رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء .. ننطلق برؤية طموحة ورسالة واضحة
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، أن المملكة اليوم تنطلق برؤية طموحة ورسالة واضحة منبثقة من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، لمشاركة وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين، لتسخير إمكانات هذا القطاع لخدمة الإنسانية.
وقال سموه في كلمته التي ألقاها خلال رئاسته أمس الأول أعمال الاجتماع الأول لـ«قادة اقتصاد الفضاء 20» ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة بالتزامن مع رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، بمشاركة رؤساء وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين قال إن خادم الحرمين الشريفين ليس بعيداً عن قطاع الفضاء، فقد كان قريباً من المهمة الأولى التي شارك فيها فريق علمي سعودي فاق عددهم 30 عالماً ورائد فضاء، في رحلة الفضاء الأولى للعرب والمسلمين عام 1985، وتختزن ذاكرة العرب والمسلمين والسعوديين الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وشاركه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالمركبة، ولا يزال خادم الحرمين الشريفين مهتماً بمجال الفضاء ودافعاً لمواكبة المملكة للتطور في قطاع الفضاء، كما عاصر، يحفظه الله، مراحل التنمية الكبيرة في المملكة عبر العقود الماضية، ويقود -رعاه الله- اليوم التقدم الذي نعيشه في مجالات عدة، مشيراً إلى أن المملكة، ومن خلال رئاستها لمجموعة العشرين، تركز على الهدف العام «اغتنام فُرَص القرن الحادي والعشرين للجميع»، والمتضمن ثلاثة محاور رئيسة: تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاقٍ جديدة.
وأوضح سموه أن اقتصاد دول مجموعة العشرين يصل لـ70 تريليون دولار ويمثل 85 في المائة من حجم اقتصاد العالم، وحجم اقتصاد الفضاء في العالم يصل لنحو 400 مليار دولار عام 2019 تستحوذ دول مجموعة العشرين على 92 في المائة منه، ويتوقع أن ينمو هذا الاقتصاد ليصل إلى 1.1 تريليون دولار في عام 2040 و 2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.
وقال إن المملكة ومنذ تأسيسها وهي منفتحة على الدول الأخرى بحكم مكانتها الاقتصادية، وموقعها الجغرافي المميز، وعمقها الحضاري، واحتضانها لمقدسات الأمة الإسلامية»، موضحاً أن المملكة ركزت ثرواتها في بناء الإنسان وتطويره والاستثمار فيه، وتملك اليوم ميزة تنافسية تتمثل في الطاقات البشرية المؤهلة التي استثمرت فيها الدولة منذ عدة عقود عبر برامج ابتعاث لأهم الجامعات حول العالم، وتأسيس جامعات سعودية ومعاهد متخصصة، أنتجت الآلاف من المميزين في مجالات العلوم المختلفة، وإن المملكة تؤمن بأن الاستثمار في البشر والعلم والتقدم في العلوم هو الاستثمار الحقيقي، وكل ما حصل لبلادنا من تقدم تم على يد أبنائها وبناتها، ورهاننا المستقبلي عليهم مع الانفتاح للتعاون مع الجميع والاستفادة من كل تقدم، مشيراً إلى أنه ورغم أن الهيئة السعودية للفضاء تأسست عام 2018، إلا أن علاقة المملكة بالفضاء تعود لعقود أبعد وحققت شراكات مهمة ومهام فضائية وبحثية مبكرة ومستمرة في ذلك.
أن المملكة في حراك دائم نحو التطور والنمو وتلتزم بقيمها وعلاقاتها المتوازنة عالمياً، ولها استشرافات مستقبلية جعلت منها إضافة مهمة في كل مجال تشارك فيه، وقد حرصت مؤخراً على تطوير العمل في قطاع الفضاء من خلال تأسيس الهيئة السعودية للفضاء التي سيكون لها مكاسب إيجابية لقطاع الفضاء على المستوى العالمي.
والمملكة بادرت ضمن مسيرتها لتطوير عدد من القطاعات التنموية، ولجمع جهوده الممتدة لما يقارب الأربعة عقود في مجال الفضاء لتأسيس الهيئة السعودية للفضاء في عام 2018 بهدف تنظيم كل ما له صلة بقطاع الفضاء وتطويره، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للفضاء، المتوقع إقرارها قريباً من الدولة، كما تعمل المملكة على تأسيس شركة وطنية واقتراح تأسيس صندوق متخصص للاستثمار في الابتكار والمؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة مجالات الفضاء.
وأضاف سموه «سنعلن قريباً عن الاستراتيجية الوطنية للفضاء بعد إقرارها من الدولة، والتي تتضمن مشاريع طموحة وواقعية تليق بمكانة المملكة وتؤكد التزام المملكة بالاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي المهم».
وأبرز سموه بعضاً من ملامح الاستراتيجية الوطنية للفضاء التي تقوم على عدد من المشاريع في محاور متعددة، وتعتمد على ممكنات منها، إنشاء شركة متخصصة في الفضاء، وتأسيس برنامج تمويل للمشاريع الناشئة والبحثية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الابتكار.
وقال: «سنبني على تجربتنا في بناء قطاع اقتصادي جديد في المملكة (قطاع السياحة والتراث الوطني) حتى تحول إلى قطاع رئيس في اقتصاد المستقبل للمملكة، للانطلاق بتأسيس قطاع اقتصادي آخر هو قطاع الفضاء في المملكة، ومثلما عملنا مع وزراء السياحة في دول مجموعة العشرين، قبل عدة سنوات حتى تحولت مواضيع السياحة إلى أحد أهم مجموعات العمل في اجتماعات دول مجموعة العشرين».
وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أن قطاع الفضاء يحظى باهتمام متنام لدى الدول العربية، معرباً عن سعادته بإنجاز رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في مهمته بمحطة الفضاء الدولية العام الماضي، مشدداً على أهمية التعاون الدولي لحث أنشطة اقتصاديات الفضاء في المجالات أعلاه، معرباً في الوقت نفسه عن تمنياته بالنجاح لوكالة الفضاء الإيطالية التي طلبت استضافة هذا الاجتماع ضمن رئاسة الجمهورية الإيطالية لمجموعة العشرين العام المقبل 2021، ووكالة الفضاء الهندية على استضافته بحلول عام 2022 بالتزامن مع رئاسة الهند للمجموعة، متمنياً أن يخرج هذا الاجتماع بالنتائج والتوصيات التي تحقق الأهداف المرجوة، وبما يسهم في بناء أمل جديد ومستقبل واعد خدمة للإنسان وبناء الأوطان.