بقلم : طارق فتحى السعدنى
لابد أن نعترف بمنتهى الصراحة أن الوسط الرياضى أًصبح مريضا بالتعصب وتحول الى ما يشبه بالحرب الكروية بين جماهير وإدارات الأندية الكروية فى مصر وأخص أكبر ناديين شعبية وجماهيرية فى مصر والوطن العربى وأفريقيا الأهلى والزمالك أو الزمالك والأهلى
حيث أصبحت الأجواء مسمومة بحالة عصبية معقدة ومتشابكة ساهمت فيها وسائل إعلام التى تنتمى للفريقين , أضافه إلى مواقع التواصل الاجتماع والتى تغذى تلك المعركة من أفراد افتراضية مجهولة يهمهما فى المقام الأولى اشعال نار الفتنة الكروية فى مصر لإدراكها أهمية الكرة بالنسبة للمجتمع المصرى، وللأسف انزلق الآلاف بل الملايين من أبناء وعشاق القطبين الكبار خلف تلك الفتنة المجنونة.
دعونا نعترف بكل صراحة أن كرة القدم تشكل جزءا مهما وحيويا فى الحياة الاجتماعية المعاصرة فلم تعد الرياضة أمراً فرديا يمارسه الانسان بمفرده أو بصحبة رفاقه ، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية وسياسية بقدر ما تشغله من حيز كبير في العالم وفى وسائل الاتصالات المقروءة والمسموعة والمرئية، والهدف الأساسى منها فى نشر مبادئ المحبة والسلام والتقارب بين كافة شرائح المجتمع بلا استثناء ,
وأصبح الانتماء الرياضى يفوق بمراحل الانتماء السياسى. واذا وضعنا فى الحسبان تقاطع الرياضة مع السياسة والاقتصاد فى المجتمع فان الأمر يبدو أكثر أهمية وخطورة فى ظل تصاعد ظاهرة التعصب التى تجاوزت كل حدود اللياقة الرياضية
فالحوار الرياضى العاقل فى الساحة الرياضية المصرية غائب والغوغائية والسب والقذف والتنابز هو السائد الآن بين أكبر ناديين و الجميع يشاهد ويتفرج دون وجود رجال راشدين عقلاء للتدخل ووقف ومجابهة تلك الحرب الضروس التى افسدت الاجواء الرياضية وخرجت بمفهوم وأهداف اللعبة عن مسارها الصحيح الى ظاهرة مقيته اسمها التعصب الرياضى الذى يعيق النهوض بالرياضة كأحد عناصر الصناعة فى المجتمع مثلما يحدث فى العالم الخارجى.
الامر يحتاج الآن الى وقفة حقيقة من كافة الجهات المعنية فى الدولة ومن العقلاء والراشدين من ابناء الناديين لمعالجة هذه الظاهرة السلبية واللجوء الى الحوار بدلا من ” الصياح وتبادل الاتهامات والشتائم” بما يعطى النموذج والقدوة السيئة للشباب والمجتمع ككل،
انها دعوة من خلال مقالى المتواضع لقادة الرأى فى مصر ومن عقلاء المجتمع ورموزه لطرح مبادرة لنبذ التعصب وتفكيك حالة الاحتقان الكروى بالحوار الهادئ المتزن والتقريب بين وجهات النظر بين الناديين الكبار ومحاولة تمهيد الأجواء للقاء بين الادارتين والرئيسين.
فلسنا بحاجة الى تشريعات أو قوانين لوقف التعصب الكروى فلدينا من القوانين الغير مطبقة الكثير. ما نحتاجه الآن هو التدخل العاقل لنزع فتيل قنبلة موقوتة فى المجتمع الرياضى وخاصة أننا مقبلون على عرس رياضى بين الناديين الكبار فى نهائى دورى أبطال أفريقيا بأرض الكنانة مصر.