تقرير : سامي دياب
متى يقول العالم “وداعا كورونا” لم تكن ضيفا خفيفا ؟
مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا. ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019. وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.
تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وتشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً ولكن قد يُصاب بها بعض المرضى: الآلام والأوجاع، واحتقان الأنف، والصداع، والتهاب الملتحمة، وألم الحلق، والإسهال، وفقدان حاسة الذوق أو الشم، وظهور طفح جلدي أو تغير لون أصابع اليدين أو القدمين. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ بشكل تدريجي. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن يشعروا إلا بأعراض خفيفة جداً.
وتزداد مخاطر الإصابة بمضاعفات وخيمة بين المسنين والأشخاص المصابين بمشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والرئة أو السكري أو السرطان.
* الفيروس يصيب نحو73 مليون شخص حول العالم حتى الآن
يستمر كورونا بالتفشي في نسق متسارع، حيث واصلت الولايات المتحدة الأمريكية تصدرها قائمة الدول الأكثر تضررا في العالم، وسجلت رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات .
أما البرازيل، ثاني الدول المتضررة بالفيروس، فشهدت تجاوز لعدد المتوفين أرقاما قياسية
وغير بعيد عن البرازيل أعادت كوبا فرض إجراءات عزل صارمة في عاصمتها هافانا بعد عودة تفشي حالات الإصابة بالفيروس. وأمرت السلطات بإعادة إغلاق المطاعم وحمامات السباحة، وأوقفت وسائل النقل العام.
وفي أوروبا دفع النسق المتسارع لتفشي الفيروس السلطات الفرنسية إلى إعلان إلزامية وضع الكمامة على سكان باريس والسائحين على امتداد ضفاف نهر السين والأسواق المفتوحة. وكانت البيانات أظهرت أن الفيروس بدأ ينتشر مجددا على نطاق أوسع في باريس والضواحي الفقيرة منذ منتصف يوليو الماضي.
وفي إيطاليا حذرت السلطات مواطنيها من ظهور موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا.
ويبدو أن تخفيف الإغلاق في معظم الدول أدى إلى عودة متسارعة لانتشار الفيروس، مما يهدد بموجة ثانية قد تكون أشد فتكا في ظل استمرار
لتبلغ حصيلة أخر إحصائيات فيروس كورنا من أعداد الحالات المصابة والمتعافية وأيضا التى توفيت متأثرة بالاصابة به ؛ وكانت كالتالي : حيث بلغت حالات الوفاة حول العالم لهذا اليوم نحو 5.916 حالة ؛ فيما بلغت الاصابة المؤكة اليوم 345.385 حالة ؛ بينما بلغت حالات الشفاء لهذا اليوم 51.139.494 حالة ح وكانت الحالات التى مازالت تحت العناية 20.225.525 حالة ؛ وقد بلغت أعداد الوفيات حول العالم حتى الآن 1.624.768 حالة ؛ وقد بلغت حالات الاصابة المؤكدة بفيروس كورنا حول العالم حتى الآن 72.989.787 حالة .
* خسائر فادحة للإقتصاد العالمي
وقد تسببت جائحة كورونا فى أزمة اقتصادية لشرق آسيا بأكملها، ويتسبب الفيروس أيضاً في خسائر عالمية، فقد تسبب تفشي الوباء في خسائر اقتصادية عالمية قدرت الـ 50 مليار دولار، في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن الاقتصاد العالمي معرض لخسارة أكثر من 2 ترليون دولار.
و انعكس انتشار الفيروس على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على النفط، بل أن انتشار هذا الوباء أثر بالسلب على معنويات المستثمرين، وهو ما دفع الكثير منهم إلى التوجه نحو الأصول الآمنة على غرار الذهب، والتي ينظر إليها كملاذ آمن للتحوط في أوقات الأزمات.
فى حين شهدت أسواق الأسهم والبضائع في الصين تراجعاً ملحوظاً منذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) في الصين، كما امتد أثر هذا الفيروس إلى الأسواق الآسيوية والأمريكية، على حد سواء، إذ أدى انتشار الفيروس الي تقييد حركة السفر والتجارة بين البلدان، وزاد الإنفاق على العملية الاحترازية للحد من انتشاره.
وقد تجاوزت خسارة الصين وحدها نحو الـ 20 مليار دولار خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة وأن فترة حضانة المصاب لفيروس كورونا المستجد (كوفيد19) أكبر بكثير من باقي الفيروسات الأخرى، إذ تبلغ حوالي 10 أيام، وهو ما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي يضغط على تمويل الصحة العامة مما يزيد من إضعاف قدرة العالم على منع أو احتواء تفشي الفيروس بعد ذلك.
وقد قررالعديد من المراكز البحثية والمحللين الاقتصاديين إعادة النظر في توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي في 2020، وذلك بفعل الانتشار السريع للفيروس، وتتوقع مؤسسة أكسفورد للاقتصاد، أن يتراجع نمو الاقتصاد الصيني بنحو 0.4 نقطة % ليصل إلى 5.5%، بحلول العام 2020، وذلك نتيجة لتفشي الفيروس، كما تتوقع أيضاً تراجع نمو الاقتصاد العالمي بنحو 0.2%، ليصل إلى 2.1% في 2020، وبدوره توقع بنك جولدمان ساكس، أن يتراجع نمو الاقتصاد الصيني بنحو 0.4 نقطة مئوية ليصل إلى 5.5%، فيما توقع تراجع نمو الاقتصاد الأمريكي بنحو 0.4 نقطة مئوية في الربع الأول من هذا العام.
