متابعة : طارق فتحى السعدنى
كشفت شركة “طيران الإمارات”خلال مؤتمر صحافي افتراضي عبر الإنترنت يوم أمس أن أولى شحنات لقاح “كورونا”ستصل إلى مخازن الشركة في دبي منتصف ديسمبر المقبل، مشيرة إلى أن الناقلة تجري محادثات مع مصنّعي اللقاح، لتوفير الخدمة اللوجستية المتكاملة ونقل اللقاح انطلاقا من دبي إلى دول العالم.
وتوقع نبيل سلطان، نائب رئيس أول “طيران الإمارات” لدائرة الشحن، وصول أولى الشحنات الخاصة بلقاح «كوفيد 19» إلى منشآت شركة «الإمارات للشحن الجوي»، في الإمارات خلال منتصف ديسمبر، مؤكداً جاهزية الشركة وامتلاكها كل الإمكانات اللازمة لشحن ونقل اللقاحات.
وقال ، إن النقاش مفتوح مع جميع مصنعي اللقاح حول العالم وعلى رأسهم “فايزر” و”مودرنا” و”سينو فارم»، وهناك محادثات مع أكثر من 12 شركة للصناعات الدوائية إلى جانب اتصال يومي مع 6 إلى 7 شركات لنقل اللقاح حال تم اعتماده إلى مختلف أنحاء العالم وبشكل خاص شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا، إضافة إلى أمريكا الجنوبية. وأشار إلى أنه من المتوقع الإعلان عن توقيع عقود اتفاقات مع بعض هذه الشركات لنقل لقاح «كوفيد 19» في غضون أسبوعين إلى ثلاثة.
وأضاف إن “الإمارات للشحن الجوي” وهي ذراع الشحن التابعة لطيران الإمارات، ستقوم أيضاً بتوقيع شراكة استراتيجية مع شركة «دي إتش إل» لتوفير حلول لوجستية متكاملة توفر إمكانية نقل اللقاحات من مواقع التصنيع المختلفة إلى المطارات ثم إلى دبي وتخزينها بكميات كبيرة وإعدادها للتوزيع الإقليمي والعالمي حتى الميل الأخير.
وأوضح أن الشركة تمتلك العديد من المزايا التنافسية التي تؤهلها لنقل وتخزين لقاحات ” كورونا ” عالمياً والاستحواذ على نصيب الأسد منها أيضاً، أبرزها تمتع دبي بموقع مثالي كبوابة ومركز توزيع إلى بقية العالم، إلى جانب امتلاكها البنية التحتية والاتصالات اللوجستية علاوة على الموقع الجغرافي الذي يضع الأسواق التي تضم أكثر من ثلثي سكان العالم ضمن دائرة نصف قطرها 8 ساعات بالطائرة، علاوة على تمتع الشركة بالقبول لدى أغلب مصنعي اللقاح.
وأشار : إلى أنه في ظل الموقع الاستراتيجي للإمارات فمن المتوقع أن تلعب الناقلة دوراً بارزاً في إيصال اللقاح إلى نسبة كبيرة من السكان حول العالم. وأوضح أن الناقلة استثمرت في تطوير بنية تحتية متطورة توفر خدمات متخصصة لمختلف القطاعات في مركزيها بمطاري دبي وآل مكتوم الدوليين للشحن على طائرات الركاب وعلى طائرات الشحن، ويشمل ذلك مرافق سلسلة تبريد واسعة ومساحة تخزين مخصّصة للمنتجات الدوائية.
ولفت : إلى أن مسؤولية الشركة تتمثل في نقل وتوصيل اللقاح بالتنسيق والتعاون مع الشركات المنتجة مع الالتزام بكل المعايير التي تضمن سلامة اللقاح إضافة إلى استخدام منشأتها المخصصة لتخزين وتوزيع اللقاح عالمياً.
حلول متكاملة
وتابع : إن الشركة تقدم حلولاً متكاملة للشركات المصنعة للمساهمة في إيصال اللقاح إلى جميع أنحاء العالم بسرعة وأمان تام، خصوصاً أن هناك العديد من الدول التي لا تمتلك الإمكانات للتعامل مع مواد بهذه الحساسية، حيث ستعمل الشركة على نقل وتخزين هذه اللقاحات في دبي ونقلها إلى الوجهات المعنية بكميات تغطي الاحتياجات اليومية دون الحاجة للتخزين.
مشيرا : إلى أن الإمارات للشحن الجوي تعد أول شركة في العالم تقوم بإنشاء مركز شحن جوي مخصص للقاح «كوفيد 19»، حيث قامت بإعادة فتح محطة “سكاي سنترال” في مطار آل مكتوم لتكون مركزاً لتخزين وتوزيع اللقاح إلى العالم.
موضحا: إلى أن الناقلة تستخدم حالياً نحو 130 طائرة «بوينج 777» لعمليات الشحن بما فيها 4 طائرات A380″” العملاقة تصل إلى نحو 130 محطة، وأن هذه الأرقام مرشحة للزيادة حسب حجم الطلب، مشيراً إلى أن حجم طاقة الشحن اليومية للناقلة يصل حالياً إلى 5 آلاف طن.
وموكدا : أن سعة تخزين اللقاح في مركز لقاحات الإمارات للشحن الجوي في مطار آل مكتوم، تتراوح بين أربع و خمس آلاف حاوية، وكل حاوية يمكن أن تحتوي على 100 ألف جرعة. وتصل الطاقة الاستيعابية للطائرات المخصصة للشحن لنحو 5 آلاف طن يومياً وقد ترتفع إلى سبع أو ثمان آلاف قريباً مع بدء توزيع اللقاح عالمياً وزيادة الطلب. لافتا : إلى أن عملية نقل اللقاح لها متطلبات خاصة لا سيما فيما يتعلق بدرجات الحرارة المنخفضة للغاية.
وحول التعاون مع “فلاي دبي” في نقل اللقاح، قال نبيل سلطان إن التعاون مستمر وأثبت نجاحه في بداية الجائحة، حيث كان هناك تعاون كبير في شحن المعدات الوقائية إلى الوجهات التي لا تصل إليها طيران الإمارات، لافتاً إلى أن التعاون في نقل اللقاح وارد بشكل كبير رغم التحدي المتمثل في صغر حجم طائرات”فلاي دبي” ومحدودية طاقتها الاستيعابية.
وأضاف إنه لا يستبعد التعاون والتنسيق بين مختلف شركات الشحن الجوي حول العالم في توصيل اللقاح إلى الجميع.
ورداً على سؤال عن الجدوى الاقتصادية لعملية نقل اللقاحات، قال إن الهدف الرئيسي الحالي هو تأمين عمليات النقل والتخزين حول العالم على اعتبار أنه يتم النظر على أن جائحة فيروس كورونا أزمة إنسانية أكثر منها اقتصادية.