متابعة : طارق فتحى السعدنى
يوم وساعات قليلة تفصل صدام الكيلاني عن تحقيق رقمه القياسي على مستوى العالم، وفقا لما صرح به مدربه زكريا السيد، حيث يرغب الغواص الثلاثيني في الانتظار لنحو عشرة أيام ، لكن فريقه يعتبرها “مخاطرة غير محسوبة العواقب” ويكفي الإنجاز الكبير في حالة استمراره حتى غروب شمس غدا الأربعاء,
وبصدد هذا الشأن يقول زكريا السيد، مُدرب “الكيلاني” في حديثه: “صدام داخل المياه منذ 5 أيام، تتبقى له 30 ساعة فقط للوصول إلى الرقم القياسي المنشود، سعداء بأنه بصحة جيدة وروح معنوية عالية، ونثق في نجاحه “,
فى حين يذكر أن موسوعة العالمية للأرقام القياسية قد سجلت في عام 2018 أطول فترة غوص في المياة المفتوحة جينيس لمدة قاربت 142 ساعة و42 دقيقة، ولم يتمكن الغواصون في العالم من كسر الرقم حتى الأن ,
بخطوات ثابتة وبروح حماسية غاص الكيلاني، البالغ من العمر 32 عاما، في مياه مدينة “دهب” يوم الخميس الفائت ومن حوله عشرات الغواصين من فريقه، كما يسرد مدربه ,
وكشف السيد عن الاستعدادات المطلوبة لتنفيذ التجربة التي جرت منذ أشهر عديدة قائلا: “تدريبات عديدة لكيفية العيش داخل المياه لأيام عديدة، طريقة تناول الطعام والشراب في الأعماق، إعداد سرير بالأسفل للنوم وتجهيز بدلة غوص خاصة وجهاز تدفئة وإضاءة كافية في محيطه”.
وأضاف مدرب الكيلاني: “كان علينا جمع فريق كبير من الغواصين عددهم 22 شخصا لمراقبة حالته الصحية ومناولة الطعام وتهيئة الأجواء المناسبة له خلال مكوثه في أعماق المياه”.
وتابع: “الفريق مكون من غواصين مصريين فضلا عن سيدة عراقية وآخرى بولندية وغواص إنجليزي، وجميعهم تحمسوا للعمل بشكل تطوعي بدون الحصول على مقابل”.
وأردف قائلا: “منذ اللحظة الأولى للتجربة يتابع معنا 5 أطباء متخصصين في التغذية وأمراض الغطس والطب الرياضي والإسعاف الفوري وإجراء التحليلات على مدار 24 ساعة يوميًا وحتى الأن تسير الأمور بخير” ,
وفقا لمحمد الغنام، أحد المسؤولين عن تجربة الكيلاني، الذي لم يكن ليتحمس للأمر دون معرفته بالتجارب السابقة التي نجح فيها الغواص الثلاثيني ,
وأوضح أن الغوص لأطول فترة ممكنة في أعماق المياه خطوة لا يخوضها سوى المحترفين، وفق خطة دقيقة وإجراءات صارمة، وفقا ,
ويؤكد الغنام المسؤول عن مركز للغوص في دهب لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الكيلاني كسر الرقم القياسي لأطول فترة غوص في الشرق الأوسط منذ 3 أعوام، لكن طموحه لم يتوقف عند تلك الخطوة ,
وأضاف: “التجارب العديدة للكيلاني في أعماق البحر الأحمر منحته الكثير من الخبرة فضلا عن اجتهاده وتحليه بالصبر حتى يحصل على فرصته في كسر الرقم العالمي المُسجل في موسوعة “غينيس” العالمية ,
الجدير بالذكر أن مدينة دهب في سبتمبر عام 2017 شهدت نجاح الشاب الأسمر في البقاء لـ100 ساعة و20 دقيقة تحديدا وسعادته البالغة فور خروجه من المياه بتسجيل الرقم الأفضل على مستوى الشرق الأوسط <
وذكر بكر مدني، المُشرف على التجربة حينذاك: “إيمان الكيلاني بنفسه لا يُصدق، يتدرب ويحاول منذ 5 سنوات وفي 2017 كان الأداء مبهرًا، لم يكن يريد الخروج من المياه، أراد الغوص لساعات أطول لكننا حققنا المراد ورغبنا في الحفاظ على سلامته ,
وأستطرد مدني الحديث : “العملية معقدة للغاية، حسابات مُحددة لكافة التفاصيل، ماذا يأكل؟ ومتى تحديدًا؟ يراقب الغواصون المتواجدون مقدار فقدانه للسوائل وحجم الإجهاد الذي ينتابه، وتصل إلينا تقارير دورية لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنه”.
ونوه المسؤول عن تجربة الغوص في 2017 إلى أن الكيلاني تدرب جيدا على طريقة تناول طعامه في الأعماق قائلا: “نمده بأغذية على هيئة سوائل، ويمكنه أحيانًا تناول تفاحة أو شيكولاتة لمنحه سعرات حرارية جيدة”.
لافتا إلى أن لدى الشاب الرياضي هوس بالغوص، لا يتوقف الأمر على كسر الأرقام القياسية فقط، إذ احتفل بخطبته منذ شهرين من فتاة إسبانية داخل المياه، وفقا للغنام الذي يعمل رفقته منذ سنوات، إذ ارتدى الكيلاني بدلة غوص على هيئة بدلة احتفال وتمت مراسم الخطبة لنحو ساعة في أعماق البحر الأحمر.
وتطرق مدربه للحديث مرة أخرى قائلا: “يرسم أكبر لوحة تحت المياه، مساحتها 2 متر ونصف في 6 أمتار، ينشغل بها عندما يستيقظ، يُجري التمارين الرياضية أولًا ثم يبدأ في الرسم حتى الفجر”.
مؤكدا : قبل تنفيذ عملية الغوص تواصل الكيلاني وفريقه مع موسوعة جينس العالمية للأرقام القياسية، وكان الشرط الأبرز هو تصوير التجربة كاملة بكاميرتين بدون انقطاع، فقاموا بتوفير 10 كاميرات لتسجيل وتوثيق الحدث لحظة بلحظة، غير أنهم تعرضوا لأزمة طارئة.
وذكر السيد: “اشتدت حركة الأمواج نتيجة لوقوع (نوة) قوية في المياه، عرضت التجربة للخطر، وتسببت في عطُل بـ5 كاميرات، نتمنى مرور ما تبقى من عملية الغوص بسلام”.
مشيرا إلى يوم وساعات قليلة تفصل الكيلاني عن تحقيق رقمه القياسي على مستوى العالم، وفقا لمدربه، حيث يرغب الغواص الثلاثيني في الانتظار لنحو 10 أيام، لكن فريقه يعتبرها “مخاطرة غير محسوبة العواقب” ويكفي الإنجاز الكبير في حالة استمراره حتى غروب شمس غدا الأربعاء.
ويعتقد الغنام أن الجميع عمل بإخلاص وتفاني لنجاح التجربة، لأنها سُتنسب في نهاية المطاف إلى مصر، بعد اقتناص أحد أبنائها الرقم القياسي بموسوعة “غينيس” وبالتأكيد سُيلقي بظلاله على الترويج السياحي لجنوب سيناء ومتعة الغوص في مدينة “دهب”.