوههم وملابسهم …
هذا الطريق لا يسعني وحدي ..
سأبعث رسائل ودعوات
لأصدقاء عاشرتهم في رحلات قديمة ..
لم أنته بعد من الكتابة حتى وجدت الطريق مكتضا
برجال ومسنين بنساء وعجائز ،
بأشخاص ليسوا بحاجة لمواد التجميل …
نتحدث معا عن ذكرياتنا الجميلة ،
ونكمل الطريق معا قبل الوصول لأقرب مقبرة..