منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
عالم المراة مجالس العز

نور السويدي: الشمس للجميع.. القمر لك ,, !

08/ يونيو /2023
avatar admin
448
0

عندما تختار الأعمال الفنية، أن تُعبر عن نفسها، بشاعرية خاصة وممتدة، فلا يُمكن للمتلقي سوى الانضمام والتروي نحو اكتشاف الحس من فعل الحركة والزمن في عمق تجربة الفنان وعفويته الخالصة، إذ إن الحدس بطبيعته لا يحفز المشهدية الفنية دونما اتصال حيّ بين الأشخاص والفضاء العام. فكل شيء في الحياة برمزية الإبداع، إنما هو تأكيد على أن الكون هو سريان شعوري نستمد منه إلهامنا، وإلا ما السبب الذي يدعو الفنانة الإماراتية نور السويدي لأن تضع عنواناً شاعرياً ملهماً لمعرضها الفني الفردي الجديد «الشمس للجميع.. القمر لك» الذي أقيم في «جوسا من السركال» بالسركال أفنيو بمدينة دبي، سوى أنها تود أن نتحرك في مدارات الإلهام اللانهائية حول لوحاتها التسع، بتجريد رفيع، وألوان تطفو على سطح اللوحة، قد تحمل انطباع التضاريس في النظرة العابرة للأشياء، بينما تتميز بشكل جاد في كونها مرايا شخصية للعالم.
وقد يتراءى لك كمتلقٍّ في أعمال «الكولاج»، أن الفنانة نور السويدي ترسمك، تضع فيك جُملاً من الطبيعة، تعيدك إليك بنفَسٍ شعري، حيث تقول: «هكذا يخيل إليهم، ولكنني في الحقيقة أتحدث بلغة تستفيض بها روحي نحو المساحات المشتركة، لإثراء حيز الحوار بيني وبين ذاتي، وبيني وبين الآخر، وبيني وبين الطبيعة، إنه بحثٌ عن المعنى فيما أود أن أسميه حُباً، في المخيال الفني والأدبي والإنساني».

 

والفنانة نور السويدي مواليد عام 1981، من إمارة أبوظبي. وقد قدمت عبر 14 عاماً من العمل كفنانة وقيّمة للمعارض ومنتجة ثقافية، إثراءً نوعياً لقطاع الصناعات الإبداعية على مدى عقدين، حيث نظمت معرضها الفردي الأول في عام 2011 في كورك ستريت غاليري في مايفير بالعاصمة البريطانية لندن. وفي حوار مع «الاتحاد» تتحدث هنا عن الوعي بالفعل الفني الاحترافي، وقيمته الجوهرية في المرحلة الراهنة، من التحولات الثقافية التي يشهدها الفنانون الإماراتيون الشباب، مبينةً أن المنصات الفنية في دولة الإمارات، باتت تؤدي دوراً تفاعلياً، يبني نسقاً فنياً مبهراً واستثنائياً، يحاكي الوعي الجمالي والمعرفي، سواء ما تشهده العاصمة أبوظبي من حضور لمنصات عرض ومشاريع ثقافية كُبرى، وما توفره مدينة دبي من إقامات واستوديوهات فنية، والإيمان بفعل المجتمع والحي الفني، وما تهديه مدينة الشارقة من تواصل بين البنى الثقافية الحضارية المتنوعة، من خلال برنامج متواصل، يستمد من المدينة هويتها المتفردة، مضيفةً أن ما نحتاجه اليوم بشكل أساسي هو استحضار التفاعل المجتمعي، وتعزيز التكامل بين لغة الفنان وعلاقته بالجمهور، أن نجعل من المساحات الفنية لقاءً مستداماً وجزءاً رئيسياً من أفق الحياة الاجتماعية.
تجربة بصرية
ومن هنا فإن معرض «الشمس للجميع.. القمر لك»، لم يكتفِ بعرض أعمال فنية، وإنما جاء متضمناً لبرنامج ثقافي مصاحب للمعرض، مقدماً حلقة نقاشية بعنوان «من الاستوديو إلى المجتمع»، وورشاً تعليمية للأطفال تركزت على فن صناعة «الكولاج» ليس كممارسة فنية وبصرية فقط، بل هدفت إلى أن يستشعر الأطفال من خلال الورشة أنهم جزء من الحالة الإبداعية للفنان والمجتمع الفني ككل.
وقد استوقفني جداً ما ذكرته الكاتبة ميرنا عياد، المتخصصة في مجال الكتابة الثقافية الفنية، من خلال نص سردي يصف لوحات الفنانة نور السويدي، وتحديداً أثر خربشات لملاحظات باللغة العربية كانت رسمتها نور السويدي أثناء دراستها في صفوف الرسم التوضيحي، خلال دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية بواشنطن العاصمة (2001- 2004)، حيث حضر ذلك في أعمالها الفنية الحالية.

نقلا عن جريدة الاتحاد الإماراتية

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11112

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.