بقلم : فيفى سعيد
إلى روح أبي وعمي
ثلاثون عامًا بكل مرارتها وحلاوتها أحيانًا ،لكن ظلت هناك منطقة مظلمة لا يجرؤ أحد على الإقتراب منها .ثلاثون عامًا مرت وأنا أذكرها لحظة بلحظة، ابتسامتك، وهمساتك ، أنفاسك وأنت تمر بين حنايا صدري .
أنس شيئا قط ، لحظات عابرة تمر عبر شريط السينما وكأننا فى عرض لا ينتهي لتبدأ أولى حلقات الجزء الثاني من المشهد ، كواليس لا نعلم عنها وراء برفان المسرح ، إضاءة خافتة ودماء تضخ فى خراطيم تبدوا أنها مغلقة ، ومشارط لا تقوم بعملها جيدًا ،ووراء الباب مشاهد متناثرة لأناس قد يبدون من إنفعالاتهم إنهم من دمائك وربما بعضهم ينتظر خروجك ويجهلك ولكنه يدعو عله ينال دعوة مثلها بعدك ،فى حين أنك لم تنتظرنا لنقوم بمراسم الدعاء، أتممتها وحدك كاملة بمنتهى الأنانية وتركتنا لندعو لنا كي يطمئن قلبنا وأنت تضحك ، ذهبت على سفينة تحملها ملائكة لنلهث وراءك ثانية وفلاش باك لمشاهد فى أول كواليس الفيلم بجزئه الأول ، مفارقة عجيبة بينكما ، لماذا تتعمدوا أن تنكئوا الجرح بنفس الطريقة واخترتم نفس المشهد فى مسرحية سخيفة؟
لأرى أمهات ثكلى وأطفال لايروا من معالم الدنيا سوى ضحكة؟
لماذا اخترتم فراش غير فراشكم لتكون النهاية؟
ولماذا لم تطلبا جرعة ماء وبعض من الأدوية العقيمة ربما كانت الجروح ضمدت؟
لماذا زرعت بذور الحب والبراءة والطيبة هاهنا واقتلعتها فجأة لتزرعها فى أرض أخرى؟
نفس المشهد لنفس الإجابة هي الأرض التى لا أبغى سواها .
ها هنا الصمت ، هاهنا الألم ، ها هنا فقط الفراغ وبعض من دقات قلب تخشى أن تنام . فنم هانئًا قرير العين ولك الله ولنا الصبر والسلوان.
سلام من هنا لأبي وسلام من هنا لك أنت ، وسلام من طرقات المدينة التى إفتقدتكما ولن تتعطر بخطاكما.