“خالد الشيخ” نغمة الحداثة في الأغنية الخليجية :

حكاية الفنان الـزاهد الذى ترك عرش نجوميته

واختار العزلة

استطاع أن يغير مجال حياته المهنية بنحو مائة وثمانين درجة ؛ فبعد دراسته للسياسة والاقتصاد ؛ غادر إلى القاهرة سرا عن أعين العائلة التي كانت تعارض توجهاته الفنية ؛ سافر ليتلقى تعليم الموسيقى ؛ وبالفعل انضم إلى معهد الموسيقى بالقاهرة وعاد إلى البحرين بصحبة عوده وألحانه وموسيقاه التي اكتسب مفرداتها لينتج البومه الاول بـ استوديوهات الكويت…

وبرغم تألقه بمجال التلحين والتأليف الموسيقي ؛ والتعاون مع العديد من المطربين العرب في إنتاج أعمال غنائية رائعة ؛ اتسمت بالحداثة وغناء الأغنية ذات اللغة الفصيحة على الايقاع الموسيقى الخليجي ؛ إلا أنه ابتعد عن هذه النجومية والشهرة بشكل مفاجئ وابتعد عن الأضواء فى شبه عزلة اختيارية …

وقد ظهر مؤخرا  وقد تبدلت ملامحه وثيابه  فقد بدا على هيئته ملامح الزاهد ذو اللحية البيضاء والملابس غير الجذابة

فى مشهد أقرب إلى مشاهد الصادقين مع أنفسهم المخلصين لدينهم  وقد أوضح فى إحدى المقابلات التليفزيونية أنه آثر الانسحاب من الوسط الفني لشعوره بإحباط شديد وليس بنية الاعتزال …

ولد الفنان خالد الشيخ في 23 سبتمبر 1958م في البحرين ؛ تلقى التعليم الثانوي بمدارس البحرين  ، ثم حصل من  جامعة الكويت  على بكالوريوس  العلوم السياسة والاقتصاد فى عام 1975 م…

ثم ذهب للدراسة في المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة ؛  واقتضت ظروفه العودة للعمل في المعهد الموسيقي في البحرين كمدرس لآلة العود، ثم موظفا في إدارة التراث بوزارة الإعلام في البحرين. وحصل في العام 1998 على التفرغ كأول فنان بحريني يحصل عليها…

بزغت موهبته الفنية  من خلال تلحين اللوحات الغنائية في حفلات طلبة البحرين بالكويت؛ ونضجت موهبته وتألقت حينما كتب ولحن للمغني البحريني محمد يوسف الجميري عدة أعمال منها(وكان الصيف موعدنا) لعزالدين المناصرة…

وقد قام ” الشيخ” بتلحين أغلب مسرحيات الأطفال في البحرين في الثمانينات.  ولمع  اسمه كملحن في الخليج العربي بعد قيامه بتلحين أغنية (إشويخ من أرض مكناس) لأبي الحسن الششتري عام 1982م والذي قام الفنان السوري نعيم حمدي بعد ذلك بغنائها في عام 1983م …

أبهر ” الشيخ” الجمهور الخليجي بصوته حيث اصدر عمله الأول بالشكل الغنائي الجديد المعتمد على نصوص مكتوبة باللغة العربية ضمن إيقاعات خليجية ؛ كان من أشهرها أغنية (كلما كنت بقربي) للشاعر صوفي هو أبو الحسن الشتري…

وكان ألبومه الأول مبهجاً عبر مجموعة أغاني أشهرها “أبكي على البمبرة” و”كلما كنت بقربي”، واحتوت على ثيمات لحنية لم تتعودها الأغنية الخليجية…

ويعتبر” الشيخ” أحد المراحل المهمة في مسيرة الفنان عبدالمجيد عبدالله؛ الذى قدم له أغنية ” طائر الأشجان” ؛ كما قدم أغنية مهمة مع أحمد الجميري وهى “شويخ بأرض مكناس”…

وربما ابتعد ” الشيخ” عن الأضواء والنجومية من أجل الاعتراض بشكل يخصه على بعض الأعمال الفنية المبتذلة التي بدأت تطفو على السطح في الآونة الاخيرة..