منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
واحة الإبداع

من المُضحك أن أكون ذئباً

09/ مايو /2021
avatar admin
145
0
صافى قطينى  سوريا
من المُضحك أن أكون ذئباً
أنا الذي أتنازل عن كل المعارك
أقفز برشاقة من فخ إلى آخر
بذات الثِّقة البلهاء
لا دهاء يجري في دمي
لا مكائد أحبكها بلساني المُحكَم
خططي مكتوبة ومنشورة
عيوني مُتأخِّرة عن النَّظر الطبيعي
قلبي يسبق مخالبي للنزف
أضع الخطوط الحمر أسفل نقاط ضعفي
وأوكِّد دور الأبله حتى النِّهاية
لا أعرف ما يمكنني أن أكون
لي مخالب مُشذَّبة لأدوار إنسانيّة
ريش أبيض ونَقي يُحرِّض على الطيران
أنياب حادة تجرح بالخطأ شفاهي على الدّوام
دم من حميم مُنصهر يدفعني من حواف التَّهوُّر
آخر أزرق يُكبِّلني بحكمة الصّمت
وقلب أشعث
يُضيف للكائن المُهرِّج عُنصر المُفاجأة
أشعر أنّي أجلس خارج الصِّفات
حيث لا شكل ولا مقياس
جنين طارئ على أدوار الحياة المُعقَّدة
تجرُبة جديدة كُليّاً
صدىً لسؤال وحيد يتردّد :
أعبقريَّة أم بلاهة ؟
من الممكن أن أكون حشرة
بأطراف دقيقة وعديدة للتسلُّق،
شُعيرات بسيطة لاستشعار كُل ما هو هائل،
قلب صغير يَغمُرُهُ العَمى بسهولة،
قليل من الخلايا العصبيَّة لعمليات بدائية،
ظهر هش قابل للسَّحق
تحت أقدام الجّنون والعظمة
صوت فرقعة مُنفِّر
يشي ببشاعتِك
وحسب
من الممكن أن أكون كلباً أيضاً
فأنا وفي لكل الطَّعنات
أحرس تهيُّؤاتي من كل الدلائل
أنبح على الواقع بشراسة
لأنّي أُحب ببلاهة وبالمجَّان
بإمكاني المُعاناة لوقت طويل جداً
بدون أن أُظهر أي كَدر
فقط إرمِ لي عظام الخيال
وسألاحقه إلى بلد آخر
حمل
أشمُّ الورود وأقطف الهواء
لطيف لدرجة تخنق العبقرية
تُلغي الإمتدادات
تصقل الملامح
أملس بلا أيَّة تعابير
كائن آمن
يعمل كملجأ للخائفين
الخائفين الذين يضحكون بتواترات خفّاشيّة
الخائفين الذين يدفعون خناجرهم في المحاجر
كحروب استباقيّة
يُنظِّمها الطفل الحاقد في داخلك
بإمكاني أن أكون سمكة أيضاً
بعيدة عن أدوارِك المُتخبِّطة
-أظنُّ أنّي سأحبّ كوني سمكة-
الصمت،
الانسيابية،
العيون المفتوحة بجرأة،
التَّحدي الصَّريح لقانون الجاذبيَّة،
الفضاءات المفتوحة بلا أيَّة حاجز،
الزعانف الصغيرة القادرة على تغيير الصورة بسهولة،
الإنسحاب من مشهد إلى مشهد آخر،
كُلّها ميِّزات تُفضي إلى الرَّاحة والسَّكينة
وهذا بالضبط
ما أحاول إتقانه كل يوم
سنجاب
أتنقّل بين الأشخاص بذات الخفّة
أقفز من حُلم لآخر، من رأس لآخر، من قلب لآخر
أجمع ما يبرق في عيني من نظرات، أفكار و نبضات
أدفنهم في مكان ما من دماغي،
يبتلعهم اللاوعي لأنساهم تماماً
ليصبحو خلايا منِّي
تَصرخ أنَّها أنا
وأُجيب ألّا أنا
قط
فأنا لئيم بعض الشيئ
نرجسي أيضاً
بإمكانك أن ترميني من كل الطوابق
سأحطّ على أقدامي بخفَّة
وأدخُلها من جديد
أن تُحيطَني بالعديد من الأفخاخ
وسأخرج بطريقة ما
لن تتعلَّم قراءَتي أبداً
ولن تجدني حين تدعو الحاجة
كسلان
أتسلّق الحياة ببطء
كإصبع وسطى طويلة جداً
أعلك كآبتي على مهل
أشتاق عن بُعد بذات البرود
وأقبض على الكلام
لأنَّه كبير،
مؤذٍ،
وغالباً بلا طائِل
فيل
بحجم ما ينقُصُكَ من شعور
بحجم الألم الذي يحرِّضه الشَّك
بحجم الهروب الذي تُغرِق نَفسَك به
لتنجو من محاكمة آتية لا محالة
بعيون دامعة يرتاح فيها حزن العالم
أقدام مزروعة في الأرض كما الشّجر
وآذان مُسدَلة
لا رغبة لديها بالسَّمع -بالكذِب –
بإمكاني أن أكون فيلاً بسهولة
لكن من الأحق أن أكون غابة
شاسع وموحِش
مُخطَّط بالظِّلال والنُّور
صامت
أُطبِق على كُل الوحوش،
كريح خفيفة تحرِّض الأوراق لتحكي عن التِّيه،
فطراً يُنمِّي سُمومَهُ بهدوء،
أشجاراً تُثمِر وتَشيخ بصمت،
زهوراً تتفتَّح وتذبل بدون أيِّ ناظِر
أن أنظر في مرآة مُهشَّمة،
أن أحاول قراءَتي في ضياعِها،
أُغيِّر وجهي ليتلاءَم مع خطوطها المخسوفة،
أنحني بالزوايا التي تريد،
فأنكسر بذات العمق
لأصبح وجهاً في مخيّلة رسَّام سريالي،
مُشوَّه وغارق في المدى،
هذا مالن يحدث
فأنا الذِّئب،
الذِّئب الذي -بمزاجٍ عالٍ –
سيُضحك الجميع
عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11326

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.