سيدةِ الشاشة الخليجيّة
“حياة الفهد” عانت من قسوة والدتها.. وإتُهمت بالعنصرية
طارق السعدني
تعد حياة الفهد ممثلة ومذيعة وكاتبة ومن أبرز فنانات الخليج وبجانب كونها ممثلة، فإن لها محاولات شعرية ولديها القدرة على كتابة القصص والسيناريوهات حيث قامت بكتابة العديد من الأعمال التلفزيونية، ولها ديوان شعر واحد باسم «عتاب» صدر في نهاية سبعينات القرن العشرين , تزوجت مرتين وانفصلت في المرتين ولديها أربع بنات …
ولدت في منطقة شرق وفي الخامسة من عمرها انتقلت مع أسرتها إلى المرقاب وسكنت بالقرب من مسجد عبد الله المبارك وتربت يتيمة بعد فقدانها لوالدها ، عانت حياة من قسوة أمها عليها , ولم تكمل دراستها الابتدائية، إلا إنها تعلمت القراءة والكتابة بعد ذلك بعد شعورها بحاجتها إليهما ، واستطاعت إتقان القراءة والكتابة بالعربية الفصحى والإنجليزية …
تزوجت حياة الفهد مرتين، كان أول زواجٍ عام 1963 وهي في عمر الخامسة عشر من طبيبٍ عراقي يدعى قصي جلبي من البصرة، وكان يعمل كسكرتير وكيل في وزارة الإعلام الكويتية…
سافرت معه إلى مصر ليكمل دراسته وتركت الفن لثلاث سنوات لأنّه طلب ذلك، وظلت مقدمة برامج في الإذاعة، ولكن انفصلت عنه بعد ثلاث سنوات من أجل عملها في الفن. رُزقت منه بطفلةٍ وحيدة هي “سوزان” عام 1967، وهي متزوجةٌ من عبد اللطيف ابن الفنان خالد العبيد…
أمّا الزواج الثاني فكان من اللبناني فلسطيني الأصل حسين، وكان له من زوجته السابقة بنتان هما “مي ومها” قامت حياة بتربيتهما حتى بعد انفصالها عنه. كما تبنّت فتاةً يتيمةً اسمها “رزان” ربتها مع باقي البنات ..
خلال عملها في مستشفى الصباح اكتشفت حبها للفن في بداية خمسينيات القرن العشرين بعد أن شاهدت فيلم سينمائي كان من بطولة فريد الأطرش ، وأصبحت تتردد بعد ذلك على السينما مع أهلها ، سرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى هواية تمارسها باستمرار. لديها ثلاث أشقاء، شقيقتها الكبرى شريفة التي تولت تربيتها عند وفاة والدتها عام 1987مع أختها الصغرى غنيمة وأخوها الوحيد…
كانت أول خطوةٍ لها في عالم الفن من خلال مسرحية “الضحية” عام 1963. وفي التلفاز شاركت في مسلسل “عايلة أبو جسوم” عام 1964، وقد نالت أول أجرٍ لها عن دورها في مسرحية “بسافر وبس” وكان 30 دينارًا كويتيًا…
قدمت عدة أدوارٍ على المسرح والتلفاز بين الكوميديا والتراجيديا، ولاقت نجاحًا جماهيريًّا، كما نالت مديح النقاد وهي لم تبلغ العشرين من عمرها بعد. وممّا قدّمته حينذاك “الحدباء” عام 1968 ومسرحية “الأسر الضائعة” عام 1963 و”فلوس ونفوس” عام 1969…
ظهرت في عدة مسلسلاتٍ ومسرحيات رفقة الفنانة سعاد العبد الله حيث شكّلتا ثنائيًّا دراميًّا مميزًا على الشاشة الخليجية، وكانت هذه الأعمال: “رقية وسبيكة” عام 1986 و”على الدنيا السلام” عام 1987 و”خالتي قماشة” عام 1983 و”سليمان الطيب” عام 1993 و”خرج ولم يعد” عام 1982، و”درس خصوصي” عام 1981، والعديد من الأعمال التي لاقت نجاحًا واسعًا، وكان آخر عملٍ جمعهما سويةً هو مسلسل “البيت بيت أبونا” عام 2013 للكاتبة وداد الكواري، وكان بعد غياب 13 عامًا فصلتهما عن آخر مسلسلٍ جمعهما وهو “عيال الذيب” عام 2000.
زاملت أيضًا الفنان غانم الصالح في العديد من المسلسلات الخليجية المميزة مثل: “خالتي قماشة” و”الدردور” و”رقية” و”سبيكة” و”الغرباء” عام 1982، و”خرج ولم يعد” و”إليكم مع التحية” عام 1986 و”مسافر بلا هوية” عام 1988، و”الخراز” و”زوجة بالكمبيوتر” عام 1995 و”عائلة فوق تنور ساخن” عام 2007 وعدة أعمالٍ أخرى كان آخرها “ليلة عيد” عام 2010م
ومن مسلسلاتها البارزة أيضًا: “ألوانٌ من الحب” عام 1974 و”ابن الحطاب” عام 1975 و”أحلام صغيرة” عام 1982 و”طش ورش” عام 1993 و”عندما تغني الزهور” عام 2005، وكان دورها الأبرز في مسلسل “جرح الزمن” للكاتبة فجر السعيد عام 2001 الذي لقبت عقب أدائها المميز له بسيدة الشاشة الخليجية…
كان آخر ظهورٍ لها على الشاشة التلفزيونية في بطولة مسلسل “مع كل حصة قلم” وهو من كتابة علي الدوحان ومن إخراج مناف , وقد عُرض في شهر رمضان المنصرم.أمّا في المسرح فبرزت في: “شيكات بدون رصيد” عام 1987 و”أرض وقرض” عام 1988 و”سيف العرب” عام 1992، وآخر عملٍ مسرحي لها هو “صح النوم يا عرب” عام 2004 والذي عُرض في عدة بلدانٍ عربية…
إلى جانب التمثيل، خاضت تجربة الكتابة حيث قامت بكتابة ديوان شعر بعنوان “عتاب” في سبعينيات القرن الماضي، وكتبت عدة أعمالٍ درامية منها: “دمعة يتيم” و”الأخ صالحة” و”الحريم”.
أثارت الممثلة الكويتية حياة الفهد جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب دعوتها لترحيل العمال الأجانب، أو “رميهم في الصحراء” لمواجهة “عجز” في القدرة الاستيعابية للمستشفيات في ضوء تفشي فيروس كورونا المستجد…
وقالت الممثلة إنه إذا “كانت دولهم لا تريدهم، فلماذا يجب على الكويت أن تتولى رعايتهم. لا مستشفيات في الكويت تستوعب أعداد المرضى”.
لتأتى بعض ردود الفعل المحملة بالغضب مستنكرة الدعوة إلى التعامل مع أي شخص بهذا الشكل، وآخرون اعتبروا أنها “لا تمثل” آراء الشعب الكويتي، لكن أيضا البعض أيد موقفها “الوطني” من الأزمة …
حياة الفهد هوايتها المفضلة هي تربية الحيوانات الأليفة، وخاصةً القطط ,عملت مذيعة في الفترة من عام 1965 وحتى عام 1968 في إذاعة الكويت.هي من تختار ملابسها بنفسها بما يتناسب مع الشخصية التي تقدمها. طباخةٌ ماهرة، وتعشق الطعام المصري خاصةً الكشري ولا تحب الإيطالي لأنّه يحوي الكثير من النشويات…