كتب : سامي دياب
تعد العلاقات الثنائية المصرية السعودية ؛ من أقدم العلاقات وأرسخها بين الدول العربية ؛ هذه العلاقات
التى امتدت لسنوات ولسنوات ؛ كانت فيها الدولتان الكبيرتان دائما بمثابة صمام آمان للمنطقة العربية
من شتى أنواع المخاطر التى كانت تحدق بالأمة وبشعوبها .
هذه العلاقات التى كانت حائط صد منيع ضد هجمات الأعداء المتربصين بالوطن العربي وبلدانه ؛ وقد
فطن قادة البلدين على مر العصور لأهمية بلديهما كدولتين محوريتين فى المنطقة ؛ ويحددان إلى حد
بعيد ملامح الأمن والآمان بها .
تنفرد “منصة المشاهير” بنشر صوروتفاصيل نادرة عن حقبة مهمة جدا من فصول هذه العلاقة ؛ وهي
تفاصيل الزيارة الرسمية الأولى للملك عبد العزيز آل سعود إلى مصر فى أربعينيات القرن الماضي ؛
حيث احتفي بذلك الضيف العربي
الكبيرأثناء زيارته لمصر والتى استقبله خلالها الملك فاروق ؛ على رأس وفد رسمى وشعبى كبير ؛ وقد
ناقش الزعيمان عدة قضايا هامة خلال الزيارة ؛ جاء فى مقدمتها مناقشة فكرة إقامة الولايات العربية
المتحدة .. وإليكم التفاصيل النادرة لتلك الزيارة .
فى العاشر من يناير عام 1946 م ؛ وصل الملك عبد العزيز آل سعود إلى مصر عبر ميناء الإسكندرية ؛
على متن اليخت الملكي المحروسة ؛ وكان فى استقباله لدى وصوله ميناء الإسكندرية ؛ الملك فاروق
وكذلك رئيس الوزراء المصري وأعضاء مجلس الوزراء وعدد من كبار رجال الدولة المصرية .
وقد صعد الملك فاروق إلى سطح اليخت الملكي المحروسة التى أحضرت الملك عبد العزيز من
السعودية للترحاب به ؛ ثم هبط الملكان سويا من اليخت الملكي واستعرضا الحرس المصطف من
جنود الجيش المصري .
ثم بعد أن استعرض الملكان حرس الشرف وتلقيا التحايا والترحاب من المستقبلين الذين احتشدوا على رصيف ميناء
الإسكندرية بالآلاف ؛ اسقلا الملكان القطار الملكي متوجها بهما إلى القاهرة .
وفى القاهرة ؛ غادر الموكب الملكي للملكين محطة القطار فى موكب مهيب ؛ يطوقه الحرس الملكي
وأفراد الخيالة والفرسان متجهين نحو قصر عابدين بوسط القاهرة .
وقد استقلا الملكان عربة ملكية مكشوفة تجرها الخيول ؛ وانتهت بهما إلى مقر قصر عابدين العتيق ؛
وهنالك بدأت مراسم الاجتماع التاريخي كأول اجتماع رسمي بين الملكين الكبيرين.
وقد استعرض الملكان عدة قضايا وناقشا بعض الملفات الهامة التى تهم الأمة العربية ؛ وجاء فى
مقدمتها مناقشة فكرة إقامة الولايات العربية المتحدة .