اعداد. تركي سكران لافي العنزي
“الشنفري” هو أحد أهم شعراء الجاهلية ، ذلك الشاعر الذي ترك إرثا أدبيا هاما ، و قد نشأ في بيئة صحراوية ، و امتاز باللون الأسود و قد كان ألد أعدائه من بني سلمان .
الشنفري الأزدي�هو ثابت بن أواس الحجر بن الهنوء الأزدي ، و هو من أفضل شعراء الجاهلية و يعتبر من فحول الطبقة الثانية ، و قد نشأ في قبيلة تعرف باسم قبيلة العدنانية ، و قد ثار لوالده انتقاما بعد مقتله ، فقتل مائة رجل من هذه القبيلة ، و قد ترك إرث كبير من الأدب العربي ، فكان من أشهر ما كتب قصيدة لامية العرب ، و قد عاصر الإسلام و لكنه قتل قبل الهجرة النبوية و كان على الجاهلية ، أما عن وفاته فقد قتل على يد بني سلامان ، و قد تحدث عنه الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني ، و قال أنه كان رجل شديد البأس ، و قد ذكر أنه قد قتل مائة رجل لأبيه اتماما
لنذر كان قد نذره .
من اجمل شعره
وإِنِّي لَحُلْوٌ إِنْ أُرِيدَتْ حَلاَوَتِي
ومُرُّ إِذا نَفْسُ العَزُوفِ اسْتَمرَّتِ
أَبِيٌّ لِمَا آبى سَرِيعٌ مَباءَتِي
إِلى كلِّ نَفْسِ تَنْتَحِي في مَسَرَّتِي
شرح الأبيات:
1: العزوف: المنصرف عن الشيء. استمرت: استفعلت من المرارة. يقول: أنا سهل لمن ساهلني، مر على من عاداني.
(استمرت): استفعلت من المرارة، يقول: أنا سهل لمن سامحني ومر عند الخلاف علي، و(العزوف): المنصرف عن الشيء، رغبة عنه مخافة الأذى، يقول: أنا أتباعد مما يتباعد منه العزوف وآنف مما يأنف منه.
2: المباءة: الرجوع. تنتحي في مسرتي: تقصد إلى ما يسرني.
قصيدة ومستبسل ضافي القميص ضممته
يقول الشنفري
وَمُستَبسِلٍ ضافي القَميصِ ضَمَمتُهُ بِأَزرَقَ لا نِكسٍ وَلا مُتَعَوَجِ
عَليهِ نَسارِيٌّ عَلى خوطِ نَبعَةٍ
وَفوقٍ كَعُرقوبِ القَطاةِ مُدَحرَجِ
وَقارَبتُ مِن كَفَّيَّ ثُمَّ نَزَعتُها بِنَزعٍ
إِذا ما اِستُكرِهَ النَزعُ مُحلِجِ
فَصاحَت بِكَفَّيَّ صَيحَةً ثُمَّ راجَعَت
أَنينَ المَريضِ ذي الجِراحِ المُشَجَّجِ
قصيدة ونائحة أوحيت في الصبح سمعها
يقول الشنفرى:
وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها
فَريعَ فُؤادي وَاِشمَأَزَّ وَأَنكَرا
فَخَفَّضتُ جَأشي ثُمَّ قُلتُ حَمامَةٌ
دَعَت ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَنَفَّرا
وَمَقرونَةٍ شِمالُها بِيَمينِها
أُجَنَّبُ بَزّي ماؤُها قَد تَقَصَّرا
وَنَعلٍ كَأَشلاءِ السُمانى تَرَكتُها
عَلى جَنبِ مَورٍ كَالنَحيزَةِ أَغبَرا
فَإِن لا تَزُرني حَتَفتي أَو تُلاقِني
أَمَشّي بِدَهوٍ أَو عِدافٍ بَنَوُّرا
أُمَشّي بِأَطرافِ الحَماطِ وَتارَةً
تُنَفَّصُ رِجلي بُسبُطاً فَعَصَنصَرا
أُبَغّي بَني صَعبِ بنِ مُرٍّ بِلادَهُم
وَسَوفَ أُلاقيهِم إِن اللَهُ أَخَّرا
وَيَوماً بِذاتِ الرَسَّ أَو بَطنِ مِنجَلٍ هُنالِكَ نَبغي القاصِيَ المُتَغَوَّرا
أجمل قصائد الشنفري�قصيدة لامية العرب
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأيً للكريم عن الأذى
وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ. لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ. غير أنني إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْطـَةٌ عن تفضلٍ عَلَيهِم، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً بِحُسنى، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ، وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها رصائعُ قد نيطت إليها، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهمُ، حَنَّتْ كأنها مُرَزَّأةٌ، ثكلى، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِهِ يُطالعها في شأنه كيف يفعـلُ
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ، كأن فُؤَادهُ يَظَلُّ به الكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ
ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ، يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ ألفَّ، إذا ما رُعَته اهتاجَ، أعزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحت هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ، وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ عَليَّ، من الطَّوْلِ، أمرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم لم يُلْفَ مَشربٌ يُعاش به، إلا لديِّ، ومأكلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي على الضيم، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا كما انطوتْ خُيـُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ، أطحلُ
غدا طَاوياً، يعارضُ الرِّيحَ، هافياً
يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب، ويعْسِلُ