إكرام الضيف (قرى الضيف)
يشتهر البدو بالكرم شأنهم في ذلك شأن باقي أهل البادية
وهم يتنافسون ويتسابقون في إكرام الضيف إذا حل بمجلسهم.
وقد تصل المنافسة إلى حد المشاجرة الكلامية للفوز بإقراء الضيف.
وقد يصل بهم الأمر إلى حد اللجوء إلى “قاضي المجلس” وهو عادة ما يكون آخر من قام بإقراء الضيف السابق.
فإذا حل بمجلسهم ضيف يقدمون إليه التمر فالقهوة واللبن أولاً ثم يلي ذلك تقديم الطعام…
وإكرام الضيف من أفضل العادات، وهو من أخلاق الإسلام الجامعة للخير والتي أمرَ اللهُ ورسولُهُ بها، فإكرام الضيف أحد خصالِ الخيرِ الكثيرةِ التي كان يتصفُ بها الأنبياء والصالحين والسلف الصالح ويدعون إليها، وهو دليلٌ على طيب النفس وسماحتها وكرم الطباع والبراءة من الشح والبخل، كما أنه دليلٌ على الإيثار والشهامة والمروءة، وهو من علامات الإيمان بالله تعالى، إذ يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن كان يُؤْمن بالله واليوم الآخر فلْيُكرم ضَيْفه)، كما أنَّ إكرامَ الضيفِ لا يُنقص من رزق أهل البيت شيئًا، وإنما يُبارك فيه ويزيده،
تتعدد مظاهر إكرام الضيف، وأولها الترحيب به وملاقاته بوجهٍ طلقٍ بشوش، وإجلاسه في أفضل مكانٍ في البيت، واستقباله بحفاوة، وأن يتكلّم معه المُضيف بحديثٍ يُدخل السرور إلى قلبه ويُريح خاطره ويُبعد عنه الهم والحزن، ويجب على المُضيف أن يُعجّل في تقديم الضيافة لضيفه وأن لا يتوانى في تقديم الضيافة المتوفرة له، بحيث يُقدّم له أحسن ما عنده، وأن لا يرفع المُضيف يده من الطعام قبل أن ينتهي الضيف من طعامه، ومما يزيد من إكرام الضيف أن يخدم صاحب البيت ضيفه بنفسه.