منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
واحة الإبداع

وداعا ابراهيم العابد ….فقدنا قلماً صحفياً قليلا ما يجود الدهر بمثله

22/ أكتوبر /2020
avatar admin
215
0

 

فقدنا قلماً صحفياً قليلا ما يجود الدهر بمثله
ابراهيم العابد كان خير سفير للإعلام وممثل لمبادئه وقيمه ورسالته

إعداد : طارق فتحى السعدنى

فقدت دولة الإمارات الشقيقة يوم الثلاثاء الماضي الموافق العشرين من أكتوبر عام 2020, أحد وأبرز مؤسسي الإعلامالأستاذ /  إبراهيم العابد عن عمر يناهز الـ79 عاما إثر نوبة صحية مفاجئة, بعد خمسة عقود قضاها يعمل بلا كلل حتى آخر يوم”.

كان العابد فارسًا من فرسان الإعلام , ووجهًا من وجوه الإعلام الذين شهدوا إنشاء دولة الإمارات و ساهموا بصناعة إعلامها وصار أيقونة للمهنة وكان خير سفير وممثل لمبادئها وقيمها ورسالتها عمل بجد وحيوية وإخلاص وبمهنية واحترافية عالية لتأسيس العمل الإعلامي في الدولة ..

 

كان وجهًا .. لطيفًا وودودًا وبشوشًا ومتعاونًا مع الإعلاميين جميعًا إلى أبعد حد، وكان خير من خدم وطور الإعلام في وطنه منذ أن واكب وعاصر مراحل نهوضه المختلفة وتقدمه وبناء حضارته، فكان مثالًا للإيجابية والعطاء بلا حدود والحرص على إنجاز العمل الإعلامي الوطني الهادف، ويُسجَّلُ في تاريخه المهني أنه قدم عطاءً متفردًا للإعلام الإماراتي, فحصد العديد من الجوائز التقديرية …

في السنوات الأخيرة من عمره تحمل الآلام والمعاناة مع قلبه الكبير الذي أضناه التعب وتحمل معاناة المرض …


تخرج العابد من الجامعة الأمريكية في بيروت، متخصصاً في العلوم السياسية والإدارة العامة، تبوأ العابد عدة مناصب في القطاع الإعلامي الإماراتي؛ حيث شغل منصب المدير العام للمجلس الوطني للإعلام، ومنصب المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام ) وآخرها عمله كمستشار مجلس الإدارة بالمجلس الوطني للإعلام في الإمارات …

بدأ العمل في وزارة الإعلام والثقافة الإماراتية، ومسؤولاً عن الإعلام الخارجي في عام 1975، وأسس وكالة أنباء الإمارات عام 1977، وتولى إدارتها حتى عام 1989،ثم كلف بإدارتها عام 1997، وترأس الفريق الإعلامي المكلف بتأسيس «وكالة أنباء الأوبك» في عام 1980،
وشغل الراحل منصب مدير عام المجلس الوطني للإعلام، وأشرف على تحرير الكتاب السنوي لدولة الإمارات، والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي.

وكان العابد خلال مسيرته الإعلامية حاضراً دوماً بتوجيهاته، وآرائه، ومشاركاً بقوة في النقاشات والمعارض والمؤتمرات والمحافل الإعلامية والثقافية الكبرى…

يعتبر العابد مثالاً للإعلامي الملتزم بالقيم الأخلاقية، والوطنية والإنسانية، وقد كانت له مقولة وصف فيها مهنة الإعلام بأنها تحمل الكثير من الفرص المثيرة للفرد في تحقيق الذات، والمساهمة في تطوير المجتمع، من خلال نشر المعرفة، والتشارك في مناقشة القضايا المهمة، وبناء رأي عام مستنير، وتعزيز ثقافة وطنية وإنسانية ثرية، وأنها تحمل الكثير من التحديات الجسيمة التي يحتاج الإعلامي للتعامل معها بكل دقة وانتباه، نظراً للدور البارز الذي يقوم به الإعلام في نقل المعلومات، ونشرها سريعاً في كل أرجاء العالم…

