سياسي محنك ذو خبرات كبيرة :
تولى منصب وزارة الخارجية فى المملكة العربية السعودية ؛ فى ظروف غاية فى الدقة ؛ لاسيما بعد انتشار جحافل الإرهاب وفكره الأسود في أماكن عديدة بالمنطقة إضافة إلى توسع المد الشيعي في المنطقة العربية والذى وصل إلى حدود المملكة الجنوبية فى اليمن بعد تمرد الحوثيين على السلطة الشرعية وانقضاضهم على مقاليد الأمور باليمن ونشوب المعارك الحربية…
وأضف إلى تلك الظروف الدقيقة مرور المنطقة العربية بما يعرف بثورات الربيع العربي وما تبعها من توترات وقلاقل عديدة في معظم البلدان العربية ..
وما جعل فترة توليه لهذا المنصب الدبلوماسي الرفيع فترة مفصلية في عمر الدبلوماسية السعودية حيث تولى وزارة الخارجية بعد رحيل عميد الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل …
فقد عين عادل الجبير وزيرا للخارجية بالمملكة العربية السعودية ؛ في 29 إبريل 2015م وخلال فترة تعيينه كوزير للخارجية كانت المملكة العربية السعودية تقود ما يعرف بالتحالف العربي للقضاء على التمرد الحوثي في اليمن، حيث تعرض هذا التدخل إلى الكثير من الانتقادات والاتهامات…
وكان دائما يؤكد أنه من حق الحوثيين المشاركة في الحياة السياسية في اليمن كأي حزب سياسي ولكن ليس من حقهم أبدا السيطرة على الدولة ومقاليد الأمور بهذا الشكل غير الشرعي …
معتبرا أن سقوط اليمن في يد الحوثيين كارثة كبرى على المنطقة وترسيخ بؤرة كبيرة للإرهاب على حدود المملكة الجنوبية إضافة إلى تمدد البعد الشيعي بالمنطقة
ويحسب للجبير أنه خاض معركة سياسية وإعلامية كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب أحداث الحادي عشر من سيبتمر عام 2001 م حيث قاد الجبهة الدبلوماسية والإعلامية التي دافعت عن المملكة ضد تهم الإرهاب التي حاولت بعض وسائل الإعلام الغربية إلصاقها بها …
حيث إعتاد على الظهور بمختلف البرامج التليفزيونية الأمريكية لإظهار الحقائق للشعب الأمريكي وتوضيح موقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب ورفضها للفكر المتطرف وأيضا عمل خلال ظهوره في تلك البرامج التليفزيونية على توضيح الصورة الوسطية للإسلام الحنيف وتبرئة العرب من هذه التهم التي حاول البعض بالغرب الأمريكي وصمهم بها …
ويعد “الجبير” خامس وزيرا للخارجية في السعودية، حيث استلم منصبه كوزير خارجية في 29 إبريل 2015، وظل فيه حتى 27 ديسمبر 2018، حيث عين كوزير للدولة للشؤون الخارجية…
النشأة الدبلوماسية
ولد عادل الجبير في أول فبراير 1962 م في مدينة المجمعة التي تقع شمال مدينة الرياض وهو ينتمي إلى عائلة عريقة محافظة تمرست بالعمل الدبلوماسي والسياسي بمختلف المواقع لسنوات طويلة…
حيث عمل والده ملحقاً ثقافياً للسفارة السعودية في عدد من الدول العربية والأجنبية، وعمه محمد الجبير ترأس ديوان المظالم ثم أصبح وزيراً للعدل ثم رئيساً لمجلس الشورى، كما أنه عضو بهيئة كبار العلماء في السعودية؛ بالإضافة إلى أن عددا من أقربائه قد عملوا بالعديد من المناصب السياسية والدبلوماسية بالسعودية….
التعليم في عدة دول
نظرا لظروف عمل والده كملحق ثقافي للمملكة بالعديد من الدول فقد تلقى “الجبير” تعليمه في المراحل المختلفة فى هذه الدول مثل ألمانيا ولبنان واليمن…
وقد حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة شمال تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1982م
كما نجح ” الجبير” في عام 1984م بالحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في واشنطن…
وعرف عنه أنه يتقن عدة لغات أجنبية ومنها ” الإنكليزية والألمانية والفرنسية ”
مسيرته الدبلوماسية
عين عادل الجبير في عام 1986م مساعداً للسفير السعودي الأمير بندر بن سلطان في الدائرة الإعلامية في الولايات المتحدة ، وكانت تلك انطلاقته الأولى بالعمل الدبلوماسي …
وفي عام 1990م أصبح ناطق باسم السفارة السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية ؛ وظل في هذا المنصب حتى عام 1994م حيث أصبح عضواً بالوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة…
وكشف ” الجبير” عن وجهه الحقيقي كمتحدث إعلامي بارع فى المحافل الدولية ؛ ففي عام 1991م أثناء حرب الخليج الثانية ظهر كمتحدث باسم المملكة العربية السعودية، كما أنه في الفترة نفسها أصبح عضواً في الفريق السعودي في مكتب المعلومات المشتركة في منطقة الظهران خلال عاصفة الصحراء.1994-1995م
وتوج هذا النجاح والتألق الدبلوماسي بأن عين دبلوماسياً زائراً في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، في عام 1999م ثم عاد إلى السفارة السعودية في واشنطن وذلك للإشراف على إدارة المكتب الإعلامي في السفارة – آنذاك -…
ولثقة الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولى العهد السعودي وقتها فيه فقد تم تعيينه مستشاراً خاصاً للشؤون السياسية في ديوان ولي العهد …
ثم أصبح بعد ذلك مستشاراً في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير، حتى عام 2005م..
