منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
مقالات وآراء

طب التداوي بالأعشاب وما يجب استخدامه للبقاء بصحة جيدة

28/ مايو /2021
avatar admin
185
0

 

بقلم : دكتور هشام محمد علي  استشاري التغذية العلاجية والنباتات الطبية والطب التكميلي

 هو طب شعبي أو تقليدي يعتمد على إستخدام النباتات والمستخلصات النباتية.

ويعرف أيضا باسم الطب النباتي، طب الأعشاب، علم الأعشاب.

 وأحيانا ما يشمل طب الأعشاب منتجات النحل والفطريات، وكذلك المعادن، الأصداف،

وأجزاء معينة من الحيوانات ويعتبر التداوي بالأعشاب طريقة قديمة لعلاج الأمراض التي تُصيب الإنسان.

تعود هذه الطريقة في المعالجة إلى أزمنة بعـيدة ضـاربة في القـدم، وربما صاحبت تاريخ الإنسان منذ بداية وجوده على الأرض

كان الإنسان يهتدي في كشف الخواص العلاجية للأعشاب بالصدفة أحيانًا،

وبالتجربة التي لا تخلو من مخاطر في أحيان أخرى.

بل إن معرفة الإنسان القديم للأعشاب كدواء جاءت نتيجة مراقبته لبعض الحيوانات

مثل القطط والكلاب وتناولها لأعشاب معينّة عندما يلمُّ بها مرض أو ألم.

وقد أدَّت الصدفة دورًا كبيرًا في اكتشاف العديد من الأعشاب والنباتات التي تعالج الأمراض.

وكان الاهتداء إلى بعضها يتحقق بوحي من الحدس أو الإحساس الصادق.

وهكذا عرف الإنسان قدرة قلف شجر الكينا على معالجة الحمَّّى. وتُعرف المادة المستخلصة من هذا القلف بالكينين،

وبالصدفة أيضًا جاء اكتشاف البنسلين الذي يُستخلص من نبات فطري يُعرف باسم بنسليوم نوتاتم.

لإنسان والتداوي بالأعشاب م يكن أمام الإنسان بد من تسجيل ما تثبت قيمته علاجًا للأمراض المختلفة من أعشاب الطبيعة.

وتعددت بذلك المؤلفات التي تتناول هذا الفن العلاجي شرقًا وغربًا وأصبح بعضها منهاجًا يضم في طياته الوصف الدقيق لآلاف الأعشاب والنباتات وقدرة كل منها على المعالجة.

ويحدِّد داوود الأنطاكي في كتابه الشهير تذكرة داود ثلاث طرق لمعرفة الخصائص المعالجة للعشبة ودورها في تحصيل الشفاء،

أولها: الوحي، فقد نزل بعضها على الأنبياء، وعند الحكماء أن أول من أُوحي إليه بفوائد الأعشاب الشافية هرمس المثلث،

واسمه في التوراة أخنوخ. كذلك أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه السلام بالكثير من خواص الأعشاب،

وقد أخذها سقراط عنه. كما صح عن الرسول ³ الإخبار بأنواع من العلاج بالأعشاب.

والأمر الثاني: كما يقول داود لمعرفة خصائص الأعشاب الشافية يرجع إلى التجربة، وشرطها النتيجة والصحة.

فالعشب يجرَّب مرة بعد أخرى، فإذا ثبتت صحته في تحصيل الشفاء فهو وَصْفَة صحيحة.

أما الأمر الثالث فيعود إلى القياس، فالمعالج ينظر فيما ثبت نفعه لمرض ما ويعرف طعمه ورائحته ولونه وسائر خصائصه

ثم يُلْحِق به ما يشاكله في ذلك من الأعشاب الأخرى.

الأعشاب في التاريخ اعتمد الإنسان في الحضارات القديمة، خاصة حضارة بلاد ما بين النهرين أو سومر وبابل وآشور وحضارة مصر القديمة،

على الأعشاب الطبية في معالجة الأمراض بجانب طرق أخرى منها الرُّقى والتعاويذ والسِّحر

آشور القديمة استطاع الملك آشور بانيبال أن يجمع الكثير من المعلومات الطبية ويحفظها من الضياع.

