“طلال السعيد” أول من فتح نافذة الشعر على الصحافة والتليفزيون
من الممكن أن نطلق عليه راهب الشعر الكويتي ؛ الذى يقصده جموع الشعراء في السابق ليأخذوا منه صك الإجادة والاستماع إلى رأيه في أشعارهم ؛ فهو واحد من أهم الشعراء الخليجيين والعرب في هذه الحقبة لاسيما بمجال كتابة الشعر العامي ؛ ويحسب له أنه من أوائل الشعراء الذين أخلصوا للشعر وأفردوا له صفحة متخصصة بالصحف الكويتية لينشر فيها ثمار وزهور الشعر اليانعة له ولمختلف الشعراء ؛ إضافة إلى كونه كان سباقا في عمل برنامجا تليفزيونيا يختص بالشعر والشعراء …
استطاع أن يحفر لنفسه مكانا بارزا بين عمالقة الشعر بدولة الكويت ومنطقة الخليج العربي ؛ على الرغم من أن الساحة كانت تعج بالأسماء الكبيرة ؛ لكن موهبته وحضوره الشعري كان طاغيا وملفتا فاستحق الإشادة والتميز …
تمتع شاعرنا الكبير طلال السعيد ؛ بخلفية عسكرية ؛ حيث كان ضابطا سابقا في الحرس الوطني الكويتي ؛ وتدرج في الرتبة العسكرية في الحرس الوطني حتى وصل لرتبة رائد وتقلد عدة مناصب ثم أصبح مديرا للتوجيه المعنوي وبعدها مديرا لمكتب رئيس الحرس الوطني ؛ وهو عضو ثابت بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب…
بدايته كانت مع رحلة الشعر الكويتي منذ سن مبكرة ، حيث عاصر جيلين من شعراء الشعر الشعبي / العامي والذين أثروا بشكل واضح في تكوين شخصيته الشعرية، وسجل له التاريخ العديد من المساجلات مع الكثير من شعراء هذا العصر وخاصة في دولة الكويت….
وبرغم إخلاصه للشعر وعالمه ؛ إلا أنه قد خاض غمار تجربة العمل الصحفي ، حيث قدم مجموعة من المقالات في العديد من الصحف الكويتية والعربية واستمرت هذه المقالات لعدة سنوات، ثم اتجه بعد ذلك إلى العمل الإعلامي في التليفزيون الكويتي، ثم راح بعد ذلك ليطرق باب العمل الإذاعي بإذاعة الكويت …
واستطاع على مدار تاريخه أن يقدم العديد من البرامج الإذاعية بداخل دولة الكويت وبعض الدول الخليجية الأخرى، ولاقت برامجه استحسان الكثيرين، ويحتفظ تاريخه بشرف أنه أحد الأعضاء المؤسسين لديوانية شعراء النبط في دولة الكويت…
وقد خاض” السعيد” عدة انتخابات برلمانيه مرشحاً عن منطقة الجهراء وقد حالفه الحظ بالفوز مرتين في مجلس 1992 ومجلس 1996 و شغل عضوية ورئاسة عدة لجان في المجلس الأمة الكويتي من أهمها لجنة المرافق العامة ولجنة التعليم والإرشاد…
له العديد من المؤلفات الشعرية ومنها ” خفايا الروح ؛ دموع تبتسم ؛ صمت الوداع” ؛ وقد ألف موسوعة الشعر النبطي ؛ إضافة إلى إعداده ديوان لمحمد بن أحمد السديري …
ومن أبرز قصائده الشعرية ” باسم الكويت وشعبها وين ما كان ؛ قالت بدو ؛ ودعتـها واخـفيت عـنها دمـوعي ؛ ليش تزعل وانت ما تعرف ظروفي ؛ ودعــتهــــا والقــلب مـني جزوعـــي ؛ قالت علامك صار شعرك سياسي ؛ الـبارحه هـاجت عـلي الـتفاكير ؛ حسافه تحتـرق لبنـان بيـن القصـف والغـارات ؛ نعـم ياحبـي الأول نـعـم ياحـبـي الثـانـي “…