محطات فارقة فى تاريخه
من أهم المحطات الدبلوماسية والسياسية التي كشفت عن تألق ” الجبير” بالسلك الدبلوماسي وجعلته يبدو محلقا في سماء الدبلوماسية السعودية جهوده التي بذلها في أعقاب تفجيرات الحادي عشر من سيبتمرفى عام 2001 م بالولايات المتحدة الامريكية …
حيث قاد “الجبير” حملة دبلوماسية بالولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد تهم الإرهاب التي طالتها وأصبح يظهر بعشرات الساعات التلفزيونية ليحاول تقديم صورة جيدة للأمريكيين عن بلده…
هذا وقد عين “الجبير” سفيراً بمرتبة وزير للمملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية في 29 يناير 2007 م حتى 2015م خلال هذه الفترة ركّز “الجبير” على تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين كما أنه سعى إلى تحسين رفاهية المواطنين السعوديين الذين يعملون ويدرسون في الولايات المتحدة…
نجاحه فى تعميق التعاون مع أمريكا
نجح ” الجبير” بفضل نشاطه وعمله لفترة طويلة كسفير لبلاده لدى الولايات المتحدة الأمريكية ثم بعدها عمله كوزير لخارجية بلاده نجح بشكل ملفت في تقريب وجهات النظر السياسية بين الدولتين وخلق حالة من حالات التوازن بالعلاقات بينهما والاتفاق بالرؤى حول العديد من القضايا التي تهم البلدين ؛ من بين تلك النجاحات توقيع الجانبين العديد من الاتفاقيات العسكرية والتجارية والتكنولوجية ومن أهمها التعاون في المجال النووي لأغراض سلمية بالإضافة للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والتنسيق الأمني في مجال مكافحة الإرهاب…
كما وقع الجانبان العديد من الصفقات العسكرية، كان أبرز هذه الصفقات تطوير طائرة إف 15 إيغل التي تملك القوات الجوية السعودية عدد منها، بالإضافة إلى ذلك فقد تم شراء 84 طائرة من نوع إف 15 إيغل إس إيه… كما وُقعت صفقة تطوير نظام القيادة والسيطرة والاتصالات المعروف “c4i” بالإضافة إلى شراء السعودية بمليارات الدولارات لعتاد وأسلحة …
أهم تصريحاته الصحفية
تعتبر من أهم تصريحاته الصحفية ؛ تلك التي تناولت إيران ودعمها للحوثيين من أجل الاستيلاء على اليمن وتوسيع قاعدة المد الشيعي بالمنطقة ؛ حيث في أعمال منتدى روما للحوار المتوسطي صرّح “الجبير” أن الحوثيين استولوا على الدولة اليمنية بصورة غير شرعية…
كما أوضح أن للحوثيين حق المشاركة بالحياة السياسية في اليمن وليس السيطرة على الدولة، وقد صرح لصحيفة ديلي تلغراف أن من مصلحة بريطانيا البقاء على دعمها للسعودية وذلك لمنع سقوط اليمن بيد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران…
وفي مؤتمر ميونخ للأمن صرّح “الجبير” أن إيران هي الداعم للإرهاب في العالم، وأن إيران وميلشياتها تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة…
وبعد عدة أيام من مهاجمة البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران في عام 2016م أعلن “الجبير” في مؤتمر صحفي عن قطع العلاقات الدبلوماسية السعودية مع إيران وفي 5 يونيو 2017م أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق جميع المنافذ معها….
حيث صرح “الجبير” أنه منذ عام 1995م بذلت المملكة العربية السعودية وأشقائها جهوداً مضنية لحث السلطات في الدوحة على التقيد بالاتفاقات والالتزام بتعهداتها تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربي إلا أن ذلك لم يجد صدى لدى السلطات فى الدوحة …
إعفائه من منصبه
أعفي “الجبير” من منصبه كوزير للخارجية في 27 ديسمبر 2018م بأمر من الملك سلمان بن عبد العزيز وتم تعينه وزير دولة للشؤون الخارجية وعضو في مجلس الوزراء…