منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
مقالات وآراء

رؤى …. الفوضى الخلاقة.. تفتيت وهدم لا بناء: متى نعيد التوازن لمجتمعاتنا؟!

08/ نوفمبر /2020
avatar admin
87
1

سبق ونشرت ؟!

 

كيف نتقرب من شعوبنا كقادة لإنقاذ ذواتنا ومواطنينا من تبعية هذه الفوضى؟

 

 

  السبت 19 صفر 1430هـ – 14 فبراير2009م – العدد 14845

فوضى عارمة تشمل كل شيء.. لا ترحم ولا تستثني.. لا يهمها أفرادا أو مؤسسات أو حكومات فوضى تجتاحنا في كل تفاصيل حياتنا اليومية في البلدان العربية فلا يمر يوم إلا ونسمع أنين الناس، في العراق والصومال والسودان وبقية البلدان العربية، ونقرأ فوضى الكتابات في كل من ليبيا وسوريا والدوحة وغيرها.. وباختصار المؤشر أحمر في كل بلداننا العربية والأسعار مرتفعة لا تتناسب مع دخل الفرد، يقابل ذلك الثراء الفاحش والفقر المدقع وكثرة حالات البطالة والمخدرات والرشاوى وتجاوز الأنظمة والقفز على الحقائق وتعطيل المصالح وسوء الإدارة، باختصار فوضى في كل مكان.. والأخطر من ذلك انهيار القيم والمبادئ المقدمة الأولى لكل الانهيارات..

فوضى على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهذا يقودنا الى توجيه (صرخة) للساسة والشعوب العربية.. ويحكم من فوضى الأمريكان «الفوضى البناءة» التي تعني استخدام الأدوات المتاحة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وعلى رأسها الاستخبارات، فهل نقبع خلف تحليلاتنا الرافضة لفكر المؤامرة وغيرنا يجيش فكره ورجاله وعتاده وينادي بمبتغاه على الملأ ويشنف أسماعنا به ونلمس نتائج خططه ونكتفي بالنقاش أو بحشر الرأس أسفل الوسادة مثلما تفعل النعامة برأسها في صحارينا، انهم قوم يخططون ولديهم وزارات وقطاعات شتى تشارك في التخطيط والتنفيذ ويعملون على إيجاد حالة من السيولة والمرونة والتغير والتبدل في الأوضاع السياسية والاجتماعية وهذا ما أشار إليه الدكتور محمد يحيى مؤكدا أنه قبل كل عمل لابد من صنع آلية سهلة التنفيذ ذات فكر مخطط وثبات لا تخدم مصالح دولنا، على أمل أن تؤدي إلى ظهور أوضاع جديدة تخدم مصلحة (الفوضى الخلاقة) أو البناءة.

ياسادة ياكرام هذا المصطلح أدرجته الإدارة الأمريكية في سياق سياستها في المنطقة وتم التأكيد عليه من كل المسؤولين الأمريكيين وآخرهم كونداليزا رايس وهي تدلي بحديث لصحيفة الواشنطن بوست عندما قيل لها أن التفاعلات التي تموج بها هذه المنطقة من العالم لا تترك مجالا آخر سوى للاختيار بين الفوضى أو سيطرة الجماعات الأسلامية على السلطة ولن تؤدي إلى انتصار الديمقراطية!

والحقيقة أن الفوضى البناءة هو ذاته عنوان أو مصطلح استخدمته بريطانيا العظمى بعد الحرب العالمية الأولى «فرق تسد» لإحكام قبضتها على الشعوب في مصر والسودان والعراق واليمن ودول الخليج العربي بالإضافة إلى الهند وباقي الدول التي تعرف اليوم بالكومنولث، حيث تقول الكاتبة تمام ظاهر: لم يتردد البريطانيون في إشعال حروب داخلية وعمليات تفتيت منهجية تستهدف الشعوب المحتلة لتحويلها إلى كيانات مهجرة!

