بقلم : بشري حبيب
يعرف التحرش الجنسي بالأطفال بـ “البيدوفيليا“ وهو أحد الأمراض النفسية والاجتماعية التي اعترت مجتمعاتنا لأسباب مبهمة لم يتوصل لها العلماء بعد،
وقد وُضعت العديد من النظريات تفسيرا لهذه المشكلة العجيبة. فمن النظريات ما أعْزَتْ التحرش الجنسي بالأطفال إلى مشكلات عضوية كزيادة هرمون الذكورة لدى المتحرش،
ومنها ما افترضت حدوث اعتداء جنسي على المتحرش في صغره أو وجود نشاط جنسي -تَضَمَّنَ المتحرش- داخل العائلة في أثناء طفولته… إلخ
و التحرش الجنسي بالأطفال يعرف بأنه اشتهاء الأطفال دون سن البلوغ، من خلال التخيلات أو الإيحاءات الجنسية التي قد تصل إلى الملامسات والاعتداء الجنسي.
وللمزيد من التفاصيل، اقرأ التحرش الجنسي بالأطفال
ذهاب الأخلاق وموت الضمائر
صفات المتحرش إن ما يحدث حولنا من جرائم التحرش الجنسي بالأطفال لا يخفى علينا،
وما حدث بالأمس القريب ليس ببعيد عن أسماعنا. القبض على أحد الذئاب البشرية ويعمل مدرسًا بعد التحرش بفتاة دون السن في أثناء درس خصوصي في عقر دارها،
ظنًا منه بأن الباب قد أوصد ولا يوجد ما يفضحه من كاميرات تسجل الحادث بوضوح
وبعد صدور مثل هذا الفعل من رجل يُفترض أنه قدوة يحمل رسالة سامية لا يستهان بحاملها وهي العلم،
فيجب علينا أن نتجول بالقرب من المتحرش لنتعرف إليه وإلى صفاته بعمق أكبر.
من هو المتحرش؟! من هو المتحرش؟
المتحرش إنسان ضعيف أمام رغباته الدنيئة التي يحاول الوصول إليها بشتى الطرق،
فقد يصل إليها برضا الضحية أو عدمه، وغالبًا ما يستخدم أسلوب التهديد مستغلًا سلطته أو حتى أداة حادة للحصول على ما يريد.
ومن المهم التنبيه على أن المتحرش ليس بالضرورة أن يكون غريبًا من خارج العائلة،
فقد يكون أقرب الأقرباء للطفل الضحية، وهذا أخطر الأمور؛ فقد يكون الأخ أو العم أو الخال أو حتى الجد،
وقد تعدى الأمر إلى كونه الأب نفسه في بعض الأحيان. ونضع في الحسبان أن الأمر لا يقتصر على الرجال فقط،
فقد يكون المتحرش إحدى السيدات من أقرباء الطفل أو صديقات والدته أو معلمته. الأمر -حقًا- بالغ الصعوبة،
ويستحق أن يوضع محل دراسة واهتمام من الآباء والأمهات، وهذا ما جعلنا نهتم في هذا المقال بكيفية حماية الأطفال من التحرش الجنسي
ونسرد فيما يأتي أهم صفات المتحرش:
هو شخص لا يرتبط بسنٍ أو جنسٍ معين، ولكن غالبًا ما يكون رجلًا بالغًا، وقد يكون متزوجًا أو أعزب. يكون متوترًا في الغالب , ويحاول اختلاس النظر للطفل خاصةً الأعضاء التناسلية.
و يحاول المتحرش دائمًا الاختلاء بالطفل والابتعاد به عن الأنظار. يحاول ملامسة الطفل قدر المستطاع، ويظهر بعض الإيحاءات الجنسية الكلامية أو الفعلية.
وغالبًا ما يكون معروفًا للطفل من تجربة سابقة، وتجد الطفل خائفًا منه. يستخدم أساليب ماكرة للوصول إلى الطفل
فقد يستخدم -مثلًا- أسلوب استمالة عاطفة الطفل أو التهديد. غالبًا ما يطلب من الطفل أن يُبقي الأمر سرًا بينهما، ويعطيه في المقابل شيئًا يشتهيه للحرص على كتمان السر.
طرق التحرش بالأطفال
تتعدد أساليب التحرش بالأطفال وطرقه، وتختلف باختلاف المتحرش واختلاف الموقف نفسه،
ومنها التحرش السمعي: ويتضمن الإيحاءات الجنسية الكلامية من الألفاظ الخارجة، وذكر أسماء أعضاء الطفل باستمرار
التحرش البصري: ويتضمن النظر إلى الطفل بشهوة وإطالة النظر إلى أماكن العورة، وقد يظهر المتحرش أعضاءه التناسلية للطفل
التحرش الجسدي: ويتضمن الملامسات والمداعبات غير البريئة للطفل خاصةً مناطق العورة، ومحاولة تقبيل الطفل تكرارًا خاصةً بالفم، وغيرها من الممارسات الشاذة
التحرش الفكري: وهو إيصال المتحرش فكرة جنسية للطفل بطرق غير مباشرة لاستثارة غرائزه، ولتسهيل وصوله لما يريد.
قد يستخدم المتحرش الوسائل الحديثة للوصول للطفل، كمراسلته عبر وسائل الاتصال الحديثة، مثل: واتساب أو ماسنجر…
علامات تعرض طفلك للتحرش
إن الطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي لا ينسى هذه الحادثة، بل قد تترسخ في ذهنه طيلة حياته بكامل تفاصيلها.
ولو أن المتحرش -الذي يحصل على متعته اللحظية- يعلم أثر ما يفعل في هذا الطفل على المدى البعيد لكف عن فعاله.
لكن ومع الأسف أعمت الشهوة الحقيرة بصره وبصيرته، فهو ينساق كالبهائم خلف نزواته دون أدنى تفكير في العواقب النفسية التي قد تترتب على فعله للطفل