فتح لها والدها نافذة القراءة فإنطلقت إلى الإبداع :
“شيماء الوطني” تتبنى لغة السهل الممتنع
إعداد : فيفي سعيد
دخلت عالم القراءة والاطلاع من خلال مكتبة العائلة الخاصة والتي اسسها أبوها فالتصقت بالكتاب واهتمت بالقراءة ؛ وصادقت روايات لمشاهير أمثال فيكتور هوغو، ونجيب محفوظ ، ومحمد عبدالحليم عبدالله ، وجرجي زيدان وإحسان عبدالقدوس…
لتفتح عينيها على كنوز كثيرة ومتنوعة من المعرفة وهى في سن صغيرة ؛ ويبدو أن الجينات الفنية والإبداعية قد انتقلت إليها من الوالد الذى كان يعمل مصورا فوتغرافيا…
ودائما تقول : مفيدة اللحظات التي كنت أشاركها مع والدي وهو يقتنص الصور الفوتوغرافية التي أخذتني إلى عمق الحكاية وبدأت معها أستشعر متعة القص ولذة الفكرة حين تصاغ …
معتبرة أن والدها كان هو من يغذي في روحها شغفها نحو الكلمة ، فلم يتردد بإدراج اسمها ضمن المشاركين في مسابقات مركز سلمان الثقافي لكتابة المقال والقصة…
وكانت الأديبة البحرينية شيماء الوطني ؛ هي الطفلة الوحيدة التي يرافقها والدها في يوم المسابقة، ويظل ينتظرها لساعات طوال خارج القاعة على كرسيه المتحرك…
بعد انتهائها من الدراسة فى المرحلة الثانوية ؛ كان يتجاذبها صراعان ؛ إما أن تدخل كلية الهندسة وتصبح مهندسة ناجحة ؛ وإما أن تصبح كاتبة وأديبة شهيرة كما تلح عليها موهبتها ؛ وبعد تفكير عميق قررت أن تصبح مهندسة تكتب ؛ فدخلت كلية الهندسة ولم تترك حلم الكتابة فكانت ترسم بالكلمات فى رسوماتها وتخط الحروف بمهارة هندسية واضحة …
وفي الجامعة، كانت محطتها الهامة حين التقت بـإلهام رجائي، رئيسة تحرير مجلة الحياة الهندسية التي كان يعمل على تحريرها طلاب جمعية كلية الهندسة…
ثم انخرطت في صياغة وتحرير وكتابة المواضيع والتحقيقات، كأي صحافية متمرسة ؛ فقد طرقت باب الصحافة من خلال بريد القراء وعلى مدى سنوات كتبت العديد من المقالات والقصص التي نشرت في صحف ومجلات محلية وخليجية.
وقد تربعت “الوطني” على عرش المدونات ؛ حيث حصلت على المركز الأول لقائمة مدونى البحرين ؛ وقد فتح ذلك لها آفاقا عدة لإشباع شغفها للكتابة، كما أنه عرفها بعدد كبير من الكتاب على امتداد الكرة الأرضية وأسس لصداقات متينة مع هؤلاء المبدعين .
ودائما ما تقول أننى لن أترك الكلمة مطلقا ؛ فأنا وهى ملتصقان ولن نفترق ؛ حيث اينما أكون أفتش فيما حولي عن أى مشهد أو شخصية يصوغ عقلي منها ثمة حكاية
وقد حصلت ” الوطني ” على جائزة الشارقة الثقافية فى دورتها الأولى ؛ عن روايتها ” المطمورة”.
وقالت عن ذلك أن روايتها الفائزة تبنت لغة سلسة غير معقدة وابتعدت عن اللغة المتكلفة ولم تغرق فى الاسهاب غير الضروري ؛ وأحداثها تدور في فضاء متخيل لا يحدده لا زمان معلوم ولا مكان معيّن ؛ وفيها مجال واسع مفتوح أمام القراء لتأويل أحداثها كلٌ بحسب ثقافته وقراءته للرواية…
وقد أعربت ” الوطني ” عن سعادتها بتلك الجائزة ؛ لأنها جاءت لها عن أول عمل روائي تكتبه ؛ إلى جانب أنها المرة الأولى التى تكرم فيها خارج حدود بلادها البحرين…