منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
فنون وثقافة المشاهير

شعر إبراهيم موسى النحاس : دراسة في سيميائية العنوان

01/ أغسطس /2021
avatar admin
148
0

شعر إبراهيم موسى النحاس : دراسة في سيميائية العنوان

عيسى الماروك 

 

تنبني علاقة القارئ بالكاتب أساسا على مبدأ واضح و قويم وفق أوجه الاختلاف و نقاط التلاقي في الأفكار بين الكاتب والقارئ ,ويعدّ العنوان أول ما يشدّ المتلقي للغوص في الكتاب لأنه كنص صغير ، هو أول اتصال بين القارئ والكاتب، وبالتالي فإن عتبة العنوان تسهم في نسج العلاقة الناشئة بينهما ,ولأنه كثيرا ما يجلب الشهرة أو الكساد للكتاب , فقد حيّرت صياغته الأدباء و الشعراء, ومن هذا المنطلق أولته الدراسات السيميائية العناية بوصفه عتبة قرائية مهمة في سبر أغوار النص. 

وقد وقع الاختيار على المنهج السيميائي لما يتوفر عليه من كفاءة إجرائية ،إذْ يمكّن من كشف بنية العنوان الدلالية و اختراق سطحه، بالإضافة إلى الاستئناس بالمنهج الوصفي التحليلي وقد اتبعنا خطة مكونة من فصلين :

الأول منهما موسوم بــ” بين السيميائية و العنوان “يتضمن مبحثين: الأول تناولنا فيه :المرتكزات المعرفية للسيميائية من خلال تعريف السيميائية في المعاجم قديما وحديثا, وخصائص المنهج السيميائي ومجالاته , والمبحث الثاني خصصناه للعنوان : ماهيته وتطوره ووظائفه وعلاقته بالنص، أما الفصل الثاني الموسوم بـ: ” العنوان عتبة استهلالية: دراسة في دواوين إبراهيم موسى النحاس” فشمل ثلاثة مباحث: الأول يتناول العنوان بوصفه بنية تواصلية وعلاقته بالنصوص الموازية و الثاني العنوان الرئيس وأبعاده الدلالية باعتبار نصا مستقلا لغويا وتركيبيا وحتى دلاليا أما المبحث الثالث فخصّ للنص/العنوان أو العنوان الموسع، وأخيرا تأتي الخاتمة.

 

وقد توصلنا إلى النتائج التالية :

– من خلال ما سبق يمكن القول أنّ علم العنوان(LaTitrologie) بدأ يخطو خطوات عملاقة في الوطن العربي من خلال الكتب و الدراسات الأكاديمية وحتى البحوث المحكمة التي تصدر في مختلف المجلات وبناء على ذلك نخرج بالاستنتاجات التالية : 

– رغم الاختلاف في تعريفات السيميائية واختلاف المصطلحات إلا أنها أجمعت على أن اللفظ يدل على العلامة ، وإن بقي المفهوم عائما وغامضا أحيانا ومتداخلا أحيانا أخرى.

– يعتبر العنوان نقطة التلاقي بين الشاعر والنص والمتلقي ، يفصح عن المتن ويفصح عنه المتن .

– تختلف العناوين باختلاف وظائفها من : وظيفة تعيينة ، ووظيفة لغوية واصفة ، ووظيفة إغرائية ، وأحيانا تجمع بين هذه الوظائف وظائفها

– من خلال دراسة عناوين دواوين الشاعر “إبراهيم موسى النحاس” لمسنا من المتعة الأدبية والجمالية الشيء الكثير , كما أن شعرية المبدع مستمدة من واقع الحياة اليومية, فهو متألم لواقع المجتمع من جهة , ومن جهة أخرى متفاءل بمستقبل مشرق وواضح ذلك من خلال عناوين قصائده ومضامينها .

– تعددت العنونة المستخدمة في دواوين الشاعر : من كلمة مفردة إلى مفردتين إلى جملة تامة 

– من خلال استنطاقنا لعناوين الدواوين الثلاثة “محل الدراسة” لامسنا براعة في صوغ الجمل العنوانية واستظمار المضمون فيها معتمدا على خاصيتي الحذف والاقتصاد اللغوي.

– اعتماد الشاعر على الجملة الاسمية كمكون عنواني بارز يبرز دلالة واضحة هي الاستمرارية والثبوت مما يؤهله إلى إقامة مسافة مائزة بينه وبين المتن.

– توظيفه للجملة الاسمية نابع من تأكيده للطابع غير الشخصي للعبارة ،وعدول عن الزمن الفيزيقي ،وجنوح إلى اللغة التأملية الخالية من النزعة الانفعالية ،مما يؤكد وعيه بالكتابة.  

– الشاعر اختار عناوين دواوينه بعناية فائقة، جعلت منها مدخلا أوليا للولوج إلى النصوص وسبر أغوارها لا من خلال أفق التوقع التي تفتحها فحسب، و إنما جعلها ترافق المتلقي والقارئ كنصوص موازية تتقاطع مع المتن .

– براعة المبدع في توظيف العتبات القرائية الأخرى ( الغلاف والإهداء والاستهلال) وتعالقاتها مع العنوان الرئيس 

– نزوع الشاعر إلى إستراتيجية القصيدة /العنوان من خلال اختياره لقصائد بعينها ليكون عنوانها عنوانا للديوان ككل من خلال الترابط الدلالي بينهما من جهة ومن جهة ثانية لاختزالها لمضامينه ومدلولاته.

– أخيرا تبقى الدراسة العنوانية مشروعا مستقبليا ، يشتغل فيه على المستويين النظري والتطبيقي ، تتضح فيه الأسس والآليات النموذجية لتكريس ” نظرية العنوان ” .

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11326

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.