نموذج للبطل الشعبي في الإمارات
التواضع و الابتعاد عن الأنانية.. سر نجاح جابر نغموش
على الرغم من مشواره الفني الطويل، ونجاحاته العديدة، يحظى الإماراتي جابر نغموش بعشق وحب الجماهير الإماراتية ، فهو لا يزال متواضعاً، يقدم العون لكل من يمثل إلى جانبه ، لذا هو محبوب يحظى باحترام وتقدير الجميع..
نغموش وارث المرح وصانعه
جابر بن سلطان بن حميد بن غانم نغموش مواطن بسيط ، من مواليد إمارة رأس الخيمة ، في الإمارات ولد في الأول من يناير عام 1950م و لُقبت عائلته بهذا الاسم لأن جده الأكبر كان كثير الحركة و القفز ، فسماه الناس نغموش ، و هو متزوج ، و لكنه لم يُرزق بالأولاد ، فنان مشهور له العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة ، حيث ذاع صيته ، حين أدي دوره الشهير في المسلسل الاجتماعي حاير طاير ، و هو مسلسل له شهرة واسعة في الخليج ، يتكون من خمسة أجزاء …
نصف قرن في التمثيل
جابر نغموش له مسيرة فنية واسعة ، ما بين الدراما و المسرح ، حيث أنه قد قضي أكثر من نصف قرن في التمثيل ، و كان من أهم الأسباب التي وصلت به إلى هذا النجاح الفائق ، هو التواضع ، فهو يؤمن كثيرا ، بالحديث الشريف للنبي صلي الله عليه وسلم ” من تواضع لله رفعه ” مبتعد عن الغرور ، و حب النفس، و التملق ، و يختار أدواره الفنية بعناية شديدة ، و لا يقبل بدورٍ لا يلائمه أبداً ، و يؤمن بالعمل الجماعي ، و يُدرك أن العمل لا يقوم على البطل وحده ، فهو إنتاج مشترك لكافة العاملين به …
بداية ظهور موهبته الفنية ، منذ التحاقه بفريق الكشافة ، بمدينة رأس الخيمة ، حيث قام بمساعدته تلك الفترة على صقل موهبته العديد من الأساتذة المُبدعين ، من فلسطين و مصر و الأردن ، و لذلك فهو يرى أن أهم ما يميز الفنان أن يكون موهوباً بالفطرة، فلا مكان لغير الموهوبين في العمل الفني, و قد نال شهرته الواسعة ، و يؤمن أنه ناله بالتدرج ، مثل صعوده على سلم موسيقي ، و أنه لولا الجمهور و تشجيعه له ما استطاع أن يصل إلى تلك المكانة …
وجهة نظرة في السوشل ميديا
ليس لجابر نغموش أي حسابات خاصة من قريب أو بعيد على مواقع التواصل الاجتماعي ، تويتر والفيس بوك ، وغيرهم ، لأنه يرى أنه على الرغم من أهمية التكنولوجيا في حياة البشر ، إلا أن وسائل التواصل بها الكثير من السلبيات ، التي لاحظها ، وهي سوء استخدام الناس لها ، وخاصة الأشخاص العاملين بالوسط الفني ، حيث يجب أن يغيروا من طريقتهم في نقل الأخبار الفنية وتداولها …
وهو لا يحب كثرة الظهور في الصحف والمجلات ، واللقاءات التلفزيونية ، بدون مبررٍ لذلك ، كوجود عمل فني ، يتحدث عنه ، ويخبر به الجماهير ، ويؤمن أن الإعلام سلاح ذو حدين ، فلابد للفنان أن يتوخى الحذر في تعامله معه ، فمن الإعلاميين من يضعون السُم في العسل ، من خلال إجراء لقاء صحفي ونشره بطريقة قد تؤذي الفنان …
ويُدرك أنه ليس بحاجة لهذه الوسائل من أجل عرض أعماله على الجمهور ، لأن العمل الجيد يفرض نفسه بنفسه ، فيوجد الكثير من الناس ، الذين يدققون بالبحث عن أعمال فنية جيدة ، دون الاستعانة بالإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ، وأن بزوغ نجمه في الإمارات كفنان ناجح ، إنما هي نتاج تعب ومجهود امتد لسنوات عديدة ، قدم خلالها الكثير من الأعمال الفنية التي قدمته للجمهور…
أهم أعماله الفنية
له العديد من الأدوار المُختلفة في التلفزيون ، ومنها قوم عنتر ومشاكل الفريج ، وسوالف الدار ، ومسلسل حاير طاير المُكون من خمسة أجزاء ، وعمى ألوان ، وشمس القوايل ، وجمرة غضى ، والمقاريد ، وطماشة ، وحظ ياناصيب ، وزمن طناف ، ولولو ومرجان ، وصمت البوح ، وبحر الليل ، ومكان في القلب ..
