قاهرة ” التلاسيميا ” بالإمارات :
الدكتورة “مريم ” الممثل الوحيد من الوطن العربي في اللجنة الدولية للاضطرابات الجينية النادرة
نشأت في أسرة فقيرة ؛ لكن طموحها دائما كان يسبقها لأن تصبح ذات شخصية مهمة ومؤثرة في مجتمعها ؛ وقد كان لها ذلك بفضل إيمانها بقدراتها وثقتها فى نفسها …
وبرغم من أن الأبوين كانا أميين ؛ إلا أنهما حرصا كل الحرص على أن تنال ابنتهما على حقها في التعليم ؛ وترتقي لأعلى الدرجات العلمية ؛ فكانت الأم بمثابة القوة الدافعة المحركة لإشتعال طاقتها نحو هذا الاتجاه ؛ وكان لها ما تمنت فى نهاية المطاف …
ولدت مريم محمد مطر في الإمارات في عام 1975م لأسرة فقيرة بسيطة الحال ؛وقد درست في كلية الطب في دبي في جامعة الإمارات ؛ وحصلت على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة عام 1998م ومن ثم اختارت بريطانيا لتكملة الدراسات العليا، وبعدها اتجهت إلى أمريكا لمتابعة بعض البحوث العلمية، واختتمت اختصاصها في علم الأمراض الوراثية الجينية…
شقت الدكتورة مسيرتها مريم مطر ورحلتها فى حياتها العلمية والتطوعيه منذ تخرجها من كلية دبي الطبية وحتى اليوم فى رحلة عطاء ونجاح ممتدة …
فهي إلى جانب عضويتها في أكثر من خمسة مجالس استشارية علمية دولية للاضطرابات الجينية والخلايا الجذعية ؛ وتعد الممثل الوحيد من الوطن العربي في اللجنة الدولية للاضطرابات الجينية النادرة …
كما تفيض جعبتها بالمؤهلات والشهادات العلمية ؛ فقد حصلت على العديد من الشهادات والمؤهلات العلمية العليا في الطب التي نالتها من كليات الطب في كلّ من دبي وبريطانيا وأمريكا واليابان…
ويضاف إلى إنجازاتها المشرفة بأنها أول عربية تحصل على قبول باليابان في اختصاص الأمراض الجينية…
تعد ” مطر” أحد مؤسسي مركز الشيخ زايد للأبحاث الجينية في الإمارات، كما ترأست إدارة المركز؛ ووظفت طاقتها من خلال المركز بنشر التوعية ضد مخاطر الأمراض الجينية، وخصوصاً مرض التلاسيميا وضرورة إجراء الفحوصات قبل الزواج…
كما أنها عملت في مجال مكافحة الأمراض الوراثية لمدة زمنية طويلة ، و تتويجاً لمجهودها قامت بتأسيس جمعية الإمارات العربية المتحدة للأمراض الوراثية ؛ وقد تم ترشيحها لتصبح من بين أكثر الشخصيات النسائية تأثيراً في مجالات العلوم والأبحاث …
وقد صنفت “مطر” ضمن لائحة أكثر 20 امرأة تأثيراً في مجال العلوم في العالم الإسلامي، بسبب إنجازاتها العديدة الهامة ؛ وهي أول إماراتية تتولى مهام وكيل وزارة الصحة وذلك في عام 2006م…
ومن أهم مجهوداتها وانجازاتها الطبية ؛ قيامها بنشر التوعية ضد مخاطر الأمراض الجينية، وخصوصاً مرض التلاسيميا الذي يعد خطراً على الإنسان، في حال لم يتم الإشراف عليه من قبل مختصين ؛ حيث أنه يصيب مواطن من كل 12 مواطن في الإمارات…
وامتد نشاطها الصحي والتوعوي ليشمل إطلاق عدد من برامج الرعاية الصحية والمجتمعية الأولية في الإمارات وفي زيادة عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية من 52 إلى 97… كما شغلت الدكتورة مريم مطر في العام 2005 م منصب قائد الفريق التنفيذي الخاص بدراسة محور المجتمع ضمن استراتيجية دبي 2008 – 2015م وأسست “مطر” جمعيتان أهليتان غير ربحيتان هما “جمعية الإمارات لمتلازمة داون” و”جمعية الإمارات للأمراض الجينية” التي تقدم الرعاية والخدمات لمجموعة كبيرة من العائلات من أكثر من 17 جنسية …
هذا إلى جانب إطلاقها العديد من البرامج الاجتماعية وحملات التوعية مثل حملة “إماراتنا خالية من التلاسيميا” عام 2012م
كما شغلت أيضا منصب المدير العام لهيئة تنمية المجتمع وهي هيئة تقوم بتولي مسؤولية تنظيم وتطوير وتقديم الخدمات في قطاع التنمية الاجتماعية بما يتماشى مع أهداف التنمية الاجتماعية…
وكان منطقيا أن تتوج شخصية طبية قديرة خدمت بلادها فى هذا القطاع الحيوي على العديد من الجوائز والإشادات الدولية بها وبمسيرتها المشرفة ؛ حيث اختارتها مجلة “أرايبيان بزنس” في العام 2012 م كأقوى امرأة إماراتية في العلوم والبحوث، كما اختارتها الجامعة العربية كي تكون سفيرة النوايا الحسنة للمرأة والطفل…
وقد حازت على العديد من الجوائز بشكل سنوي منذ العام 1990 وحتى العام 2006 أبرزها جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي في كلية الطب 1999م , وجائزة أفضل مشروع صحي على مستوى كليات التقنية العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2002م وجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز عن فئة الموظف المتميز في دائرة الصحة والخدمات الطبية في 2003م ..
كما نالت جائزة برنامج الشيخ محمد بن راشد لإعداد القادة عن فئة “أفضل مشروع مجتمعي” عام 2004، وجائزة الإمارات لسيدات الأعمال فئة التميز المهني في 2004م
وحظى أرشيفها المهني على جائزة المرأة العربية الرائدة في الابتكار الصحي لعام 2019م وذلك خلال الحفل الذي أقيم ضمن فعاليات الدورة الـ21 لاتحاد المستشفيات العربية الذي عقد في دولة الكويت …
واعتبرت مبادرتها التطوعية لخدمة المجتمع والأجيال القادمة ؛ واحدة من أفضل خمس مبادرات عالمية نشرت في المجلة الأمريكية للصحة العالمة…