كما كان يؤكد دائماً أن النجاح يتطلب دائماً الاستفادة من الأخطاء والتعلم المستمر، فيما كان رحمه الله متواضعاً، وبمنزلة الأخ الشقيق للجميع، والصديق الصدوق الذي لا يبخل بالنصح والإرشاد على أحد…


وكان متذكراً و مستشهداً دوماً بأقوال وآراء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مواقف ومجالات مختلفة، وجاء تأكيده فى أحد التصريحات أن الشيخ زايد منذ بداية عهده كان يمارس الإعلام خلال مسيرته ولم يكن يحكي عنه، وكان رحمه الله حريصاً على الشفافية، والتحدث عن كافة القضايا التي تمس المجتمع والإنسان، انطلاقاً من إيمانه بأن أهم ثروة تمتلكها الإمارات، هي الإنسان، وبالتالي يجب أن تعطى للإنسان كل الإمكانات والفرص للنمو والتقدم، وأنه لا بد من مشاركة البشر في عملية التنمية، وأفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف هي وسائل الإعلام، باعتبارها وسيلة تواصل فعال بين كافة المسؤولين وأفراد الجمهور، حين تتسم بالشفافية ونقل الأحداث بموضوعية.

ومن الوقفات المهمة لشيخ الإعلاميين الإماراتيين، التي ستظل شاهدة على سعة أفقه، ورؤيته لواقع الحال، ومستجداته، دوام إشادته بدور جمعية الصحفيين ودورها بشكل عام، وبورش العمل التي تنظمها،فضلا عن إشادته بورشة نظمتها جمعية الصحفيين عام 2010 حول التعريف بالقانون الدولي الإنساني، وبدورها في دعوة الصحفيين للإلمام بملامح العمل الصحفي في ظل النزاعات والحروب والكوارث…

وبدوره كان دائما يؤكد اهتمام المؤسسات الإعلامية بالدولة بهذا الموضوع، ولافتاً إلى أن العمل الإنساني من قبل أبناء الإمارات يتم بصورة تلقائية وعفوية من خلال مد يد العون، والمساعدة للمحتاجين أينما كانوا، لافتاً إلى أن أقرب مثال كان في هايتي التي أصيبت بزلزال مدمر وقتذاك.
وكانت له اهتمامات بحثية في قضايا الصراع العربي «الإسرائيلي»، فضلاً عن إلقائه العديد من المحاضرات على طلبة كليات الإعلام في عدد من جامعات الدولة،

كما أن له أثنى عشر كتاباً، الى جانب مشاركته في تأليف وإصدار كتاب «رؤى مستقبلية» عن دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1979،
فيما حصل فارس الإعلام الإماراتى ابراهيم العابد على العديد من الجوائز، والتكريمات، منها جائزة جمعية أصدقاء الكتاب في بيروت، وكرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بجائزة شخصية العام الإعلامية في حفل توزيع جائزة الصحافة العربية 2014، تقديراً لعطائه في خدمة أمته وصاحبة الجلالة بإخلاص وأمانة.

كما كرمه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2018 ضمن تسع شخصيات مميزة قدمت أعمالاً جليلة لمجتمع أبوظبي، ضمن حفل تكريم «جائزة أبوظبي»،
وأيضا كرمه الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ضمن المفكرين والمثقفين في الإمارات والوطن العربي، في الدورة الرابعة عام 2006 لجائزة تريم عمران الصحفية، والتي تنظمها مؤسسة تريم عمران للأعمال الثقافية والإنسانية.

رحل عنا وفقدنا معلم من طراز رفيع، فقد كان القدوة والنبراس والمعلم والأستاذ كما عرف عنه مهنيته وأخلاقه، كما كان عطوفًا كريمًا متواضعًا قريبًا إلى القلب غزير المعرفة، ومكتبه دائمًا يبدو مثل ترسانة ثقافية مزودة بكافة أسلحة العلم والفكر وشتى المعارف.

رحم الله الفقيد “أبوباسم” وأسكنه فسيح جناته..

                                               إنا لله وإنا إليه راجعون

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11326

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.