مقومات النجاح
الابتعاد عن الأنانية بين الفنانين هو سر النجاح ، فالتعاون والمحبة والبطولات الجماعية تخلق جواً من البساطة والعفوية بين الفنانين تظهر بوضوح عبر الشاشة الصغيرة، وتصل إلى قلوب المشاهدين , فنجاح نغموش في حياته الفنية لم يأتِ عبثاً، وقد سانده في ذلك عفويته وشعبيته وأداؤه لمختلف الأدوار بصدق وإخلاص، وتلك الملامح من الصعب إيجادها هذه الأيام لدى غالبية النجوم والفنانين على امتداد الوطن العربي، فعلى الرغم من أن الدراما اليوم أصبحت صناعة وتجارة وأصبح شبه حتمي أن يرافقها تنازل عن بعض العادات والتقاليد، إلا أن جابر نغموش لم يرضخ لذلك، مع العلم أنه لم يرفض حالة التمدن والحداثة التي غزت أدواتها شتى تفاصيل الحياة، لكنه تمسك بعاداته وتقاليده ومبادئه بصورة متوازنة، وحافظ بثقة على الأهداف التي يؤمن بها من منطلق الفن الصادق، لذلك بقي نموذجاً للبطل الشعبي في الإمارات…
معتقدات راسخة
بالتأكيد عندما يسمع أحد الأطفال ينادي والده «بابا»، يترك هذا الشعور بداخله انطباعاً ما، لكنه لا يفكر أبداً بأنه محروم من مثل هذا الشعور، لأنه أقنع نفسه بأن هذا قدره، بالتالي لا يستطيع أن يتكلم عن حال لا يقدر أو يستطيع على تغييره أو تبديله، في المقابل منحه الله موهبة التمثيل حتى يعيش حب من نوع آخر، هو محبة الجمهور، لذلك فهو يعتبر المشاهدين هم أبناءه…
عنيد وهادئ ولا يمازح من يخطئ في حقه
جابر نغموش شخص عنيد، وإن لم يقتنع بشيء فمن الصعوبة أن يتقبله ، وله أسبابه الخاصة التي يتمسك بها في هذا الصدد، وتراه يتعامل مع الأمور بمنطق متوازن، وهو ما نراه في اختبارات النصوص وفي تقمص بعض الأدوار ,وفي المقابل ذو شخصية هادئة، لا يتدخل في مختلف التفاصيل، حتى وإن كان هو بطل العمل الفني، ويفضل أن يجلس بعيداً حتى لا يؤثر على سير الإنتاج، وهذا التواضع قد لا نجده عند الكثير من الفنانين الذين يتدخل بعضهم في كل شاردة وواردة، لدرجة يصل بهم الحد إلى اختيار بعض الممثلين… وإذا ناقش فإنه يناقش بأسلوب ودي وهادئ، ويقتنع إن أقنعه الشخص بالمنطق، وإذا اعترض على شيء يكون اعتراضه لصالح جودة العمل…
ومن الممكن أن يبادر بالتسامح إن كان هو المخطئ، لكنه يصر على خصومته إن كان الطرف الآخر هو الذي أخطأ بحقه، ورغم ذلك فهو يحاول أن يظهر للآخرين ردة فعله بطريقة ودية حتى يثبت لهم أنهم المخطئون، وذلك يعني أنه لا يهجر من يختلف معهم بشكل نهائي، بل يتحدث معهم ولكن من دون أن يمازحهم، وهو الأسلوب الطاغي على شخصيته…