سلوى البحري — تونس
هذه أنا
أفتّش عنّي
في جيب قميصك
في دخان سجائرك
اتصيّد مخاض صدفة معلّقة في جدار غرفتك
أمسح عنها الغبار
أرميني فيها
تتلقّفني المواقيت المؤجلة
تخلي بيني و بين لهفتي
يترنّح يتمي حافيا على باب القصيد
يتخفّى ذراعي خلف الإطار
تصدأ فكرة السّفر أمام قدح من حنين
تتبرّج نبضات قلبي الممدّد
بين رجفتين و موعد لا يأتي
يركب غيمة بنصف حلم
ويرحل
هذه انا
وحدي بين دفتي وجع شرّدته الشّوارع
بذراع واحدة احضن سفري
أستلّ صراخي المشحون في ضجيج شفتيك
أنام في حضن القصائد
أحتسي كأسا من هزائمي المبعثرة
على أسفلت بارد
تتسكّع جراحي على ضفّتي سؤال
يبكي كلّما عبره طريق
يعرج التّرحال على قلب ارهقه السّفر
يوزّع الاشواق على الغرف الباردة
يسقي أحزان الطّريق خمرا من دمي
يسكر جنوني إذ يذكر غفوة حبّ
على صدر قصيدة
تصير المراكب دموعا من الذّكريات
هذه أنا
بي رغبة أن أتسلق حمّالة صدر
كلما هفهفت حرائقه
نضجت ذاكرة
تسوّلت تفاصيلها
كأيّ ريح بلا مواعيد
أبعثر هزائمي في مفرقه التّائه
اخبزها على جبين الغيم
يبكى شبق المواعيد
هذه أنا
لم أعد صالحة للشّعر
تودّعني القصائد
تعانق تاريخي فيك وترحل
إلى موتي المستراب
يهرب القبر من الكفن
هذه أنا
عارية منّي اكتم صرخة دمي المطعون
ربّما في الغياب تتصالح الخيانات
أصير أخرى..