هذا أبي .. الامير خالد الفيصل يرثي الشهيد بقصيدة حلفت
هذا أبي ..
” الملك فيصل بن عبدالعزيز “
إنسانا مختلفا ومتفردا وذو رؤية ثاقبة وحكيمة تجاه مختلف الأمور
هذا أبي .. الامير خالد الفيصل يرثي الشهيد بقصيدة حلفت
يعد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ؛ ملك المملكة العربية السعودية الثالث والحاكم السادس عشر من أسرة آل سعود والابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور …
تولى الملك فيصل بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 27 جمادى الآخرة عام 1384هـ الموافق 2 نوفمبر 1964م بعد عزل أخيه غير الشقيق الملك سعود عن الحكم بسبب أمراضه المتعددة.
وبعد توليه الحكم بشكل رسمي، حقق الملك فيصل طفرة تنموية على أكثر من صعيد، ودافع عن القضية الفلسطينية، ورفض الاعتراف بإسرائيل، كما قرر مع عدة دول عربية قطع البترول أثناء حرب أكتوبر تم اغتياله فى ظروف غامضه ؛ على يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز؛ فى 25 مارس 1975، ولم يتأكد حتى الآن الدافع الحقيقي وراء حادثة الاغتيال…
ولقد قال عنه ابنه الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز ؛ أمير منطقة مكة المكرمة ؛ ومستشار الملك سلمان بن عبد العزيز ؛ الكثير من القصص والروايات النادرة والتي لم يعرفها أحد عنه ومنها ..
حيث أكد الأمير خالد الفيصل ؛ بأن الملك فيصل لم يكن انسانا عاديا بل كان مختلفا ومتفردا ؛ وأيضا كان انسانا محترما ومهيبا له هيبة دون أن يتكلم ؛ وبرغم ذلك كان لطيفا ورقيقا مع الناس .
مضيفا : أن كل من تعامل مع الملك فيصل ؛ سمعت منهم جميعا جملة واحدة ؛ بأنهم منذ أن تعاملوا مع الملك فيصل وحتى توفاه الله لم يسمعوا منه كلمة نابية ؛ ولم يرفع صوته على أحد مطلقا ؛ مهما كان غاضبا أو مستاءا ؛ بل كان يكتفى بإشعار من أخطأ بأنه مخطئ دونما تعنيف حتى يقر بخطه ويقوم بإصلاحه…
موضحا أن الملك فيصل كان انسانا غريبا ؛ فقد يراه الناس رجلا صعبا في بعض الأحيان ؛ لكن فى حقيقة الأمر كان رجلا سهلا وسمحا بمعاملته ؛ لأنك تستطيع أن تقرأ كل ما يدور بداخله على ملامح وجهه دون أن يتحدث …
والملك فيصل كان رجلا صريحا واضحا ؛ لا يحب الكذب ويكره الكذابين ولا يجعلهم يقربون مجلسه ؛ وكان أيضا ذو رؤية ثاقبة حيال مختلف المواضيع التي تعرض عليه ؛ وكان صبورا للغاية …
مستشهدا بموقف حدث للملك فيصل فى ذات يوم وهو بمكتبه ؛ سمعه مستشاره وطبيبه الخاص الدكتور/ رشاد فرعون ؛ وهو يتألم ؛ فدخل عليه وسأله ما بك ؛ فأخبره أن هناك خراجا يؤلمه في فخذه ؛ فطلب منه طبيبه الخاص أن يراه ؛ وعندما رآه أبلغ الملك أنه خراج كبير ولابد من عرضه على استشاري الجراحة لأنه من الممكن أن يؤدي إلى تسمم جسمه بالكامل …
وأضاف : ذهب الملك فيصل بصحبه طبيبه الخاص إلى مستشفى الشميسي وتم عرض الملك على استشاري الجراحة بالمستشفى والذى قرر ضرورة استئصال ذلك الخراج وتطهيره ؛ وطلب من الملك فيصل أن يبدل ملابسه وأن ينام على السرير حتى يتسنى لطاقم التخدير أن يعطوه حقنة التخدير “البنج” لكن الملك رفض وطالب الطبيب الجراح أن يزيل الخراج دون تخدير ؛ مكتفيا برفع ثيابه …
وبالفعل قام الطبيب بإزالة الخراج وتطهيره ثم خياطته ولفه بالشاش المعقم واللصق الطبي ؛ كل ذلك والملك صابرا ومحتمل كل ذلك الألم …
وعلى الرغم من أن الطبيب المعالج قد طلب منه أن يستريح لعدة أيام حتى يبرأ الجرح ؛ إلا أن الملك في عصر اليوم الذى خرج فيه من المستشفى عاود مهام عمله بمكتبه…
وعن حكمة الملك فيصل ؛ حيال بعض المواضيع ؛ أخبر الأمير خالد قائلا : وقت حكم الشاه لإيران حدثت مشكلة بين السعودية وإيران بسبب البحرين ؛ وتزامن ذلك مع إقامة مباراة كرة قدم ودية بين منتخبي السعودية وإيران فى طهران …
فذهب الأمير خالد إلى الملك فيصل يسمع لرأيه ويستفتيه في الأمر؛ حول إمكانية اعتذار السعودية عن الذهاب إلى طهران وإقامة المباراة خوفا على اللاعبين السعوديين ؛ فصمت الملك فيصل لحظات ثم قال ؛ كيف نعتذر بل يعتذرون هم …
وفوجئ الأمير خالد قبل الموعد المحدد لإقامة المباراة بأسبوع بأن الجانب الإيراني قد أرسل اعتذارا عن إقامة المباراة في موعدها المقرر…
وقد رثى الامير خالد الفيصل الشهيد الملك فيصل في قصيدة متداولة وخالده :
لا هنت يا راس الرجاجيل لا هنت
لا هان راسٍ في ثرى العود مدفون
و الله ما حطّك بالقبر لكن آمنت
باللي جعل دفن المسلمين مسنون
منزلك يا عز الشرف لو تمكّنت
فوق النجوم اللي تعلّت على الكون
سكنت دار المجد يا شيخ و اسكنت
شعبك معك في منزل العز ممنون
صنت العهد يا وافي العهد ما خنت
علمتهم وشلون الأشراف يوفون
كم ظالمٍ عاداك و اعفيت و احسنت
و اخلفت ظن جموع ناسٍ يظنون
شلت الأمانه حافظٍ ما تهاونت
شفنا بك رجالٍ على النفس يقوون
ياللي طلبه الملك بالحب زيّنت
عرشك بتاج قلوب شعب ٍ يحبون
لوّنت تاج الملك ما قد تلوّنت
ما غرتك دنياك ماصرت مفتون
بالزهد و المعروف و الصبر كوّنت
منهاج فيصل منهج اللي يعدلون
تلفتت روس المخاليق وين انت
وين العظيم و عوّد الشوف مطعون
كم خافقٍ وقّف عقب ما تكفّنت
و كم ناظرٍ ذوّب سواداه محزون
لو شفت حال الناس عقبك تبيّنت
مقدار حب الناس للي يودّون
مما بقلبي قلت يا بوي لا هنت
و الا انت فوق القول مهما يقولون