«كلنا من أجل مستقبل خالٍ من العنف ضد النساء « … هذا هو شعار المؤتمر الموسع الذي أقامه قصر الثقافة في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة بالتعاون مع المكتبة المركزية العامة وقسم تمكين المرأة في ديوان محافظة البصرة ليتزامن المؤتمر مع حملة الستة عشر يوما الدولية الكبرى التي اعتمدتها الامم المتحدة لمناهضة العنف ضد النساء والتي تجري في كل عام في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والى العاشر من شهر كانون اول وهو يوم حقوق الانسان.
قرأ الزميل باسم حسين غلب مدير قصر الثقافة كلمة أكد فيها ان اهمية انعقاد مؤتمرنا هذا تكمن في انه ينعقد في وقت تشهد فيه معدلات العنف الاسري ارتفاعا ملحوظا خاصة في السنوات القليلة الماضية فعلى سبيل سجلت المفوضية العليا لحقوق الانسان في عام 2020 قرابة (١٥) ألف حالة عنف أسري، لتحتل الزوجات والأطفال النسبة الأكبر من المعنفين فيها الأمر الذي يستدعي التوقف عندها لبحث أسبابها، وامكانية وضع الحلول العملية الواقعية لها ويمكن تلخيص اساب العنف الاسري في عاملين رئيسيين … العامل أو السبب الأول
الجانب النفسي المتدهور الناجم عن وضع اقتصادي يمكن وصفه على أنه سيء للغاية، يعاني منه القائم بفعل التعنيف اضافة إلى البطالة والفقر، و تعتبر الحروب والأزمات السياسية والأمنية المتوالية سبباً آخر من اسباب التدهور النفسي، بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة وهذا الأمر الذي يتطلب بحسب طبيب الصحة النفسية عماد عبد الرزاق تجنيد مزيد من الاختصاصيين في هذا المجال لخلق مراكز دعم محلية لضحايا الصدمات النفسية، اما العامل الثاني فهو الجانب الثقافي للجاني والضحية وهنا يجب علينا الالتفات إلى أن الأمر ليس له علاقة بالمستوى العلمي، بقدر ما يتعلق الأمر بثقافة ووعي الأشخاص القائمين بفعل التعنيف وان الاهتمام بالجانب الثقافي في المجتمع يسهم إلى حدٍ ما بتقليل نسب العنف، بكافة اشكاله وصوره.
وتم بعد ذلك عرض فيلم أعده قصر الثقافة في البصرة عن مناهضة العنف ضد النساء
وتضمنت فعاليات المؤتمر أربعة محاور تخص مواجهة وانهاء العنف ضد المرأة وتناولت هذه المحاور اضاءات مهمة في مجال مواجهة العنف ضد المرأة وأسبابه وكيفية علاجه كونه من أكثر انتهاكات حقوق الانسان انتشارا.
وتحدثت في هذه المحاور الدكتورة ريا حبيب والدكتورة هناء ناصر المختار والدكتورة فيّ السياب والحقوقية وجدان حمزة عباس وقد اوضحن في اوراقهن البحثية ان خطورة العنف الأسري تكمن في ما يترتب على ذلك العنف من ردود أفعال مختلفة لدى الضحايا, أو أضرار الصحة البدنية واوضحن ان بعض الدراسات تشير إلى أن تفاعل العوامل الظرفية والفردية في الغالب كانت السبب الأساس في السلوك العنيف، وأن الأفراد يتعلمون السلوك العنيف عن طريق أسرهم والأشخاص في المجتمع والتأثيرات البيئية المختلفة أو إنهم يرونه طريقة مناسبة لحل الخلافات والمشاكل بين الناس. وأن تناول الكحول والمخدرات يساهم أحياناً في تنامي السلوك العنيف كما ان التمييز بين الرجل والمرأة يعد من أكثر الأسباب شيوعاً للعنف الأسري وهناك عوامل أخرى ساهمت بالعنف الأسري، منها المشاكل المالية والاجتماعية المعتقدات الخاطئة لدى الرجال باستخدام العنف للسيطرة على أسرهم.
وتناولن الحد من العنف الأسري وتجنب آثاره بتوعية أفراد المجتمع حول مدى انتشار العنف الأسري وأسبابه والآثار المترتبة عنه ببيان السبل الكفيلة لتحكم الفرد في تصرفاته العنيفة وكيفية تجنب المواقف الصعبة بالأسلوب العلمي
وتعريف النساء بحقوقهن وكيفية حماية أنفسهن إذا تعرضن لأي عنف أسري ونشر الوعي الثقافي باتجاه تصحيح العادات والتقاليد وتفعيل القوانين الرادعة لمرتكبي العنف الأسري والحد من تصرفاتهم.