هدى البلوشي.. صانعة الفخار

لا تخلو البيوت العربية من قطع الفخار، بداية من أدوات الطهي، وحتى أشكال وقطع الزينة. فالتاريخ شاهد على اكتشاف العديد من القطع الأثرية الخزفية في مواقع عدة، كما أن بعض القرى الجبلية ما زالت تحافظ على ثقافتها وتراثها في تشكيل قطع الفخار بطريقة تقليدية تناقلتها الأجيال على مر الزمن. وعلى الرغم من تراجع هذه الحرفة مع ظهور الأدوات والخامات الحديثة، أصبحت حاضرة في المناسبات التراثية والوطنية، وبدأت تظهر بطريقة أكثر بريقاً، وبتشكيلات بديعة، وبألوان زاهية. تتسابق عليها أيدي الحرفيات الشابات لإعادة إحياء حرفة صنع الفخار، وإبداع قطع فريدة من الصلصال تحمل نقوشاً وترانيم من الجمال الأخاذ والمتجدد.

هذا ما يتجلى في أعمال الفنانة هدى يوسف البلوشي، الموظفة في موانئ دبي العالمية، التي تجد ملاذها في إعادة تشكيل قطع الطين بكل دقة وصبر وتناغم، لتحولها من خامة بسيطة ليّنة إلى قطعة فنية صلدة ببريق أخاذ ولافت يبهج النفس.
علاقة البلوشي الوثيقة بالأعمال اليدوية جعلتها تخوض الكثير من التجارب الفنية لتتقن عدة مهارات، ومن ضمنها الأعمال الخزفية التي ارتبطت بها لتكون مصدراً مهماً لقياس مدى قدرتها على تخطي البدايات بالجهد والصبر الذي تكلل مع الممارسة بأعمال خزفية متقنة.

تشير البلوشي، إلى أن صناعة الفخار من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، وأصبحت تمثل جزءاً من ثقافة الشعوب لتطورها على مر التاريخ، باستحداث أجهزة وأدوات سهلت على الحرفي استخدام الصلصال وصناعة الفخار، لينتج قطعاً فنية تنافس المنتجات الأخرى، موضحة أن عالم الخزف واسع وثري وتقنياته متعددة، فلا بد من التعلم المستمر والبحث الدائم عن الجديد في هذه الحرفة القديمة المتجددة، التي يمكن أن يبدع فيها الفنان الكثير من الأفكار والأشكال من تحف وأوانٍ ومنتجات متنوعة. وهذا ما يجعل الفنان مشدوداً إلى الطين، باحثاً عن فكرة مبتكرة، مستعيناً بالعديد من المصادر التعليمية والورش التدريبية وقنوات اليوتيوب، والكثير من الوسائل المتاحة في الوقت الحالي.

نقلا عن جريدة الاتحاد الإماراتية