منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
معالم سياحية

“دحضة” و”القابل” أرض الجمال والتاريخ التليد في نجران

31/ أكتوبر /2020
avatar admin
193
0

امتدادا لحضارة الإنسان الضاربة في أعماق التاريخ النجراني, لا زالت قريتي “دحضة” شمالاً و”القابل” جنوباً, أدلة بارزة تحمل رموز المراحل التي عبرها الإنسان منذ العهود الحجرية, وحتى عهد بيت الطين النجراني المعروف ما قبل 50 سنة، لتشكل القريتين لوحة جمالية وهي متقابلتان على ضفتي وادي نجران الشهير.

 

 

 

 

 

 

وتشتهر قرية “دحضة” أو كما يسميها الأهالي “شعب دحضة” بمجاميع النخل والبيوت العتيقة المسماة بـ “الدرب النجراني”, وروابي الزراعة التي تمتد على ضفاف وادي نجران مستمدة المياة من مخزون الوادي العتيق, ومن سيول “العَجْمَة” و”شعب جبير” و”فريخ” التي تصب من أعالي جبال “دحضة” التي تميزت بالعيون و”الغدران” بسبب هذه الوفرة المائية, مثل “غدير الوَلَع”, و”غدير السبعة”, وغيرها.

وعُرفت “دحضة” لدى الباحثين والمنقبين كمكان قطنه الإنسان منذ القدم, مستدلين عبر دراساتهم بالأدوات الحجرية العائدة لما قبل التاريخ “العصر الحجري” أي قبل ما يقارب مليون ومائتين سنة تقريباً, حيث وجدوا في “شعب دحضة” أدوات القواطع الحجرية الكبيرة الحجم, والمكاشط والشفرات والمطارق والأدوات ذوات الوجهين البدائية.

وكانت “دحضة” مركزاً اقتصادياً هاماً قبل 80 عاماً, حيث كانت تضم “سوق الأحد” الذي يعتبر من أهم الأسواق في منطقة نجران قديماً, لما يحويه من رواج لكافة البضائع القادمة من بلاد اليمن, أو تلك التي تتم صناعتها داخل المنطقة كالملابس والأدوات الجلدية, أو التي تُنتج عبر الثروة الحيوانية أو الزراعية.

ويقابل قرية “دحضة” جنوباً بعد مجرى وادي نجران, قرية “القابل”, لتواصل معها لوحة الخضرة والتاريخ التليد, حيث تضم في رحابها موقع الأخدود الأثري الأشهر في منطقة جنوب الجزيرة العربية, والعديد من المواقع التي تضم نقوشاً ورسوماً ودلالات تاريخية هامة كُتبت بالمسند, حيث يعتبر موقع الأخدود والمنطقة المحيطة به هو مدينة نجران القديمة التي كانت تُسمى “رقمت”, فـ”رقمات”, فـ”نجرن”, فـ”نجران”.

واشتهرت “القابل” بالإنتاج الزراعي على مستوى البر والذرة, وإنتاج التمور الفاخرة منذ القدم, كما ما زالت حتى يومنا هذا تحوي الكثير من البيوت الطينية “الدروب” مجانبة للمنازل الحديثة والمساحات الزراعية الخلابة.
ومثل قرية “دحضة” كانت قرية “القابل” تحمل ثقلاً اقتصادياً مقابلاً في جهة المدينة في الضفة الأخرى من الوادي, حيث كانت تضم سوق “الخميس” الذي يتبادل فيه الناس بيع وشراء السلع كل خميس من أسابيع العام.

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11257

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.