وقد طرح الأستاذ توفيق أبوشومر سؤالا بمناسبة رواج هذا المصطلح، منوها بمقولة ميكافيللي ثعلب السياسة المتوفى عام 1527م وعميد المدرسة التي تعرف سياستها بأنها «فن الخداع والغش» حيث يقول في كتابه «الأمير»:

الشجاعة تنتج السلم

والسلم ينتج الراحة

والراحة يتبعها فوضى

والفوضى تؤدي إلى الخراب

ومن الفوضى ينشأ النظام

والنظام يقود إلى الشجاعة

وكذلك قوله: «الدين خير وسيلة لتعويد الناس المفطورين على الشر للخضوع للقانون، فعلى «الأمير» أن ينشر الدين ويظهر بمظهر الورع، وهذا أفضل من أن يتصف بالأخلاق الحميدة».

وهو بلاشك استفاد من مقولات سابقيه مثل أرسطو الذي نصح أهل آثينا بقوله: «لابد أن تكونوا متدينين لأن في بلادكم معابد كثيرة».

والمؤكد أن هذا المصطلح المدروس من قبل الأعداء إذا كان ظاهره للبعض الرحمة فإن باطنه العذاب والويلات لكل شعوبنا فأفيقوا فالفوضى لن تكون يوما بناءة بأي شكل من الأشكال فهي هدامة إلا اذا كان البناء لصالح أمريكا وأمريكا فقط!

إنهم يريدون تحقيقها وعندما تصل الأزمة إلى عنفوانها وأوجها وتشتكي الشعوب من لهيب نارها وما تطاير من شرارها تتدخل أمريكا من أجل إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح باستخدام مفاهميها الاستعمارية.. وباختصار إذا نظرنا إلى ما وراء الحرف نجد أن استخدام الفوضى غطاء ممتاز للتدخل الامريكي الأشمل والأعمق والأخطر في بلداننا.. بتغيير النظام والحكام وفرض الديمقراطية بالقوة!

وهذا القول هو ما شهد به أصحابه إذ يقول الباحث الأمريكي مايكل ماكفيل أنه لم يعد في وسع الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على الوضع الراهن فهي تسعى إلى التغيير ويجب أن تكون المهمة عدوانية بطبيعتها.. وحدد مايكل خطوط الفوضى البناءة التي يجب اتباعها في الشرق الاوسط وهي:

أ – التزام الإدارة الأمريكية ب (مبدأ الحرية) والترويج لها وتوسيع الحريات الفردية وإزالة المعارضين لها سواء كانوا افرادا أو منظمات.

ب – يجب أن يتضمن المصطلح معنيين هما التدمير والبناء.

ومن أخطر النتائج المتوقعة لهذه الأستراتيجية الأمريكية ما ذكره الأستاذ علي حسن باكير وهو خطر الحرب الأهلية وأزمة مؤساسات الدول الرسمية والأزمات المالية والاقتصادية وشرها أزمة (الهوية والموقع) واضطرابات نفسية وقلاقل اجتماعية. وهناك من يرى أن الهدف الحقيقي من سياسات الولايات المتحدة ومشروعها في العالم العربي هو القضاء نهائيا على مفهوم العروبة لأن العروبة في نظرها أخطر من الشيوعية ومن الإسلام قبل بروز مصطلح الإسلام الأصولي الحديث.. ووضع الشعوب تحت السيطرة والهيمنة ويبدو أنهم نجحوا في مساعيهم غير الحميدة.. فعمت الفوضى كل مكان وغاب البحث العلمي والمقال الهادف وقمعت بعض الأفواه وتدخل المشرط للنيل من مقالات المنصفين الذين لا يرفضون الديمقراطية كنهج يدعو للخير.. ولكن لتطبيقه وتفصيله ليتواءم مع المصالح الأمريكية فقط…

كيف نتعامل مع الفوضى البناءة.. ياقوم؟

كيف نتقرب من شعوبنا كقادة لإنقاذ ذواتنا ومواطنينا من تبعية هذه الفوضى؟

هل فكرنا وتوقفنا قليلا للتفكير بمستقبلنا؟

من خلال مقولة حقيقية وثابتة للسياسة الأمريكية «أمريكا ليس لها عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما هناك مصالح دائمة».

وصدقوا فيما قالوا لأن ذلك أثبته تاريخ هذه الدولة والأمثلة في ذاكرة الجميع!

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11242

تعليق واحد على “رؤى …. الفوضى الخلاقة.. تفتيت وهدم لا بناء: متى نعيد التوازن لمجتمعاتنا؟!”

  1. مقال رائع تنبأ بكل شئ قبل وقوعه .. ربنا يعطيك العافية أستاذ صبار

    رد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.