admin 
إعداد : سامي دياب
عرفت العرب الصالونات والملتقيات الثقافية والأدبية منذ القدم ؛ فى عصر الجاهلية ما قبل ظهور الإسلام ؛ متمثلا فى أسواق عكاظ ومجنة وذي المجاز؛ وكان أشهرها على الاطلاق هو سوق عكاظ ؛ والذى تعود بدايته إلى 501 للميلاد ؛ و التى كانت تأتيه العرب فى الجاهلية لمدة 20 يوما من أول ذي القعدة ؛ يبيعون فيه البضائع ويلقون القصائد إلى يوم 20 من الشهر، ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الاواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها.
وفى العصر الحديث لجأ الشعراء والأدباء والمثقفون إلى اقامة تلك الصالونات الادبية لتكن محفلا يضمهم ويضم ابداعاتهم الشعرية والأدبية كافة.
وذلك فى عدم وجود وزارات متخصصة للثقافة آنذاك ؛ ومن أشهرالصالونات الثقافية فى العصر الحديث ؛ الصالون الأدبي للأديبة اللبنانية الأصل مي زيادة، صاحبة الصالون الثقافي الذي ظل لأكثر من ربع قرن منارة ثقافية تجتمع فيها رموز الفكر والأدب أسبوعيا كل ثلاثاء.
وظهرت العديد من الصالونات الأخرى، والتي حاولت العمل بعيدًا عن الروتين والرسميات، وإعادة تقييم المشهد الثقافي، من خلال الخروج بمقترحات نوعية تساهم في تصحيح مسار السياسات الثقافية الرسمية التي تنتهجها وزارة الثقافة بمؤسساتها وقطاعاتها.
وعلي الرغم من إيقاع الحياة اليومي المزدحم، إلا أن حرص المنشغلين بقضايا الفكر والثقافة علي حضور تلك الصالونات يكون بمثابة مساحة للتشاور، وإبداء الآراء فيما يتعلق بأزمة الصناعة الثقافية في مصر.
تعد الصالونات الثقافية من أبرز النشاطات التي يحاول المثقف من خلالها مناقشة القضايا والتطورات التي يمرّ بها المجتمع، ليساهم بشكل أو بآخر في خلق الوعي المناسب للمرحلة، وتنمية القدرات والمهارات الإنسانية، واكتساب مهارة الاتصال والحوار، وتبادل الخبرات وتنمية القدرات العقلية، وإجادة التحليل للمواقف الحياتية، وممارسة الهوايات الثقافية والفنية، وتكوين أصدقاء يتشاركون في نفس الاهتمامات والميول.
