متوالية الاختلاف

بقلم :  الدكتور إبراهيم العبدالرزاق

‏ الاختلاف ممارسة جِبِلِّية بين البشر في كل دقيق ، وكبير ؛ شاملة شؤون الكون ، والحياة بل وما بعد الحياة ، وهكذا حتى الفناء الوجودي للبشر

إن متوالية الاختلاف تتوالى بشكل مستمر ، وبصورة متشعبة في كل اتجاه بتعقيد معجز.

الاختلاف حتمي!! مهما حاول البشر صياغة قوالبَ أو نظماََ أو نظرياتِِ لوقف هذا الاختلاف الخلاق ولن يستطيعوا .. وبالتالي فإن التسمية الأصوب لاحتواء متوالية الاختلاف هي الحد من آثار الاختلاف السلبية إلى المستوى الذي يتيح القدر الكافي لحياة أفضل.

هنا تتشكل بيئة امتحان البشرية جمعاء للقيام بحق الاستخلاف في الأرض .

التطابق ، وعدم الاختلاف المطلق يستحيل أن يوجد ..ولو وُجِد بشكل استثنائي فلِوقتِِ قصيرِِ جداََ ثم يتنافر بالاختلاف مكملاََ تلك المتوالية ..

هل متوالية الاختلاف قابلة للتحكم البشري؟!!!
‏جرت محاولات ومن أشهرها مدينة أفلاطون او فكرة الطوباوية (المناهج المثالية )، وغيرها التي لم تفلح في كبح عجلة الاختلاف لأنها تعاكس سنة كونية ليس للبشر بها طاقة..

يبدو لي أن الأصوب هو تحديد علامات من خلالها يُستطلع المدى الآمن أو الأقل سوءاََ للتعامل مع الاختلاف ..
‏هنالك أُطر ذات مدى واسع للتعامل مع الاختلاف بتفاعل مسؤول ، وايجابي لعل من أوضحها..

‏ربوبية الله .. وحدة الجنس البشري .. عمارة الأرض .. تقليل الضرر .. المبادئ ، والقيم .. الأخلاق .. إحترام الوجود ..
‏كذلك يمكن ملاحظة واعتبار أُطر ذات أثر ملموس مباشر للإختلافات المنظورة ، والمعاشة هي :

‏الدين .. النظم الفكرية والمجتمعية .. العرق .. الحيز الجغرافي .. المصالح المشتركة .. مواجهة البغي والتسلط .. المناشط الحياتية .. القيم الأخلاقية ..

‏كل ما سبق يستلزم محتوى فكري وخطاب رزين ، لتفادي الإثارة أو ما يؤدي لتعميق الاختلاف المؤدي لكسر الأطر المحدِدة للاختلاف الإيجابي..

‏لذا ليس عند المسلمين مشكلة مع الاختلاف فهذا كتاب الله موجود كما نزل على النبي الأُمي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقد تكفل العزيز العليم بحفظ القرآن مما يعني أن الاختلاف لن يشوش على تفعيل الأدلة الصحيحة للحق متى ما توفرت النية الصادقة ، والإرادة الواعية وفق توجيهات سيد البشر للعض على الحق بالنواجذ….