admin 
إبراهيم الملا (الشارقة)
بحضور الشيخة نوّار بنت أحمد القاسمي، مدير عام مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ عبيد بن سهيل آل مكتوم، نظمت جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، مساء أمس الأول، بمقرّها الرئيسي فعالية «من المسرح إلى السينما»، وتضمنت عروضاً لثمانية أفلامٍ روائيةٍ قصيرة أنتجها وأخرجها وشارك بها أدائياً وتقنياً مجموعة من الشباب المنتمين للمسرح، وعملوا، من خلال الرغبة في تنويع وتجريب أدواتهم الفنية، على خوض غمار السينما، باعتبارها حاضنة تفاعلية جاذبة للجمهور العام وللنخبة الثقافية، ويمكن لها أيضاً أن تستوعب طاقاتهم الإبداعية، وتستثمر مواهبهم لطرح مواضيع وقضايا إنسانية واجتماعيه بلغة بصرية مغايرة ومختلفة عمّا ألفوه وتعاملوا معه على الخشبة وخلف كواليسها.
شهد الفعالية، التي أُقيمت في الهواء الطلق بالساحة الخارجية لجمعية الشارقة للفنون والمسرح، أحمد عبدالعزيز النابودة رئيس مجلس إدارة الجمعية، إضافة لأعضاء الجمعية، وتفاعل مع العروض الفيلمية حشد من المسؤولين والإعلاميين وصنّاع الأفلام والمسرحيين. وفي كلمته الافتتاحية، أشار النابودة إلى أن الفعالية تُعد من أولى الأنشطة السينمائية في تجربة العروض الجماهيرية بالجمعية، مؤكداً أن الفعالية ستتواصل سنوياً، خصوصاً أنها نابعة من جهود شباب مسرحيين، وأغلبهم من أعضاء جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، والذين أرادوا ترجمة أفكارهم ورؤاهم من خلال منصة جديدة، وهي الشاشة السينمائية التي تتقاطع مع المسرح في أبعاد وزوايا فنية كثيرة.
مغامرة إبداعية جديدة
بدوره، قال المخرج حسين الأنصاري، المنسق العام للفعالية، خلال حفل افتتاح الأمسية السينمائية: «نقدم في هذه الأمسية السينمائية مجموعة من الشباب المنطلقين من فضاء أبي الفنون (المسرح)، والذين خاضوا تجارب عديدة على الخشبة، ولكنهم سعوا هذه المرة لخوض مغامرة إبداعية جديدة في عالم الأفلام الروائية، رغم صعوبة التعامل مع أجواء وتقنيات الفن السابع، بداية من صياغة الفكرة، ثم كيفية كتابتها على شكل سيناريو محكم ومكتمل الأركان، ووصولاً إلى تنفيذها من خلال رؤية إخراجية تلبي الشروط القياسية للعرض السينمائي».
وأضاف الأنصاري أن الانطلاقة الحقيقية لهؤلاء الشباب بدأت من أروقة جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، وكان لدعم إدارة الجمعية مادياً ومعنوياً دور كبير في تحويل هذا الهاجس الإبداعي إلى واقع ملموس، فتم إنتاج أفلام روائية قصيرة في وقت قياسي وخلال 20 يوماً فقط، مشيراً إلى أن المشاركين في الأفلام واجهوا ظروفاً صعبة أثناء التصوير، ولكنهم تغلبوا عليها بحماسهم واجتهادهم وإصرارهم على الخروج بنتيجة فنية ترضي طموحهم ورغبتهم في تقديم أفلام تتحدث عن تخيلاتهم وتصوراتهم تجاه الواقع المحيط بهم، وتجاه القصص الحياتية القابلة للتنفيذ بصرياً.
الأفلام المشاركة
الأفلام المشاركة في عروض الأمسية السينمائية هي: فيلم: «ليت» من إخراج حسين الأنصاري، وكتابة سلطان بن دافون، وفيلم «نصّه» من كتابة وإخراج سلطان بن دافون، وفيلم «هوس» من إخراج محمد عادل، وكتابة سلطان بن دافون، وفيلم «تفاحة» من كتابة وإخراج خلف جمال الفيروز، وفيلم «هيا» من إخراج محمد الحميد، وكتابة سلطان بن دافون، وفيلم «الساعة 12» من إخراج حسين الحامد، وكتابة تامر حسام، وفيلم «فوطة» من كتابة وإخراج خلف جمال الفيروز، وأخيراً فيلم «الاختيار» من إخراج عبدالله نبيل، وكتابة سلطان بن دافون.
الواقعية والفتنازيا
تراوحت أساليب ومواضيع الأفلام بين الواقعية والفتنازيا والكوميديا السوداء، حيث قدمت أغلب العروض قصصها في إطار من السخرية المرّة تجاه الظواهر السلبية، مثل الرغبة في الشهرة السريعة، وكذلك الحيرة التي يفرضها تناقض السلوكيات البشرية، إضافة إلى مواضيع أخرى تناولت كسر حاجز المتداول والمألوف، للوصول إلى أعماق الشخصيات التي نراها في الحياة، ولكننا لا نستشعر ما تجابهه من عذابات وآلام متوارية خلف الجدران الوهمية، ووراء الأقنعة البديلة التي تُظهر غير ما تُبطن، وتُبدي غير ما تُداري من أحاسيس مكبوتة ورغبات سجينة وحوارات داخلية محاصرة بالعزلة والكتمان.
وفي نهاية الحفل، كرّمت الشيخة نوّار بنت أحمد القاسمي المخرجين المشاركين في العروض الفيلمية؛ تقديراً لجهودهم في إحياء ثقافة الفرجة السينمائية، ونشر الذائقة الفنية والجمالية في القطاعين الثقافي والمجتمعي.
