admin 
مريم. . الأحمد
في مدينة الغرباء
فتحت قميصي على خشب المقاعد
و مسحت لون الفيء
بقلب بارد.
في مدينة النرجس
كنت شتلة بندورة صغيرة
خلف جدار ما
جاع الشعب
ما عادوا يكتبون القصائد
تحت شجر اللوز
أكلو النرجس و الجدار..
و ظنّوا أني روح شريرة
فرجموني.
..
في مدينتي النهرية..
كنت أعمل زورقاً
لنقل الرسائل..
و أحياناً، أشتغل ظلاً
لسمكة بائسة
أو مجدافاً يخوض بطن المغامرة
مرة!
عملتُ موجة، موجة هائلة
سحقتُ عظام النهر
فطردوني..
..
في مدينة البحر
اشتغلت طاولة في مقهى
كنت أحمل رماد السجائر
على ظهري
و بصاق رجال العصابات و القراصنة
اشتغلت ببغاء أخرس
و تظاهرت مرة ضد الخرائط
و الجزر و الكنوز
فأحرقوني..
..
في مدينة الشعر..
أبيع قهوة للشعراء
أبيع ورقاً متسخاً ببقع الانتظار
أتسكع بين عيون الشعراء
أستجدي لهم بريق الوحي
أنقر حبوب الكلام مثل
كروان ناطق
يرميني الشعراء التعساء
بشتائمهم و أصابعهم..
أنا هاربة الآن من أقفاص
قوافيهم..
و طلقات كآباتهم المزمنة.
..
في مدينة الحب
أنا شراب القصائد
و أفواه العاشقين..
نهشها اليباب!
..
