ليلى كو
…حدثني ليلي …
قال لي وهو بيدي
يفرك جفوني
ما أحوجنا لراحة
لرحلة مريحة
قلت له يا ليلي …
وانا في أمس الحاجة ..
لمن يسمعني
قال لي وهو بيده يغطيني
نامي..
وتكتمي عن كل أمر
قد يحرق شموع العمر
قلت له يا ليلي
انا في حاجة ملحة ..
لمن يسرع بي
فالطريق امامي جدا شاقة ..
قال لي
نامي ..
ودعي عنك تقدم هذا العالم
فأنتِ ابنة زمن قد مر
وقد تحرقك الشهب المتطايرة
قلت له يا ليلي
انا في حاجة لروح قوية
تحملني عاليا ..
وبين أهالي السماء تضعني
فقال لي ..
نامي ..
ولا تجعلي الحلم
يقتحم حدود العقل البشري
فقلت له يا ليلي
انا في حاجة لمن يبني لي
بيتا في أعالي القمم
قال لي
نامي
ولا تحملي هم
من يتخبط في اليم
حتى وهو يعلم
انه خلق من لحم ودم
فقلت له يا ليلي
نم بجانبي ..
واستر عيوبي
لاغمض جفوني ..
ولا أرى من خلفي
ذرية على الضفاف
تنتظر قوارب النجاة
لا أرى ابنائي على الحدود
يحملون بطاقة هوية مزورة
ليمروا للضفة المحادية
ليلها نهار ونهارها غبار
صرخ في وجهي
وقال لي
نامي
قبل أن يتم الاقتحام
وتبدأ الأرقام في العد العكسي
فلا أنتِ ولا انا ساعتها
سيبقى لنا اسم
قلت له يا ليلي
سأغمص عيني اليمنى
واترك اليسرى تسعى
تقلب أوراق التاريخ
لعلي أجد ما يخرجنا
من هذا الضيق ..
قال لي
نامي
ولا تتكلمي فما عاد التاريخ
بقادر يسجل أسماء
في سماء الحق تحلق
قلت له انا اسمي معروف
والكل يشهد له بالفداء
فانا من اصل حاتم الطائي
من أب بربري
ايام العهد الحجري
وجد حبشي قوي البنية
وأمه
وهي جدتي
غجرية الاصل
طويلة الشعر
فاتنة القد
فقال لي
نامي ..
ودعي عنك عبئ الماضي
قلت له يا ليلي
وإبني إبن المستقبل الآتي
أخبرني انه يحب أجنبية
وتجيد كل اللغات العالمية
إلا اللغة الرسمية
فكيف سيتم بيننا التفاهم
قال لي
نامي ..
فالعلم نور والجهل عار
قلت له ياليلي
انا في حاجة لمن يعلمني
فأنا لا أعرف إلا اللغة العربية
قال لي
نامي..
ورددي بها أدعية
قلت له وصلتني رسالة استعجالية
لحضور حفل زفاف إبنتي
ستتزوج بشخصية غنية
وستقيم حفل زفاف
في أكبر الفنادق العالمية
فوق أرض أبية
أهلها يتكلمون بالعبرية
وانا لا أعرف إلا العربية
قال لي
نامي
قلت له
واختي الصغرى
ستنجب مولودا هذه السنة
من آب سنوات وهو
خارج عن الوعي
يريد أن يصل لجنية
تسلمه كل مفاتيح الدنيا
قال لي
نامي
قلت له وأمي
وأنت أعلم
ما معنى الأم
فهي بين السجون الأثرية
ترسم على الجدار
ملامح إخوتي الصغار
خرجوا ليحققوا الانتصار
فما عادوا اليها حتى الآن
وهي الآن قلبها يتقطع
فقال لي بهدوء تام
ما أحوجنا لنومة عارمة
قلت له بهدوء تام
أنا في حاجة لمن يصفعني
قال لي
نامي..
فكل الأيادي كُبلت
قلت له ..
انا في حاجة لمن
يسجل اسمي
قال لي
نامي ..
فكل الاقلام جفت
قلت له
انا في حاجة لمن يعيدني
إلى نفسي بقيم
قال لي
نامي
فكل الأشرعة مُزقت
فقلت له ياليلي ..
انا في حاجة لمن يواسيني
قال لي
نامي..
فحتى الاحلام للأسف …
قد نامت
قلت له فلا تجعلني انام
قبل أن أضع نقطة الختام
فقام من جانبي
ورفع عني الستار
وقال
لا الليل ولا النهار
سيلتقيان
لا يا ليلي
سيلتقيان
فكيف لا أنام
وانا في حاجة ملحة
لمن نام من قبلي
لنبقى انا والقيم
في سهر
فلا حاجة لي
كي انام
فانت ليلي
وأنا أدعى ليلى
في النهار