منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
واحة الإبداع

سقوط متكرر

17/ نوفمبر /2020
avatar admin
289
0

 

 

قصة قصيرة : رجب حسين

كماء مطر تمزق تحت اطار سيارته . القاها جانباً دونما اهتمام ..
اقترب عمرها من نهاية نصفه الأول وكذلك تلك الليلة الصائفة ..
وفي وسط ذلك الكوبري العتيق وسط القاهرة وجدت نفسها محتضنة سياجه مختبئة من أعمدة الإنارة بعمود فقد ضوءه عمداً وبين يديها بقايا الخطيئة .
تنظر إلى موجات النهر في تمايلها الحزين ولا ترى إلا ذاك القطار الذي هربت به من برائتها ….
ووردة تحلم بمن تهديه عبيرها …. فتلقيها الأمواج إلى تلك الصخور المتحجرة فتحطم ما كان بها من أحلام وتتقاذفها ككرة مقطعة على قارعة الطريق .
تتأمل الموجات ترسم خيالات الحقول التي كانت تداعب فراشاتها وهي صغيرة …..
وجه حبيبها الذي أهدته روحها على طبق من الرضا فألقى بها عند أقرب صندوق قمامة .
يترامى إلى مسامعها نفس تلك الكلمات التي ذبحتها تقال لأخرى تتناثر فوق جدار قلبها نبضات من الجحيم تذيبه
وصوت زفاف في سفينة متلألأة قادمة تمر أسفل منها .. قتسعد الجميع إلا هي ..
تنتظر مرة أخرى ليهدأ الجميع فتنفذ القرار الذي جاءت من أجله هذه الليلة وقد همت به …
حينها أفزعها مكبر صوت ينادي ” صوتك أمانة ….. انتخبوا رجل البر والتقوى ” …
فتتراجع ليس لينقذها ذلك الرجل ولكن ليمر ذلك الموكب …. فتعود مرة أخرى لم هم بها …
ويستوقفها شيخ تجره لحيته وامرأته تجر ورائها اسدالها وقد أحكم إغلاق عالمه عليه بسور يظنه الدين ..
لم تعبأ به كثيراً فلم يعبأ هو بمثلها يوماً ..
وتسترق النظرات لتكتب مصيرها ولو لمرة واحدة ….
سيارات كثيرة مرت من جانبها … تلك تسبح بحمد المبادئ لأجل النائب فلان وأخرى ترقص على هوى عشق الكرة وتغني لفريق كذا وأخيرة تبحث عن هوى تهوي به في جحيمها ……
وفجأة تلقي بكل هذا خلفها فتتسلق السياج الحديدي هاربة من نارها كما تظن فتلقي بنفسها محتضنة خطيئتها إلى ذلك النهر الذي عشقته عمرها كله ولم يعبأ بها يوماً …
وبعد لحظات قليلة تأتي أخرى لتقف في مكان الأولى متعلقة بذراع أخر ويلتقطا معاً صورة شخصية ….
قبل أن يذبحا معاً عبيرهما في مكان ما .

 

الوسوم
عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11027

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.