كان ذلك في القرن السابع قبل الميلاد.وقد قام العالم الأثري كامبل تومسون بدراسة هذه الآثار وجمعها في كتاب الأعشاب الآشورية.

وقد ذكر فيه أكثر من مائتين وخمسين نوعًا من الأعشاب والعقاقير النباتية. وفي سومر،

وجد علماء الآثار لوحة كتبت عليها اثنتا عشرة وصفة طبية، وهي أول دستور للأدوية في العالم.

ومن الوصفات التي جاءت بها لعلاج الصداع، نصف مقياس من الخردل المسحوق معجون بماء الورد،

وتوضع فوق الرأس وتُغطّى برباط لمدة ثلاثة أيام. مصر القديمة كان فيها الاهتمام بالطب والصحة عظيمًا.

والمصريون القدماء هم أوّل من عرف التحنيط. وقد استخدموا لذلك مواد كيميائية حافظة أهمها ملح الطعام وملح النطرون والزيوت العطرية.

كما برع المصريون القدماء في تحضير الأدوية. وقد عُثر على عدة برديات طبية تعكس تفوّق الفراعنة في طب الأعشاب.

ومن أهم هذه البرديات بردية إيبرس التي تذكر أكثر من سبعين وصفة لعلاج أمراض الجلد والحروق والنمش والعناية بالشعر.

وفيها يصف الفراعنة زيت الحلبة لمعالجة تجاعيد الشيخوخة، كما وصفوا زيت الخروع علاجًا للإمساك ودهانًا للشعر.

وهناك برديات أخرى تقل أهمية عن هذا الفن العلاجي مثل بردية هيرست وبرلين وأدوين سميث.

الهند القديمة جاءت أغلب طرق العلاج بالأعشاب في كتابهم الفيدا الذي كُتب باللغة السنسكريتية منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، وكتاب أيو فيدا،

الذي يصف الكثير من الأعشاب وخواصها الشافية. ومن الأعشاب

التي جاء وصفها في هذا الكتاب الصبر والكركم وزيت الخـروع بجانب البورق وبعض الشحوم الحيوانية. الصين القديمة.

كان كتاب بن تساو يقيِّم أكثر من 365 عشبة للعلاج والوقاية من الأمراض.

ومن ضمن ما جاء به من أعشاب وصف دقيق لخصائص الأفيون والقنب والقرطم وجوزة الطيب

اليونان القديمة بلغ الطب عند اليونانيين القدامى شأوًا كبيرًا، إلا أن معظم معارفهم عن المعالجة بالأعشاب اكتسبوها من مصر الفرعونية،

وكانوا يرمزون للطب بإله يُدعى في زعمهم إسكولاب. وكان إسكولاب،

كما ظهر من التماثيل التي وُجدت له، رجلاً في عنفوان شبابه ممتلئ صحة وقابضًا بيديه على عصا يلتفّ حولها ثعبان،

وبقي الثعبان الملتفّ على عصا رمزًا للصيدلة حتى اليوم. أما أكثر ما عالجوا به، فكانت النباتات التي يجمعها جامعو العُشب وجامعو الجذور،

وكانوا قد التزموا بقواعد خـاصة لاقتلاعها من الأرض؛ فكان بعضها يُجمَع في الظلام

أو أول الشهر القمري أو آخره أو يرددِّون تعاويذ خاصة عند جمعه.

وكان أبقراط قد قسَّم العقاقير والأعشاب المختلفة إلى أقسام يستعمل بعضها من الظاهر مثل المراهم والزيوت،

وبعضها يتناوله المريض مثل الأعشاب المغلية مع العسل أو على صورة حبوب،

 ومنها قطرات العين، وكان أبقراط يستعمل في علاجه أكثر من مئتين وثلاثين عقّارًا من الأعشاب المختلفة

روما القديمة اشتهر من أطبائها كاتو، وكان هذا الحكيم يعالج الأمراض بالكرنب

فيضع أوراقه على الجروح والقروح والأورام،

أو يعطيها للمرضى مع قليل من النبيذ. وكان هناك أيضًا الطبيب ديسقوريدس الذي كان مغرمًا بالأعشاب

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11331

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.