وتم إغلاق العديد من المصانع الصينية، اضافة الي تأثر العديد من الأسواق الناشئة وبالأخص الأسواق الآسيوية بشكل كبير نتيجة لانتشار هذا الفيروس، ويوجد دراسة تحليلية تقول: أن الصدمة التي تتسبب بها كورونا ستؤدي إلى ركود في بعض الدول وستخفض النمو السنوي العالمي هذا العام إلى أقل من 2.5%، وفي أسوأ السيناريوهات قد نشهد عجزاً في الدخل العالمي بقيمة 2 تريليون دولار، داعية إلى وضع سياسات منسقة لتجنب الانهيار في الاقتصاد العالمي.
وإن تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى أقل من 2% لهذا العام قد يكلف نحو تريليون دولار، خلافاً لما كان متوقعاً في سبتمبر الماضي، أي أن العالم على عتبة ركود في الاقتصاد العالمي.
* الحلول تضمنت التباعد الاجتماعي والحظر والإغلاق التام
وكانت التوصية بتطبيق التباعد الاجتماعي، احد أهم الحلول التى اتخذتها الدول لمواجهة كورونا ؛ أو عدم الاختلاط عن قرب بين الأشخاص، في منطقة داخل الدولة أو جميعها، من بين الطرق الأكثر شيوعا بين حكومات الدول، بينما لجأت بعض الحكومات الأخرى إلى تقييد جميع التحركات الداخلية غير الضرورية، وهذه الطريقة الأخيرة هي التي تسمى “الإغلاق”.
بيد أن تفشي الفيروس في شتى أرجاء العالم، أبرز الصعوبة الشديدة للسيطرة عليه، فاختارت دول اتخاذ تدابير أكثر صرامة لاحتواء الفيروس.
وفرضت ما يزيد على 100 دولة حول العالم حظرا كليا أو جزئيا بحلول نهاية مارس2020، وهي خطوة أثرت على مليارات الأشخاص.
كما أوصت دول أخرى كثيرة بتقييد تحركات بعض المواطنين أو جميعهم.
* اللقاحات الناجعة ضوء فى نهاية النفق
وبعد معاناة وكابوس عاشه العالم تحت وطأة وبطش فيروس كورونا ؛ لنحو عام كامل ؛ من الإغلاق والحظروالتباعد الاجتماعي وتدمير الاقتصاد ؛ ناهيك عن حالات الإصابة والوفاة التى فتك بها ذلك الفيروس الذى أصبح وباء ذلك القرن . جاءت الحلول الطبية الدائمة له عن طريق اكتشاف العلماء لبعض اللقاحات الناجعة ومن بينها” فايزر- بيوأنتيك” ؛ الذى من المرجّح أن تصدر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قريبًا تصريح استخدام طارئ للقاح فايزر/بيوأنتيك المخصص لكوفيد 19. أظهرت البيانات أن مفعول اللقاح يبدأ بعد الجرعة الأولى بفترة وجيزة، وأن نسبة فعاليته 95٪ بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية. وهذا يعني أن أكثر من 95٪ من الأشخاص الذين يأخذون اللقاح يتمتعون بالحماية ضد الإصابة بمرض شديد من الفيروس. ويتطلب هذا اللقاح حقنتين يفصل بينهما 21 يومًا.
فى حين قدّمَت موديرنا لقاحها ” موديرنا” لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية طلبًا للحصول على موافقة للاستخدام الطارئ للقاح كوفيد 19 . وقد أظهرَت البيانات أن اللقاح فعال بمعدّل 94.1٪. يتطلب هذا اللقاح حقنتين يفصل بينهما 28 يومًا.
وقد فصلت أيام قليلة فقط بين الإعلان الكبير لعدد من المختبرات الطبية عن فعالية لقاحها ضد كوفيد-19. التحالف الألماني الأمريكي للتكنولوجيا الحيوية بيونتيك وفايزر افتتح السباق في أوائل نوفمبر؛ بالإعلان عن نجاحه في إنتاج مصل فعال بنسبة 90 بالمئة.
وبعدها بيومين، دخل الروس على الخط، من معهد جمالايا، بل مزايدين على بيونتيك وفايزر بالإعلان عن فعالية لقاحهم بنسبة تصل إلى 92 بالمئة.
ثم جاءت الشركة الأمريكية مودرنا من بعدهما لتعلن عن نسبتها التي وصلت إلى 94,5 بالمئة. ثم عاد مؤخرا تحالف بيونيك وفايزر ليعلن عن نتيجتها النهائية التي وصلت إلى 95 بالمئة
وقال باحثون إن لقاحا لمرض كوفيد-19 طوّر في الصين قد أظهر نجاحا في اختبارات المرحلة المتوسطة.
ويذكر أن عددا من اللقاحات يجري تطويره واختباره في الصين، بعض منها قيد الاستخدام بالفعل.
وحسب قول الباحثين، فإن اللقاح الذي طورته شركة (ساينوفاك بايوتيك) أنتج ردا مناعيا سريعا في الاختبارات التي شملت نحو 700 متطوع.