قاهر المستحيل
“المفتاح” .. معجزة الخليج وفخر العرب
لقد ألهمت قصة الفتى الخليجي غانم المفتاح الكثير من الناس ليس فقط على مستوى المجتمع العربي بل العالم كله , فقد أثبت ذلك الفتى أن الانسان قادر على مواجهة المصاعب والشدائد بقوة العزيمة والإرادة التغلب عليها ..
من منا لا يعتقد بان غانم المفتاح يواجه صعوبات أقصى ما يمكن أن يواجهها إنسان في تاريخه , وخلال هذه السطور سنتعرف على قصته مع المرض وكيف وصل به الحال ,غانم المفتاح هو معجزة الخليج وفخر العرب أجمع ، وعلى الرغم من صغر سنة وعيش حياته بربع جسد إلا أنه ناضل هو وأسرته من أجل أن يتقبله المجتمع ويندمج فيه حتى يبقى على قيد الحياة متمتعًا بما حرم منه بسبب إعاقته ، فلم توقفه الظروف عن ممارسه حياته بصورة طبيعية كالأصحاء ، فقد أمتلك قلوب الناس ولم يكن هذا من باب الشفقة عليه بل لنجاحه في تحدي إعاقته ونضاله المستمر …
غانم
ولد غانم محمد المفتاح في 5 مايو عام 2002م م وهو طفل قطري الجنسية ، تحدث غانم عن نفسه في إحدى اللقاءات قائلًا : اسمي غانم ، ولدت بدوحة الخير عاصمة قطر عام 2002 م ، تنسمت ربيع بلادي في لغتي ، يعني اسمي الرابح دومًا ، فكل اسم معنى ومغزى..
أسرته
فهو أكثر الأطفال حظًا لامتلاكه أسرة شديدة المهارة في زرع روح التحدي والأمل في نفوس طفلهم …
سعت أسرة غانم إلى رفع شان ذوي الاحتياجات الخاصة ، فقد قاموا بإنشاء مؤسسة سميت بمؤسسة غانم المفتاح للكراسي المتحركة ، وقاموا بتوزيع مجموعة من الكراسي المتحركة على ذوي الاحتياجات الخاصة ووزعوا منشورات تتحدث عن غانم وتحدياته للإعاقة …
هوايته
تحدث عن هوايته في ممارسة كرة القدم قائلًا : أنا مهووس بالرياضات الذهنية والرياضات البدنية ، وإذا أردت التغيير والترويح جمعت كل أصدقائي للعب كرة القدم لكي أهزمهم على الرغم من أنهم أصحاء ، فقد سمحوا لي بلعب كرة القدم باليد دون احتساب فأول ، وأكثر عناصر الفريقين يطلبون مني اللعب بفريقهما ، وفريقي يفوز في كل مباراة لأني استغل سرعتي وأدخل بينهم وأمسك الكرة بيدي وأهرب بها للمرمى لتسجيل الأهداف …
قصة مع المرض
يعرف مرضه بـ “متلازمة التراجع الذيلي”، وهو عيب خلقي نادر الحدوث يغيب فيه كل من العجز، والعصعص، وتتشوّه فيه الفقرات القطنية، ويحدث هذا المرض بمعدل قرابة واحد لكل 25000 ولادة حية…
سبب ولادته بهذا العجز هو إصابة والدته بمرض السكري أثناء حملها به ، هو وشقيقه أحمد فحدثت طفرة جينية على حد قول الأطباء ، لذلك فمرض غانم من الأمراض نادرة الحدوث ويسمى بمتلازمة التراجع الذيلي ، وهو عبارة عن عيب خلقي يصيب بالعجز ويحدث تشوهات العصعص والفقرات القطنية …
أثناء حمل والدته قال لها الأطباء أن إحداهم بلا حوض وأنه حتمًا سيموت ، وإن عاش فستكون حياته شقاء ، فأخذ جميع من حولها في نصحها بإجهاضه ولكنها رفضت لأنها لا تستطيع التضحية بابنها بهذه السهولة …
فأنجبته أمه هو وشقيقة أحمد ، وكان شقيقه أحمد طفل معافى تمامًا ، إلا أنها أخذت غانم بصحبه أبيه وطافوا بلاد العالم بحثًا عن علاج لمرض طفلها ، ولكن الأطباء أجمعوا على أن لا يوجد له علاج وأن بإمكانها فقط أن تحافظ على سلامه جسده وقلبه …
تحدث غانم في إحدى لقاءاته قائلًا : لا تعلمون .. عندما أردنا التسجيل في المدرسة كل المدارس رفضتني ، لأنهم يطالعون جسمي ولا يطالعون عقلي ، فقررت والدتي أم الأمهات فتح مدرسة لي ولأقراني ، وعندما كبرت قليلًا تبرعت والدتي بالكرسي الكهربائي الذي كان ينقلني …
وقالت يا غانم اعتمد على يديك لتقوى عضلاتك ، ثم سجلت في تمرين رياضة السباحة بنادي الغرافة ، وفزت بجوائز عديدة ، فأنا أغوص إلى 10 أمتار ، ولكن ما ضموني للمنتخب لأنهم أصحاء وأنا معاق ..
لا تعلمون ، فأنا لست مثلكم لأنني أعيش بربع جسد ، ونصف عمود فقري ، ولا أستطيع أن أنام على ظهري أكثر من 5 دقائق ، وعند تناول الطعام استلقي على ظهري ، وأحب جسمي أكثر من محبتكم لأجسادكم ، وأعظم تحدى هو التعايش مع الإعاقة بحب وسلام وابتسامة …
الصعوبات
كانت البداية الأصعب هي العمليات الجراحية الدقيقة، وقرار الأطباء ببتر أرجل الطفل، الأمر الذي تركته الأم للصغير حتى يكبر، فكان قراره بأن يخضع بالفعل لهذه العملية، ولم تجد العائلة أي مدرسة تقبل بالطفل لتخوّفهم من تحمّل نفقات تجهيز المدرسة بما يتناسب وحالته، فما كان من العائلة إلّا أن تكفّلت بتجهيز إحدى المدارس –على نفقتهم الخاصة– بكل الوسائل التي تمكّن ابنهم من التعلّم، والانضمام إلى المدرسة …
المناهج التعليمية
تمّ إدراج قصّة الفتى ضمن المناهج التعليمية القطريّة ومنها منهاج الصفّ الأوّل ثانوي بمادّة المهارات الحياتية المهنيّة، ليقع نفس الشيء منذ أيّام من قبل وزارة التربيّة والتّعليم الكويتي الّتي جعلت قصّته ضمن منهاج الصفّ الثّامن إنجليزي…
نشاطه
لغانم كتب ومنشورات تحفّز على النّجاح وتحدّي الإعاقة والصّعوبات، وهي ملهمة للجميع، فقد كتب في مقدّمة كتابه “غانم الرّابح دائمًا” الّذي طبع بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة …
غانم سفيرًا للنوايا الحسنة
تم اختيار غانم المفتاح ليكون سفيرًا للنوايا الحسنة من قبل مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا ، ويعد هو ثالث أصغر طفل يكون سفيرًا من سفرائها ، كما أنه تم اختياره أيضًا من قبل مركز قطر للمال ليكون سفيرًا لحملاته الدعائية ، حيث يدعو هذا المركز إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالحياة العملية من خلال العمل على تنمية مهاراتهم …