شعر : محمد أحمد إسماعيل – مصر
لاجئون…..
غرباء على حافة الكون
تنثرنا الريح
فوق جراح المدى
والمدى فى العيون..سلاسل
لاجئون….
نعالج نار الحدود ، بنار الحدود
وننزف أحلامنا فى الرسائل
لاجئون….
نخبىء أقمارنا
بحرير التساؤل
لاجئون….
نهدهد أحزاننا
فوق مهد البلاد
ونترك أيامنا ــ كالودائع ــ
عند رجال السواحل
لاجئون…..
نعاني…. نعاني
المطارات تنكر أسماءنا
وتضيع ملامحنا فى الموانى
لاجئون…..
أسلمتنا الرياح لناب الرياح
وأسلمنا الليل … لليل
والجرح أسلمنا للهوان
وأسلمنا الخوف للخوف
والماء أسلمنا ليد الفيضان
بلاد تبيع هياكلنا لبلاد
تبيع هياكلنا للعراء
وعيون تغربل أوجاعنا
لتفتش في جلدنا
عن هوية
وتسرق منا القمر
وتبعثر أعصابنا
طلبا لجواز سفر
وتصادر منا العمر
وتخنق أشواقنا للكلام
ومنفى يطاردنا نحو منفى
فتطفو على لجة الفيضان
الكوابيس
والجرح
………………. والانهزام
ويطفو رماد الأمـــــــــــــــــانى
نعاني ……. نعاني
تعانى الحقائب من زمن السفر المستمر
تعانى من الوجع المستمر
وتشكو عظام الضلوع
تعانى المناديل ــ كل وداع ــ
نزيف الدموع
وتبكى على أمل يائس….
فى الرجوع
لاجئون……
نعاني … نعاني
نحن إلى دفء شمس الشتاء
بأوطاننا
نحن إلى شجر القطن والقمح
والصمغ والبرتقال
بأوطاننا
نحن إلى المطر الموسمى بأوطاننا
ونشتاق وجه الربيع
ووجه الخريف .. بأوطاننا
نحن إلى سقف بيت
يصد اللظى والهجير
نحن إلى باب بيت
يرد الغريب
إذا جاء محتشدا بالنفير
ويصافح وجه الغريب
إذا جاء ضيفا بوجه بشير
نتوق لأوجه أطفالنا الجائعين
إلى لبن الأمن
أو لأمان السرير
ونشتاق جدا …….. كثيرا
لأم لنا….
ضيعتها المنافى
أسلمتها المنافى لباب الطبيب
لينقذها من جراح دفينة
من الضغط والقرحة المستفزة
والكبد المستجير
نحن لزوجاتنا ……
كى يخففن آلامنا
فى المساءات
بالحب والرغبة المستحبة
حول إناء العصير
نعانى …
نحن ….
نتوق ….
ونشتاق …
لكننا كسراب الفيـــــــــــافى
نجهل باب المصير.