حصلت هذه القصة لرجل من قبيلة بني عطية وهي تدور حول اكرامه لصقر ضائع.. وكان هذا الرجل كبيراً في السن وضريراً في نفس الوقت يدعى (حمود العطوي) يجلس في بيته بالبادية ويحتسي قهوته واحفاده من حوله.. فإذا هم يخبرونه بوجود طير حر على بيتهم فقال الجد: أمسكوه واحضروه.. وعندما أخذ الشيخ يتلمس أجنحته وظهره وجد عليه (المسباق) فعرف بأن هذا الطير صقر حر وأنه تاه من صاحبه ولمس الدمع يذرف من عينيه فتأكد أنه جائع.. فأمر أحفاده أن يذبحوا خروفاً اكراماً لهذا الضيف الذي حل عليه فقدم له الخروف مذبوحاً وبعد ذلك حضر صاحب الطير فوجد طيره معززاً مكرماً فشكر الشيخ على ما قام به وذهب وقد أخذ يقص لكل من قابله قصة الشيخ واكرامه للصقر حتى وصلت إلى مسامع الأمير سليمان التركي السديري رحمه الله (أمير منطقة تبوك في ذلك الوقت) وقد طلب من رجاله التأكد من صحة القصة.. واعطاء الشيخ مكافأة مالية وناقة من ابل الأمير.. كما طلب الأمير من الشاعر محمد بن عاصي أن يقول قصيدة في هذه المناسبة وقد قال الشاعر محمد بن عاصي هذه القصيدة على لسان (حمود العطوي مستضيف الصقر):
أنا اسألك يا حمود يا مضيف الطير
وش ضيفتك للطير ياوي ضيفه
الله واعلم ما تعرف المخاسير
تذبح طلي للطير كله عليفه
الناس بالطليان تجمع دنانير
وتذبح لطير بالخضيرا شخيفه
قال اسمع الجواب ماهي معاذير
حنا نعرف اثقالها والخفيفة
لاشك ضيف الله ما عنه مذاخير
انا ضيفت الطير ما به مخيفه
ذبحت له كبش الغنم بالخناجير
ياكل منه الين يأتي عريفه
ضيفك وجارك بي علو الأساطير
عنهم حديث منزلا بالصحيفه
طيرا حداه الجوع جاني وأنا بخير
ولا تشح بالدنيا تراها طفيفه
طيراً ضياع وخالفوه المداوير
مبطي عن الأوناس يمشي بكيفه
بسهلة ما فيه حتى العصافير
والطير من جوعه عيونه ذريفه
واللي حصل صحيح ماهو بتعبير
لو تنحفوني كل يوم نحيفه