شاعر الوطن المتألق :
” خلف بن هذال العتيبي” شاعر الوطن الذى وقف امام الملوك مبدعا
شاعر شب على الشعر والمشاعر المرهفة منذ صغره ؛ فبعدما توفى والده وهو في الثامنة من عمره وأصبح يتيما ؛ نمت بداخله المشاعر المرهفة التي قد تتسم بالإحساس بالفقد أو الغربة لكنها في نهاية المطاف صهرته في بوتقة الإبداع ليصبح يكتب أولى قصائده وهو بسن الثالثة عشرة من عمره ….
وبعد ذلك أصبح من الشعراء الكبار فى منطقة الخليج ويشار إليه بالبنان ؛ وقد غنى له العديد من المطربين المشهرين أغانيه التي ملأت الدنيا طربا وإبداعا …
تميز بنبوغه الشعرى ومقدرته الفائقة على الخطابة ؛ كما تميز بحضوره المتألق في امهرجان الوطني للتراث والثقافة – الجنادرية ؛ ولقد لقبه الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله – بشاعر الوطن لكثرة قصائده التي تغنى فيها بحب الوطن …
كما حاز على ألقاب شهيرة أخرى ومنها ؛ شاعر الخليج وشاعر الملوك ؛ ومن الطريف أنه قد بدأ حياته كمغني شعبي وله عدة أغان قديمة ذات طابع شعبي …
ولد الشاعر السعودي خلف بن هذال بن سمران الحافي الروقي العتيبي ؛ في الثالث من يوليوعام 1943م ، في مسقط رأسه بلدة ساجر، وقد توفي والده وهو في الثامنة من عمره عام 1951 م، فنشأ طفلاً يتيم الأب، مما ساعد على نبوغ شاعر ذو إحساس مرهف صادق، فكان شاعراً وهو في العاشرة من العمر وأول قصيدة كتبها كانت وهو في الثالثة عشرة من عمره…
ويعد شاعرا كبيرا يتميز بمقدرته الشعرية إضافة إلى الإلقاء والمنبرية يعرّف بـ ” شاعر الوطن ” ؛ وهو اللقب الذي أطلقه عليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز…
تميز” العتيبي” بحضوره المتألق في مهرجان الجنادرية الثقافي الذي ينظمه الحرس الوطني وسبق وأن ألقى أغلب قصائده أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن قبله سلفه الملك فهد بن عبد العزيز …
في عام 1380هـجرية ، اتجه خلف العتيبي للبحث عن عمل مناسب وهو ابن السابعة عشرة عاماً، فعمل في المنطقة الشرقية براتب 3 ريالات يومياً، وفور انتهاء عقد الشركة التي كان يعمل بها توجه إلى الكويت وعمل في بعض المهن…
وفي أثناء إقامته في الكويت قام وبتشجيع من بعض أصدقاءه بغناء وتسجيل الكثير من قصائده بصوته وألحانه، وكان الفنان سلامة العبد الله يتولى عزف العود، وقد قام الكثير من الفنانين الخليجيين بإعادة غناء بعض أعماله، منهم على سبيل المثال:
الفنان السعودي راشد الماجد ؛ في أغنية يا ليت دروبنا سمحه ؛الفنان علي عبد الستار في أغنيتى يا حبيبي ترى القلب بعدك سرح ؛ القلب أهل الهوى عزّروا به؛ الفنان الكويتي محمد البلوشي ؛ في أغنية يا نار شبي من ضلوعي حطبكي، وغيرهم الكثير، وهذه فترة الغناء التي عبّر عنها الشاعر خلف العتيبي أنه نادم على ما قام بها من غناء لقصائده أشد الندم …
بعد عامين من مشواره الفني انتقل خلف في عام 1381هـجرية ؛ إلى العمل في الجيش الكويتي، ثم استقال منه، وانخرط في العمل الحر سنة أخرى، إلا انه لم ينجح في عمله الحر مما تسبب في تراكم الديون عليه…
غادر خلف العتيبي الكويت ؛ في عام 1384 هـجرية ؛ متوجهاً إلى الشيخ تركي بن ربيعان العتيبي أمير الفوج التاسع في الحرس الوطني آنذاك، ومن حسن الحظ أن صادف اليوم التالي لوصول خلف إلى الشيخ تركي، حفل تخريج الدفعة الأولى في الحرس الوطني، والذي كان يرأسه الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأمير في ذلك الحين، فطلب الشيخ تركي من خلف أن يعد قصيدة لإلقائها أمام الملك عبد الله في الحفل …
وفي نهاية عام 1384هـجرية وفي حفل تخريج الدفعة الأولى من الحرس الوطني، وبوساطة من الشيخ تركي بن ربيعان، ألقى خلف قصيدته أمام الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ومنها ” أنا أشهد إنك تستحق الرياسة وأنا أشهد إنك يا أبو متعب صتيمه”.
فأعجب الأمير عبد الله بقصيدته ، واستدعاه للحديث معه وشكره على قصيدته، وحينما سأله الملك عبد الله عن وظيفته أجابه خلف أنه غير موظف، فأمر الملك عبد الله بتعيينه برتبة (عريف سائق) بمعيته الخاصة…
وفي عام 1393هـجرية ، وفي أثناء ملازمة خلف للأمير عبد الله، قرّرت رئاسة الحرس الوطني ابتعاث عدد من جنودها لبريطانيا لدراسة العلوم الحربية ورفع كفاءة افراد وضباط الحرس، بحيث يتم ترقية المرشحين الذين يجتازون الدورة في بريطانيا برتبة (ملازم أول) بعد عودتهم للسعودية….
ومن سوء حظه ؛ أنه لم يدرج اسمه بين الأسماء المرشحة لدورة الضباط في بريطانيا، مما حدا به أن يلقي 10 أبيات بين يدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ، كان آخر هذه الأبيات :
” قل تــمّ.. وانا تمّ لي عشرة ابيات ويكفـي قليلك يا بطل عن كثيـرك ”
فأمر الأمير عبدالله بن عبد العزيز بإلحاقه بهم وإدراج اسمه ضمن القائمة المسافرة…
غادر خلف العتيبي السعودية في عام 1393هـجرية ؛ وعاد في آخر عام 1395 هـجرية إلى السعودية، بعد أن اتم دراسته في الكلية الحربية البريطانية، وحصل على رتبة (ملازم أول) في الحرس الوطني أسوة بجميع زملائه المبتعثين الذين اجتازوا الدورة
واصل اعتماده على نفسه حتى وصل بعد مرور 15 سنة على عودته من بريطانيا إلى رتبة (مقدم) وذلك في عام 1411هـجرية ، حيث حضر حرب الخليج الثانية ، والتي أذنت لخلف بالانطلاق لعالم الشهرة الواسع، ومن أبرز قصائده التي قالها في ايام الحرب القصيدة التي مطلعها “يالله بأمانك من النكبات تامنا والدار بحماك تمنها وتامنها”.
أحيل في مطلع عام 1432هـجرية إلى التقاعد وهو يحمل رتبة لواء وله عدد من الأبناء أكبرهم هذال الذي يحمل الدكتوراه ورتبة عميد ومتعب برتبة عميد وفيصل برتبة عقيد ونايف برتبة مقدم ومحمد وسمران ومرزوق برتبة رائد….
وفي الثالث عشر من إبريل عام 2017 م ؛ كرّمه الملك سلمان بن عبدالعزيز ، بتسليمه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى….