منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
أخبار وتقارير عاجل

“على الوردي ” محتكر الحقيقة وفريد العصر والزمان

23/ سبتمبر /2020
avatar admin
80
0

 

رائد العلمانية في العراق

“على الوردي ” محتكر الحقيقة وفريد العصر والزمان

 

إعداد : طارق فتحى السعدنى

 

 

عالم اجتماع عراقي، أستاذ ومؤرخ عرف باعتداله وموضعيته وهو من رواد العلمانية في العراق لقب عائلته الوردي نسبة إلى أن جده الأكبر كان يعمل في صناعة تقطير ماء الورد…

علي حسين عبد الجليل الوردي. ولد حي الكاظمية في عام (1913هجريا  1995) في بغداد،. من عائلة متوسطة المستوى المعيشي، حيث عمل ابوه عطارا في الكاظمية، وقد شارك الوردي اباه في عمله هذا حينما ترك الدراسة التقليدية (الكتاتيب) التي كان قد التحق بها كعادة معظم ابناء جيل تلك المرحلة ولقلة المدارس النظامية. وقد كان العراق وقتها جزءا من السلطنة العثمانية. وبعد انهيار حكم السلطنة في العراق بعد دخول القوات البريطانية اليه إبان الحرب العالمية الاولى من عام (1914حتى 1918)…

 

عاد الوردي الى الدراسة مرة أخرى ولكن هذه المرة من بابها الواسعة، حيث دخل مدرسة نظامية وهجر دراسة الكتاتيب , ووجد الوردي في انهيار حكم الدولة العثمانية في العراق والمنطقة أفقا وفتحا جديدا أدخل معه الكثير من مدخلات الحضارة الى العراق ومنها انتشار هذا النوع من التعليم الحديث، والذي لولاه لكان الوردي عطارا مثل ابيه كما ذكر ذلك في أكثر من مناسبة ,عمل معلما لمدة سنتين بعدها بعد تخرجه من الدراسة الاعدادية، سافر بعدها ليدرس في الجامعة الاميركية في بيروت، ثم جامعة تكساس في اميركا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في علم الاجتماع، ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه من نفس الجامعة ونال تكريم حاكم الولاية شخصيا بعد ان تفوق بامتياز ,عاد الى العراق بعد تخرجه وعمل بقسم علم الاجتماع في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الاجتماع في العراق …

 

 

تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب “استاذ متمرس” في جامعة بغداد وهو لقب يمنح للمتفردين في تخصصاتهم وطول مدة خدمتهم , تقاعد عن التدريس في عام 1972م وهو في اوج عطائه العلمي، وتفرغ للتأليف والقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية ومنها معهد البحوث والدراسات العربية الذي كان مقره في بغداد , كانت معظم طروحاته التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة في بغداد، الامر الذي دعى بها الى التضييق عليه تدريجيا..

 

وتم سحب لقب استاذ متمرس المشار اليه ووصولا الى سحب معظم كتبه من المكتبات وحظرها على القراء بداعي ما اسموه “السلامة الفكرية” ،ومرورا بمحاولات تهميشه وافقاره ماديا وهو ما آل اليه حاله…

حيث مات في شهر تموز عام 1995م بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الاردنية وعلى نفقة السلطات الاردنية… وقد اقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف من حضر من المشيعين …

 

استفاد الوردي من طروحات ابن خلدون كثيرا واعتبره منظر حقيقي ودارس متمعن للمجتمع العربي في تلك الفترة، وكان ابن خلدون موضوع اطروحته للدكتوراه , وقد كان الوردي اول من دعا الى “علم اجتماع عربي” يدرس المجتمع العربي في ضوء خصوصياته الجغرا- ثقافية ، وانطلاقا من طروحات ابن خلدون , ركز الوردي على عامل البداوة وقيمه وأثرها في تكوين الشخصية العربية ..

 

من اهم أعمال الوردي:

لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ستة اجزاء في 12 كتابا , دراسة في طبيعة المجتمع العراقي , شخصية الفرد العراقي: بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث , وعاظ السلاطين, مهزلة العقل البشري, منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته , أسطورة الأدب الرفيع , الأحلام بين العقيدة والعلم, خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة.- هكذا قتلوا قرة العين …

 

أهم الأعمال التي كتبت عن الوردي أصدر حميد المطبعي، كتاب  عنوانه علي الوردي يدافع عن نفسه , ونشر سليم علي الوردي، كتاب بعنوان علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية، أما سعد البزاز، أصدر كتابا بعنوان علي الوردي , في الطبيعة البشرية، ونشر قيس النوري فى مجلة البحرين الثقافية عام (1997) فكر علي الوردي السوسيولوجي, و حميد الهاشمي، علي الوردي رائد الدعوة لعلم الاجتماع العربي، بحث منشور في مجلة شؤون اجتماعية الاماراتية، العدد 70، صيف 2001 م

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.